المدعو بـ الجولاني.. صناعة أمريكية من سجن بوكا وهدية للكيان الصهيوني لاستباحة سوريا
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
6 نوفمبر 2025مـ 15 جماد الاول 1447هـ
يكشف مسار حياة المدعو “الجولاني”، المعروف بأسماء مستعارة مثل “أويس الموصلي” و”أبو عبدالله”، ومؤسس منظمة هيئة تحرير الشام الإرهابية، عن فصل جديد في تاريخ المنطقة، حيث تحولت علاقة واشنطن معه من السجن والمطاردة إلى دعم مباشر، ليصبح أداة رئيسية لتنفيذ المشاريع الأمريكية والصهيونية بعد تفكك الدولة السورية بفعل العدوان الأمريكي الصهيوني المستمر، وبمساندة أدوات عربية خائنة ومتواطئة منذ العام 2011م.
وأفادت مصادر المسيرة أن القوات الأمريكية والصهيونية فرضت سيطرتها على مناطق استراتيجية في سوريا بعد انهيار الدولة، وفرضت قيوداً صارمة على الحركة والتنقل، خاصة في مناطق الكسارات، مع انتشار واسع لمليشيات مسلحة تابعة للمسمى بـ “للجولاني”، الذي يتحضر الآن وفق ما يسمى وزير خارجيته، لزيارة البيت الأبيض هذا الشهر، بالتزامن مع زيارة محمد بن سلمان للعاصمة الأمريكية، ما يعكس حجم التنسيق بين واشنطن والعميل السعودي لتثبيت النفوذ الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
ويتضح من متابعة التطورات أن العلاقة بين واشنطن والمدعو بـ “الجولاني” ليست وليدة اللحظة، بل صناعة أمريكية صهيونية دقيقة استمرت عقوداً، بدأت من أفغانستان مروراً بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003م، الذي سجن فيها لخمس سنوات، وانتهت بسوريا، حين قدمت واشنطن الدعم لتنظيمات القاعدة ومشتقاتها وصولاً إلى تنظيم داعش، ضمن مخطط سياسي متكامل لتجهيز ساحة سورية مستباحة للعدو الأمريكي والصهيوني، وتمهيد الطريق للسيطرة على مفاصل الدولة السورية والحد من أي مقاومة حقيقية.
وفي هذا الإطار، ساعد الدعم الأمريكي والصهيوني الجولاني في توسيع نفوذه واستقطاب مقاتلين من مختلف الجنسيات، واستمالة المجتمعات والاقليات عبر مشاريع ظاهرها خدمي وباطنها يخدم المخطط الاستراتيجي للعدو الأمريكي والصهيوني، بينما بقي نزع سلاح المقاومة هدفاً خفياً تحت وطأة الضغوط الدولية، ضمن محاولات لفرض واقع جديد على الأرض السورية يضمن الهيمنة الصهيونية الأمريكية على القرار المحلي والإقليمي.
كما تواصل أمريكا والكيان الصهيوني دعم الجولاني لشن حملات عسكرية وميدانية ضد المدنيين في المناطق المحررة، واستهداف المدنيين والمناطق السكنية، وإعاقة عمل مؤسسات الدولة السورية المهدمة، بما في ذلك المرافق الطبية والاقتصادية، لتعميق الفوضى وإطالة أمد السيطرة على الأراضي السورية.
وفي سياق حديث، كشفت مصادر محلية أن الجولاني يقوم هذه الأيام بتكثيف حملاته الإعلامية والسياسية، عبر تظهير نفسه زعيماً سياسياً مستقلاً، في محاولة لإضفاء شرعية على دوره وقراراته التي تنسجم مع الأجندة الأمريكية الصهيونية، بينما يواصل التعاون مع الدول العربية العميلة لتثبيت نفوذ واشنطن في سوريا والمنطقة، من خلال مشاريع وهمية تُقدم كمساعدات وخدمات بينما الواقع على الأرض خدمة كاملة للمخططات الأمريكية الصهيونية.
وتشير المصادر إلى أن الجولاني ينسق مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإعادة تشكيل جغرافيا السيطرة في سوريا، بحيث يصبح مناطقه بمثابة حصون استراتيجية للتدخل الأمريكي والصهيوني، مع استمرار محاولاته للسيطرة على المناطق الحدودية التي تطل على لبنان وقطاع غزة، بما يعزز قدرة العدو الأمريكي الصهيوني على تهديد المقاومة وإطالة أمد الاحتلال في المنطقة.
ويبقى الشعب السوري والمقاومة حائط صد أمام هذه المشاريع، مؤكدين أن دعم الجولاني وحلفائه لن يغير شيئاً في إرادة الشعوب الحرة، وأن الانتصار النهائي لا يتحقق إلا بإفشال مخططات أمريكا والصهاينة، واستعادة الدولة السورية بكامل سيادتها، وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، بعيداً عن وكلاء واشنطن والصهاينة.
