بإيمان الشهداء وحكمتهم تصان الأوطان
ذمــار نـيـوز || مقالات ||
1 نوفمبر 2025مـ 10 جماد الاول 1447هـ
بقلم د/ تقية فضائل
منذ عشرة أعوام واليمن ترفع راية الجهاد في سبيل الله ليظل بلدنا_ كما حفظته ذاكرة
التاريخ_ حرا شامخا أبيا يدفن من جاءه غازيا طامعا، ويبقى أهله رمزا للعزة والكرامة والإباء وموئلا للقيم والأخلاق عندما يعز حاملوها، رفعت تلك الراية المقدسة لإغاثة المستضعفين المقهورين من أهلنا في غزة الصمود حينما تخلى عنهم الأقربون و أنهكتهم طعنات الغدر والخيانة، وأسلموا إلى عدو مفلس من كل قيمة أو مبدأ أو خلق أو إنسانية، كما رفرفت تلك الراية المباركة عاليا لردع أعداء الله من يهود ونصارى ومن يقف إلى جانبهم من عملاء الداخل والخارج ممن استحوذ عليهم الشيطان وزين لهم أعمالهم .
في هذه السنوات ارتقى الآلاف من الشهداء من خيرة أبناء اليمن ممن استجابوا لله ورسوله وجاهدوا في سبيله بأرواحهم ودمائهم وأموالهم، جاؤوا يحثون السير من جميع أنحاء اليمن، فعلم الله صدق إيمانهم وثبات مواقفهم؛ فنالوا توفيقه وآتاهم الحكمة والبصيرة فلم يلتفتوا لخداع المنافقين المثبطين ولا لدعوات الخوالف المتذرعين بشعارات زائفة للقعود عن الجهاد، ولا للخونة المندسين تحت غطاء الوطنية الجوفاء التي لاتتجاوز حناجرهم وما الوطن وأهله في الحقيقة بالنسبة لهم إلا مركب يوصلهم إلى أمانيهم ولا بأس بإغراقه في أي مستنقع أوالتخلي عنه للقراصنة اللئام يفعلون به ما يشاؤون، بينما هم ارتضوا لأنفسهم الثمن الزهيد الذي باعوا به وطنا وشعبا أصبحوا غرباء عنه، ولم ينطل على الشهداء خداع العملاء الساقطين في وحل الخيانة لله ورسوله والمؤمنين وإن كانوا يرتدون رداء الدين الذي ما لبث أن صار رداء مهترئا تتبدى من خلاله بنية مشوهة هزيلة فاستحال حجة عليهم أمام من يرى بنور الله.
شهداؤنا ثلة ممن حملوا القيم والمبادئ القرآنية حقا فارتقت نفوسهم، وحلقت في سماوات العلا حرة طليقة تتفلت من كل قيد؛ فلم تستهوهم دنيا يصيبونها أو أحلام يركنون إليها، رحلوا تاركين في نفوسنا نموذجا إيمانيا راقيا مشرقا يضاهي من جاهدوا مع الأنبياء والصالحين والعترة من آل البيت، فأنار أعماق نفوسنا بنور الحق والعزة وأيقظ هممنا للتحليق في آفاق الإيمان.
شهداؤنا مرآة صادقة تعكس الصورة الحقيقية لشعب آمن بالله ورسوله، فاكتسى عزة من عزة الله وقوة من قوته، شعب وثق بوعد الله ووعيده، وحرص على شرف أن يكون من خاصة الله وأوليائه في زمن قل فيه من يتولون الله ورسوله ويجاهدون في سبيله.
أضحت ذكرى الشهيد تاريخا ملهما للأجيال، ونبعا يروي ظمأ النفوس المتعطشة للعزة المستلبة، وعاملا لرأب صدع الذات المتشظية بمعاول الحاقدين، وحاجزا منيعا أمام كل من يروم إذلال شعب قدم أبناءه وفلذات كبده في سبيل الله في سبيل الحق والعدل والحرية والكرامة.
