الخبر وما وراء الخبر

هزيمة يتهم واشنطن بالانخراط المباشر في العدوان على لبنان ويُحذر من تداعيات تأخر الإعمار

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

27 أكتوبر 2025مـ 5 جماد الاول 1447هـ

تقرير || هاني أحمد علي

أكد الخبير السياسي والاستراتيجي اللبناني، الدكتور محمد هزيمة، أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دوراً مباشراً ورئيسياً في الحرب العدوانيةالمستمرة على لبنان، وذلك في ظل ما كشفته قناة “كان” العبرية عن وجود ضباط أمريكيين داخل مقر القيادة الشمالية في صفد يتابعون العمليات ضد لبنان “لحظة بلحظة”.

وأوضح الدكتور هزيمة في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الاثنين، أن هذا الانخراط الأمريكي ليس جديداً ولم يكن بحاجة إلى إعلان صهيوني لتأكيده، مشيراً إلى أن حرب الإبادة التي بدأها العدو الصهيوني هي حرب مستمرة على لبنان.

واعتبر أن وجود الضباط الأمريكيين في غرف العمليات الصهيونية هو دليل ساطع على المسؤولية الأمريكية، وفي الوقت ذاته، دليل على “عمق الأزمة عند العدو الإسرائيلي، وعقم النتائج والمعالجة عند الكيان، مبيناً أن الكيان خرج من المعركة “بهزيمة” أدخلته في أزمة على المستوى السياسي، بينما فقدت أمريكا الكثير من دورها على مستوى العالم.

وقال الخبير السياسي والاستراتيجي اللبناني، إن العدوان الحالي على لبنان متعدد الأوجه، بما في ذلك الوجه الميداني والسياسي والإعلامي، وكلها عوامل تؤكد أن المنطقة في إطار “حرب لن تنتهي إلا بنتيجة حاسمة، مشيراً إلى أن طلائع هذه النتيجة بدأت تظهر بهزيمة للكيان الصهيوني الذي أصبح كياناً مكشوفاً أميرياً.

وتطرق إلى التصريحات الصهيونية الأخيرة التي أعلنت أن مفاعيل القرار الدولي 1701 انتهت، مؤكداً أن هذا القرار انتهى منذ اليوم الأول لصدور القرار” بسبب خروقات العدو المتكررة، التي تجاوزت خمسة آلاف خرق مقابل صفر خرق من لبنان.

وأضاف الدكتور هزيمة أن الهدنة المعلنة انتهت فعلاً، ولم يكن هناك حاجة لانتظار هذه التصريحات، بل كانت الانخراطات الميدانية السابقة، مثل مشاركة الناطقة باسم الخارجية الأمريكية السابقة في عدوان على الحدود اللبنانية، دليلاً كافياً على الدعم الأمريكي للعدوان.

ولفت إلى أن الاحتلال الصهيوني لم يعد يحتاج لمبرر لعدوانه، مستشهداً باستهدافات خارج الحدود وقدرته على العربدة في الأجواء السورية والسيطرة على أجزاء من سوريا تفوق مساحة لبنان كله.

وفي سياق متصل، تناول الخبير السياسي والاستراتيجي اللبناني، التحديات الداخلية وتصريحات رئيس الحكومة نواف سلام، الذي أكد أن الحرب لها أوجه متعددة تتطلب المواجهة السياسية والدبلوماسية، لكنه أقر بأن الدبلوماسية لم تجد مع كيان العدو.

وفيما يخص الملف الإنساني، أثار الدكتور هزيمة تساؤلات حول ما يؤخر تحريك ملف إعادة الإعمار، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر 2024، ورغم تأكيد رئيس الحكومة أن إعادة الإعمار ليست مرتبطة بنزع السلاح.

وأشار إلى أن كل ما يسمع أو يرى لم يصاحب بترجمة حتى بالعمل الدبلوماسي، منتقداً ضمناً الأداء الحكومي، ومحذراً من أن الحكومة خرجت عن بيانها الوزاري، وخالفت الدستور اللبناني الذي يصنف الكيان عدواً، مؤكداً أن المنطقة تواجه صراع مشاريع ترسم نظام عالمي جديد، وأن “محور المقاومة شريك في كسر الهيمنة الأمريكية، حيث يُمثل الاحتلال الصهيوني “القاعدة البرية لأمريكا”، التي فشلت في قيادة العالم.

وأردف الخبير السياسي والاستراتيجي اللبناني قائلاً: ” أمام هذا الواقع، علينا أن نعرف ونعترف ونقر أننا بمواجهة مع العدو الصهيوني، علينا أن نمتن جبهتنا، علينا أن نعرف خطورة العدو، ونستعد لمعركة”، مبيناً أن المقاومة حاضرة، وجبهاتها شريكة في مشروع المواجهة، وهذا ما أربك العدو وأزعجه وخالف كل حساباته، مكرراً تأكيد القيادات اللبنانية أن لبنان لن يبدأ الحرب والمواجهة، ولكنها ستكون مستعدة إذا فُرضت عليها.