الخبر وما وراء الخبر

خروقات صهيونية مستمرة في غزة رغم الاتفاق

4

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

27 أكتوبر 2025مـ 5 جماد الاول 1447هـ

شهد قطاع غزة اليوم استمرار الخروقات الصهيونية لوقف العدوان حيث أقدمت قوات الاحتلال على نسف عدد من المباني السكنية شرق مدينة غزة، بعد أقل من يوم على استهداف سيارة مدنية في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين.

وقالت مراسلة قناة المسيرة، في غزة، دعاء روقة إن هذا النوع من الاعتداءات ليس جديدًا على العدو، مشيرة إلى أن الكيان يستمر في سياسة الخداع والغدر ونكث العهود، على حد وصفها.

وأضافت في مداخلة لبرنامج نوافذ على قناة المسيرة أنه لم تسلم حتى مراكب الصيادين من نيران زوارق العدو الحربية قبالة ساحل مدينة غزة، فيما تعرضت مناطق شرق خان يونس ومخيم البريج لقصف مدفعي مكثف، في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء العدوان السابقة، رغم اتفاق وقف العدوان.

وأكدت روقة أن المقاومة الفلسطينية حذرت من استمرار التغاضي الدولي عن الانتهاكات الصهيونية، مشيرة إلى أن هذا التغاضي قد يعيد الأوضاع إلى مربع التصعيد، بينما يمنع الاحتلال وكالة الأونروا من أداء مهامها الإنسانية داخل القطاع المنكوب والمحصور.

وأوضحت المراسلة أن الاحتلال الصهيوني لم يلتزم بإدخال الكميات المتفق عليها من المساعدات الإنسانية منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل سبعة عشر يومًا.

وكانت الاتفاقية تنص على إدخال ما بين 300 و600 شاحنة يوميًا محملة بالمساعدات الغذائية والوقود وغاز الطهي والمعدات الطبية، إلا أن الكميات التي دخلت حتى اليوم “بالكاد تغطي احتياجات منطقة واحدة”، وفقًا لما ذكرته روقة.

وأشارت إلى أن مدينة خان يونس جنوب القطاع مكتظة بالنازحين، خاصة من سكان مدينة رفح التي تعرضت للتدمير الكامل، موضحة أن هذه الفئة بحاجة ماسّة لكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، إلى جانب بقية مناطق قطاع غزة التي تعاني من أزمات متفاقمة في الغذاء والمياه والصحة.

ولفتت روقة إلى أن الاحتلال يتحكم بفتح وإغلاق المعابر، بما في ذلك معبر رفح، مما يؤدي إلى معاناة كبيرة للمرضى والجرحى.

كان من المقرر فتح معبر رفح بعد 24 ساعة من وقف إطلاق النار، إلا أن الاحتلال ماطل في التنفيذ، ما أدى إلى وفيات في صفوف المرضى والمصابين. منذ يومين فقط تم السماح بإجلاء خمسين مريضًا وجريحًا مع مرافقين عبر معبر كرم أبو سالم بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، بينما آلاف المرضى ما زالوا ينتظرون العلاج العاجل خارج القطاع”.

وأضافت المراسلة أن المنظومة الصحية في غزة شبه منهارة، إذ تكاد المستشفيات لا تستطيع تقديم الخدمات الطبية الأساسية في ظل نقص الأدوية والمعدات وانقطاع الكهرباء.

وذكرت روقة أن القصف المدفعي مستمر على طول الحدود الشرقية من الجنوب إلى الشمال، مع تركيز صباح اليوم على حي الشجاعية، الذي سبق أن شهد عمليات نسف واسعة للأحياء السكنية، مشيرة إلى أن الاحتلال يسيطر على مساحات كبيرة من حي الزيتون والشجاعية، ويمنع السكان من العودة إليها.

وتسمى هذه المناطق بـ “الخط الأصفر”، حيث تتواجد الدبابات الإسرائيلية بشكل دائم، ما يحافظ على حالة من الترهيب والسيطرة الميدانية، حسب المراسلة.

وأوضحت أن الواقع الإنساني في مدينة غزة بالغ الصعوبة، خاصة أن العدوان الأخير دمّر معظم مقومات الحياة ومعالم المدينة، ما يجعل من الصعب على العائلات العودة من وسط وجنوب القطاع إلى منازلها، في ظل غياب الخيام والمأوى المؤقت والمواد الأساسية للحياة.