الخبير العسكري شمسان: البحرية الأمريكية تواجه أزمة عميقة وأساطير القوة الثقيلة فقدت جدواها أمام قدرات اليمن
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
27 أكتوبر 2025مـ 5 جماد الاول 1447هـ
قال العميد الخبير العسكري مجيب شمسان إن الأزمة التي تواجهها البحرية الأمريكية اليوم ظهرت بوضوح من خلال المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أن الولايات المتحدة تحاول إخفاء حجم النكسة التي واجهتها هناك.
وأوضح شمسان في مداخلة على قناة المسيرة أن البنية الثقيلة المتمثلة بحاملات الطائرات والسفن الضخمة لم تكن السبب الأساسي في مواجهة القوات اليمنية، بل إن المشكلة الكبرى تتعلق بالقدرات الأمريكية مقابل التحولات الاستراتيجية والتكتيكية في البحر الأحمر.
وأشار شمسان إلى المنافسة الأمريكية مع الصين، حيث تتفوق الأخيرة اليوم بامتلاكها نحو 360 سفينة حربية مقابل 274 سفينة أمريكية، وهو ما يضعف الصورة الاستراتيجية للولايات المتحدة ويكشف محدودية ما يسمى بـ”الأسطول الذهبي”.
ولفت إلى أن البحرية الأمريكية تواجه أزمة حقيقية لا تتعلق بالأخطاء البشرية فقط، بل تشمل أبعادًا صناعية وتقنية، منها حالة أحواض بناء السفن التي أصبحت متدهورة، ونقص العمالة الماهرة، وتأخر صيانة السفن، بما في ذلك حاملات الطائرات التي ظلت سنوات تنتظر قطع الغيار الضرورية لدخول الخدمة.
وبيّن شمسان أن التحولات في أدوات المواجهة جعلت الأساطير الضخمة والإنفاقات الباهظة على حاملات الطائرات والسفن الثقيلة بلا جدوى، لاسيما مع ظهور وسائل جديدة أقل تكلفة وأكثر تأثيرًا، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي تستهدف الأهداف البحرية المتحركة، مما قلب المعادلة التقليدية للبحرية الأمريكية.
ونوّه إلى أن هذه الأزمة ليست تقنية فقط، بل لها انعكاس استراتيجي على قدرة واشنطن على الانتشار والسيطرة في البحر الأحمر ومحيطات أخرى.
وعن الأزمة المالية والصناعية، أوضح شمسان أن التزامات الحكومة الأمريكية تجاه شركات صيانة السفن لم تُنفذ بالكامل، ما أدى إلى تراكم مشكلات في المجمع الصناعي العسكري.
وأضاف أن التحول من البنية الثقيلة إلى البنية الخفيفة في البحرية الأمريكية أصبح ضرورة استراتيجية، وأنه بحسب تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، فقدت الولايات المتحدة الهيمنة المطلقة في البحر والجو، وعليها التكيف مع تطور أدوات المواجهة التي يستخدمها الخصوم.
وأكد شمسان أن العمليات اليمنية في البحر الأحمر قلبت المعادلة البحرية الأمريكية، حيث إن إرسال خمس مجموعات بحرية لمواجهة اليمن لم يحقق أي نتائج تذكر، مما أسقط الصورة التقليدية للسيطرة الأمريكية ومفهوم “الأسطول الذهبي”، وجعل كل حديث عن قطع جديدة أو تطوير استراتيجي مجرد محاولة للتغطية على حجم الفشل.
وتطرق شمسان إلى تقارير صينية وأخرى دولية كشفت حجم الضغط الذي تفرضه المواجهة على البحرية الأمريكية، مؤكداً أن العمليات اليمنية أظهرت فشل الولايات المتحدة في المحافظة على جاهزية أسطولها التقليدي وإعادة تدوير السفن في الوقت المناسب.
ولفت إلى أن هذه الأزمة تشمل كل المستويات، بدءًا من أحواض البناء، مرورًا بالعمالة الماهرة، وصولاً إلى الجانب المالي والقدرات الإنتاجية والعلمية.
واختتم شمسان حديثه للمسيرة بالتأكيد على أن أهم استراتيجية للولايات المتحدة الآن هي إعادة الهيمنة البحرية قبل أي تحرك جديد ضد اليمن، إلا أن الفجوة العميقة في القدرات الأمريكية تجعل هذا الهدف صعب التحقيق، وأن كل حديث عن تحديث الأسطول أو استراتيجيات جديدة لا يعدو كونه محاولة للتغطية على الوضع المتدهور للبحرية الأمريكية في ظل التهديدات اليمنية المتنامية في منطقة كانت تعتبرها واشنطن مركز سيطرة ذات أهمية استراتيجية قصوى.
