فنزويلا تتصدى للتهديدات الأمريكية وتؤكّد سيادتها في مواجهة الحشد العسكري في الكاريبي
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
26 أكتوبر 2025مـ 4 جماد الاول 1447هـ
تراقب جمهورية فنزويلا بقلقٍ بالغ الحشد العسكري الأمريكي غير المسبوق في منطقة الكاريبي، والذي جاء مصحوبًا بتهديدات صريحة من الإدارة الأمريكية، مثيرًا مخاوف جدية في المنطقة من عملٍ عسكري محتمل يهدد استقرار وسيادة الدولة الفنزويلية.
ويأتي هذا التصعيد في سياق صراعٍ مسلح أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب، ضد مجموعات يصفها البيت الأبيض بأنّها “عصابات لتهريب المخدرات” متهمة بالقدوم من فنزويلا وكولومبيا؛ ما جرّ الأخيرة إلى دائرة الأحداث، ولكن بتصعيدٍ أقل.
ووفقًا لتقارير ميدانية، اليوم الأحد؛ فقد شمل الحشد العسكري الأمريكي الأخير نشر حاملة الطائرات الحديثة “جيرالد فورد”، التي دخلت الخدمة عام 2017م، وعلى متنها خمسة آلاف بحار وضابط، بالإضافة إلى مقاتلات من الجيل الأحدث “إف 36″، كما يحيط بالحاملة ثماني قطع حربية بحرية أمريكية أخرى؛ ما يؤكّد جديّة العمليات العسكرية التي تستهدف منطقة النفوذ الفنزويلي.
ووصف وزير الحرب الأمريكي “بيت هيغسث”، العمليات في البحر الكاريبي، الجمعة الفائت؛ بأنّها “دقيقة موجهة إلى المجموعات الإرهابية”، وذهب إلى مقارنة هذه “العصابات” بنفس درجة التعامل الذي يتم مع تنظيمي “القاعدة” و “داعش” من منظور الولايات المتحدة والبنتاغون.
ويعتبر مراقبون هذا التصنيف محاولةً أمريكية غير مقبولة لتصوير الخصومة السياسية مع النظام الفنزويلي على أنّها حرب ضد الإرهاب، وهو ما يمثل تدهورًا خطيرًا في العلاقات الدولية.
بدوره؛ قدّم الرئيس الفنزويلي، “نيكولاس مادورو”، طلبًا رسميًا إلى المحكمة العليا في البلاد لسحب جنسية زعيم المعارضة “ليوبولدو لوبيز”، متهمًا إياه بالترويج لغزو عسكري وحصار اقتصادي ضد الدولة الكاريبية.
وأشار بيان صادر عن الرئاسة، إلى أنّ الطلب “يستند إلى المادة 130 من دستور جمهورية فنزويلا البوليفارية”، مضيفًا “ستتخذ وزارة الخارجية والهيئة الوطنية لشؤون الهجرة واللجوء الإجراءات اللازمة فورًا، وفقًا للإجراءات ذات الصلة، لإلغاء جواز سفر الشخص المذكور”.
كما وجّه الرئيس “مادورو”، الخميس الماضي، نداءً باللغة الإنجليزية إلى الولايات المتحدة حذّر فيه من شن “حرب مجنونة”، تزامنًا مع تصاعد التوتر مع فنزويلا، التي تتهم واشنطن بالسعي للتدخل في شؤونها بذريعة مكافحة تجارة المخدرات.
وجاءت تصريحاته عقب إعلان ترامب، تفويضه بعمليات سرية ضد فنزويلا، وسط حملة عسكرية أمريكية مكثفة تستهدف مهربي مخدرات مزعومين في منطقتي الكاريبي والمحيط الهادئ.
ويأتي هذا التصعيد في خضم خصومة سياسية عميقة بين الإدارة الأمريكية والنظام الفنزويلي، حيث ركز ترامب بشدّة على فنزويلا وطالب علنًا باستبدال القيادة الشرعية برئاسة الرئيس “نيكولاس مادورو” بقادة يعتبرهم “شرعيين”، أبرزهم المعارض “ليوبولدو لوبيز”.
ويرى مراقبون أنَّ هذا التركيز قد يكون مدفوعًا بمواقف فنزويلا المناوئة للسياسة الأمريكية في كثير من المناطق، وخاصةً المنطقة العربية وإيران، وأيضًا بمحاولات أمريكية للسيطرة على موارد النفط الفنزويلية، خاصة في ظل التحديات التجارية والاقتصادية التي تواجهها واشنطن.
وأثارت تصريحات ترامب حول عدم حاجته إلى موافقة الكونغرس أو المشرعين للقيام بعمل عسكري في فنزويلا قلقًا كبيرًا، حيث أشار إلى أنّه قد لا يحتاج إلى “تصريح أو إذن أو موافقة” وفقًا للقانون الأمريكي.
ورغم التزامه بتقديم إحاطات استخبارية وعسكرية إلى اللجان المختصة في الكونغرس، إلا أنَّ هذا الإصرار من ترامب يُشير إلى نية الإدارة الأمريكية تجاوز الأطر القانونية لتنفيذ أجندتها العسكرية.
ومع استمرار المناورات العسكرية الأمريكية في الكاريبي، التي أشارت تقارير منظمات حقوقية إلى أنّها أوقعت مؤخرًا “ضحايا مدنيين”، تواصل فنزويلا تأكّيد حقها السيادي في الدفاع عن أراضيها ورفض أيّ تدخل عسكري خارجي، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في لجم التصعيد الأمريكي الذي يهدد السلام الإقليمي.
وتؤكّد “كاراكاس” أنَّ الأيام القادمة ستحمل مزيدًا من تطورات العمليات العسكرية؛ ما يستلزم أعلى درجات اليقظة الوطنية، والوعي الجماهيري في مواجهة المخططات الأمريكية التي تستهدف جمهورية فنزويلا وشعبًا وقيادة، مشدّدةً على أنَّها تمتلك موارد كافية لضمان سلامة أراضي الجمهورية وسيادتها في مواجهة القوى الأجنبية ومن يسعون إلى تقويض الاستقلال الوطني.
