محلل سياسي: الإمارات تخوض حروبًا بالوكالة في اليمن لخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
26 أكتوبر 2025مـ 4 جماد الاول 1447هـ
رأى الكاتب والمحلل السياسي محفوظ ناصر أن ما يجري اليوم في اليمن يعيد إلى الأذهان تجربة الحروب التي خاضتها السعودية سابقًا، مشيرًا إلى أن الرياض جرّبت الحرب في اليمن بين عامي 1962 و1970، وهو ما جعلها أكثر عقلانية في التعامل مع الملف اليمني مقارنة بالإمارات التي تفتقر إلى الخبرة الميدانية وتندفع في قراراتها بشكل غير محسوب.
وأوضح ناصر في مداخلة على قناة المسيرة أن السعودية باتت أكثر حذرًا لأنها تدرك ثمن الانخراط في صراعات طويلة ومعقدة داخل اليمن، في حين أن الإمارات تنظر إلى نفسها بنظرة تضخمية وتحاول أن تلعب دورًا يفوق حجمها الجغرافي والعسكري، مستعينةً بشركات أمنية ومرتزقة من الخارج بدلًا من الاعتماد على جيش وطني محترف.
وأضاف أن الإمارات لم تتعلم من دروس التاريخ، مؤكدًا أن قراءة كتاب “الزهور تُدفن في اليمن” للكاتب المصري وجيه أبو ذكري، الذي وثّق الحرب المصرية في اليمن خلال الستينيات، كان كفيلًا بأن يجعل صانعي القرار في أبو ظبي يعيدون النظر في مغامراتهم العسكرية.
وبيّن محفوظ ناصر أن السعودية والإمارات تتقاطعان في بعض المصالح داخل اليمن، لكنهما تختلفان في الأسلوب والنهج؛ فبينما تميل الرياض إلى التريث وضبط الاندفاع، تنزلق الإمارات إلى سياسات متهورة تُدار في كثير من الأحيان لخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية، دون مراعاة لنتائج هذه التحركات على استقرار اليمن ووحدته.
وأشار إلى أن التحركات الإماراتية الأخيرة في الجزر اليمنية، وبناء مدرجات ومنشآت عسكرية هناك، تتزامن بشكل لافت مع نشاط متزايد لعناصر تنظيم القاعدة في بعض المحافظات الجنوبية، مثل أبين، في محاولة لإشغال القوى الوطنية وتشتيت جهودها، خاصة أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بحرية اليمن واستقلاله.
واعتبر ناصر أن عودة القاعدة إلى الواجهة ليست بمعزل عن ما يجري في الجزر اليمنية، بل تأتي ضمن مخطط منسّق لإرباك الداخل اليمني في وقت تنشغل فيها القوات المسلحة اليمنية بمهامها القومية والدينية في نصرة غزة ودعم القضية الفلسطينية.
وأكدعلى أن الإمارات تسير في طريق محفوف بالمخاطر، وأن تجاهلها لتاريخ الصراعات في اليمن سيجعلها تواجه مآلات قاسية قد لا تختلف كثيرًا عن مصير كل من ظنّ أن اليمن أرض يمكن إخضاعها بالقوة أو بالمال.
