أمريكا تفرض عقوبات على الرئيس الكولومبي.. انتقام سياسي من مناهضي الإجرام الصهيوني
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
25 أكتوبر 2025مـ 3 جماد الاول 1447هـ
أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على فرض عقوبات ضد الرئيس الكولومبي “غوستافو بيترو”، في خطوة انتقامية تكشف حجم السياسات العدائية التي تنتهجها واشنطن ضد كل من يناهض الكيان الصهيوني.
وأعلنت وكالة رويترز، نقلًا عن ما أسمته مصادر رسمية، أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على الرئيس الكولومبي، دون أن توضح الحيثيات، غير أن توقيتها وانعدام المبررات يؤكد أن مواقفه ضد الإجرام الصهيوني هي السبب الرئيس.
من جهته، قال الرئيس بيترو في ردٍ سريع على على هذه الخطوة العدائية الفاضحة: “تم إدراجي أنا وزوجتي وأولادي في قائمة العقوبات الأمريكية، ولكن لن أتراجع خطوة واحدة ولن أركع أبداً”، لتعكس تصريحاته تمسكه بمواقفه السياسية ومواصلة دعواته لتحرير فلسطين والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
تصريحات بيترو الرافضة للعقوبات أثارت تفاعلاً محلياً واسعاً في كولومبيا وبعض دول أمريكا اللاتينية، حيث أصدرت وزارة الخارجية الفنزويلية بياناً رفضت فيه هذه العقوبات، واعتبرتها “غير قانونية وغير شرعية وذات طابع استعماري جديد”.
وتأتي عقوبات الخزانة الأمريكية في ظل تصعيد سياسي ودبلوماسي يتزامن مع انتقادات دولية واسعة للعدوان على غزة، وموقف دولي متزايد يدعو لإنهاء حرب الإبادة التي ينتهجها الكيان الصهيوني، فيما يشير مراقبون إلى أن مواقف بيترو الداعمة لغزة ونداءاته لتحرير فلسطين وضعت العلاقات مع واشنطن في خانة التوتر، ما قد يكون عاملاً مساهماً في قرار العقوبات.
ومن جهة أخرى، يعتبر البعض أن العقوبات تعكس توجهاً أمريكياً أوسع يقوم على معاقبة شخصيات زعمت واشنطن أنها تنخرط في سياسات تتعارض مع مصالحها الإقليمية أو تحالفاتها، بينما يرى آخرون أنها خطوة سياسية لردع حكومات تتخذ مواقف مستقلة عن الموقف الغربي الرسمي الذي تترأسه الولايات المتحدة.
كما من المتوقع أن تثير العقوبات نقاشات داخل المؤسسات الدبلوماسية حول مستقبل العلاقات بين كولومبيا والولايات المتحدة، ومسارات التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين.
وبما أن هذه العقوبات تأتي خلافاً للاعتياد الدبلوماسي التقليدي، فإنها قد تفتح فصلاً جديداً في التوترات بين واشنطن وعواصم أمريكية مستقلة أو معارضة لسياساتها في الملف الفلسطيني، ومن ضمنها البرازيل والمكسيك، وكندا التي أعلنت الأسبوع الفائت عزمها على اعتقال المجرم نتنياهو بموجب قرار محكمة الجنايات الدولية، في وقتٍ تمارس الولايات المتحدة اعتداءات عسكرية مباشرة على فنزويلا التي تعتبر أبرز مناهضي الهيمنة الأمريكية في أمريكا اللاتينية.
