الخبر وما وراء الخبر

العزة التي أضاعها المطبعون

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

23 أكتوبر 2025مـ 1 جماد الاول 1447هـ

بقلم/ سعاد الشامي

دعونا نقف أمام آية تفضح النفوس التي باعت ولاءها لله مقابل فتات من رضا أعدائه ، أمام خطاب إلهي قاطع، يصف صنفًا من الناس لم يكتفوا بالخذلان، بل تجاوزوه إلى موالاة الكافرين، ظنًا منهم أن القوة والعزة والهيبة تنال بالانحناء أمام الطغاة لا بالثبات على مبدأ الحق.

يقول الله تعالى (بشِّرِ الْـمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْـمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا) كم تبدو هذه الآية حية بيننا، كأنها نزلت من جديد لتفضح مشهدًا عربيًا منكسرًا، حيث ترفع أعلام الكيان الصهيوني في عواصم عربية، وتفتح السفارات، وتزين الشاشات بصور المصافحة والابتسامات، في وقت لا تزال دماء الابرياء من أبناء الأمة تسفك على تراب كل شعب مقاوم!
أيبتغون عندهم العزة؟.

سؤال قرآني ساخر في عمقه، مزلزل في معناه ،هل حقًا يظن المطبعون  أن الكيان الذي اغتصب الأرض وشرد الملايين، سيمنحهم مكانة أو يحمي عروشهم؟!.

لقد نسي هؤلاء أن العزة لا تشترى من واشنطن، ولا تستورد من تل أبيب، بل تستمد من الإيمان بالله، ومن الثبات على الحق، ومن الموقف المشرف مع المستضعفين.

لقد انقلب ميزان الكرامة في زمن النفاق السياسي؛فأضحى الصمود مقاومة تتهم بالإرهاب، والخضوع يسمى “سلامًا”، والعمالة تسوق على أنها “موضة العصر”!.

ولكن الله عز وجل حسم الأمر وقال (فإن العزة لله جميعًا) أي أن من يطلب العزة من غير الله، فقد أضاعها كلها، ومن توهم أن الانبطاح طريق النجاة، فسيساق إلى الهوان والمهانة في الدنيا قبل الآخرة.

لهذا علينا أن ندرك أن هذه الآية الكريمة ليست مجرد وعيد للمنافقين القدامى، بل هي مرآة تعكس وجوه المنافقين الجدد، أولئك الذين غطوا خيانتهم بشعارات براقة، ونسوا أن الولاء للكافرين خيانة للعقيدة وللأمة معًا ، وفي نهاية المطاف، سيبقى وعد الله صادقًا أن العزة والنصر والكرامة، لن تكون إلا لمن والى الله ورسوله والمؤمنين وأعلام الهدى، أما من ربط مصيره بأعداء الله، فمصيره الخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.