الخبر وما وراء الخبر

خبراء عسكريون: الشهيد الفريق الغماري نقل اليمن إلى قوة عالمية فرضت إرادتها على واشنطن ولندن

4

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

20 أكتوبر 2025مـ 28 ربيع الثاني 1447هـ

وصف المحلل العسكري خالد غرير الشهيد الغماري بأنه مهندس الردع اليمني والذي نقل اليمن من الحصار والعدوان إلى قوة عسكرية مقتدرة تحسب لها القوى الكبرى ألف حساب، مؤكداً أن الشهيد الغماري تمكن من نقل اليمن من الحراك شبه العسكري إلى قوة عالمية فرضت إرادتها على واشنطن ولندن.

وأوضح أن الشهيد الغماري أخذ الدور الحقيقي والمثالي، ووسع من صلاحياته، حيث أصبح يشرف على التفاصيل التكتيكية والعملياتية، ويتدخل في جميع الأمور المرتبطة بالميدان، خاصة خلال مراحل الهدوء والطوارئ والحرب، معتمدًا على خطط مسبقة وتدريب مكثف، مما ساعد على نقل الحراك العسكري من شبه عسكري إلى قوات مسلحة منظمة.

وأضاف أن الشهيد الغماري لم يكتف عند هذا الحد، بل امتاز بالعقلية اليمنية التي تتسم بطبيعة حب التحدي وعدم الرضى عن التصريحات أو الضربات التي تتلقاها، حيث يرد اليمنيون على التصريحات العدائية بردود فعل عسكرية مباشرة، مثل رد النيران، وهو ما يميز الجبهة اليمنية ويجعلها تتبع نمطًا فريدًا من الرد العسكري، حيث تتبع كل تصريحات عسكرية ببيانات وعمليات عسكرية، مما يجعل كيان العدو الإسرائيلي وأمريكا يترصدون العمل العسكري بعد كل تصريح، وهي سمة فريدة من نوعها تعكس الصلابة والإصرار اليمني.

وأشار إلى أن الشهيد الفريق الغماري كان يطمح إلى أن تمتلك اليمن قدرات ذاتية من خلال التصنيع العسكري، بدلاً من الاعتماد على الحلفاء، وأن اليمنيين كرّسوا منظومة التصنيع لخدمة معركتهم، التي لم تعد محلية فقط، بل أصبحت ذات طابع إقليمي وعالمي، حيث فرضت إرادتها على الولايات المتحدة الأمريكية، وأجبرت الأسطول الأمريكي على إعادة الانتشار في البحر الأحمر، وفرضت إرادتها على بريطانيا، خاصة خلال العدوان المزدوج على القوات المسلحة اليمنية، الذي أدى إلى توقيع اتفاقيات تقييدية، تظهر مدى تحدي اليمن وإصراره على الصمود، منوهاً إلى أن كل ذلك يعود إلى بصمات الشهيد الغماري وإخوانه في القوات المسلحة اليمنية، الذين استطاعوا أن يرسخوا منظومة عسكرية ذات قدرات عالية، تعكس إرادة قوية وتحديًا غير مسبوق، مما جعل اليمن قوة إقليمية وعالمية فرضت احترامها على القوى الكبرى، وهو ما يعكس مدى القوة والتحدي الذي اتسمت به القيادة اليمنية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

بدوره اعتبر الخبير في الشؤون العسكرية العميد علي أبي رعد، أن اليمن نجح في بناء منظومة ردع متعددة المسارات أربكت الكيان الصهيوني وأجبر الأمريكي على الانسحاب من البحر الأحمر، مضيفاً أن “اليمنيين ليسوا بحاجة لشهادة لا من ترامب ولا من غيره، لأن أفعالهم تدل عليهم”.

وبخصوص التشييع المهيب للشهيد الغماري، بين أن ذلك يدل على مدى الانضباط بالتنظيم، ويدل على انتظام لا يوجد في أرقى جيوش العالم.

وأشار إلى أن هناك دقة في التنظيم عمل عليها الشهيد الغماري طوال أربعة عشر عاماً في رئاسة الأركان، وهذه الأربعة عشر عاماً كان لا بد من شهادات بحق هذا الشهيد بأنه كان إنساناً في الواقع الإنساني، وقائداً في الواقع الميداني، موضحاً أن هذا المشروع الذي عمل عليه ليس فقط بتطوير القدرات العسكرية، والتي ظهرت بموضوع إسناد غزة، وكذلك فيما مضى من الحروب، بل إنه عمل على الطاقات البشرية أيضاً، وعلى المقدرات البشرية.

وأضاف أن العدو الإسرائيلي ضعف مع اليمنيين، ولم يكن في حسبانه بتاتاً أن اليمنيين يمكن أن يشكلوا له مشكلة أو إزعاج، بل حتى إقلاق تام وإغلاق تام لهذا الكيان لساعات وساعات وأيام، وليس لديه معلومات استخباراتية داخل القوات اليمنية، وهو اعترف بذلك، إضافة إلى الجهل التام بالمسيرات اليمنية التي ظهرت عبر الشهيد الغماري، والقوات اليمنية بالتدرج باستعمال الأسلحة، بدءاً من المسيرات الصغيرة إلى الصواريخ البالستية.

ولفت إلى أن القصف بواسطة صواريخ الكروز أرض بحر كانت أعجوبة بالنسبة للأمريكيين، وهم اعترفوا بها، مستغربين كيف ترمي على هدف بحري بصاروخ الكروز المجنح، فهذا بحد ذاته من الناحية التقنية العسكرية، إنجاز لا مثيل له أيضاً، والمفاجأة التي تمثلت بامتلاك اليمن الصاروخ الانشطاري وصواريخ الفرط صوتية الانشطارية، الأمر الذي لم يكن يتصوره عاقل.

وتابع رعد قوله: “إن كل هذه التقنيات وهذه القدرات، بنيت بسبب الخطة التي وضعها الشهيد الغماري بالتدرج باستعمال القوة، وهذه إحدى ميزات العمليات العسكرية، فعندما تواجه شخصاً أو عدواً أقوى، فهذا يعني قدراته الميكانيكية والتقنية أقوى منك، فأنت عليك أن تستنزفه باستعمال طريقة تدرج تصاعدية، بحسب مجريات المعركة والميدان.