الخبر وما وراء الخبر

أمريكا من الداخل: “لا ملوك”.. موجة احتجاجات قياسية تجتاح الولايات معارضة لترامب

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

19 أكتوبر 2025مـ 27 ربيع الثاني 1447هـ

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم السبت، موجة احتجاجات واسعة النطاق، هي الثانية ضمن حراك “لا للملوك” “No Kings”، الذي يعارض بشدة سياسات الرئيس ترامب، التي وُصفت بـ “الاستبدادية” واتهامه بـ “القفز فوق المؤسسات الدستورية”.

ووفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية؛ فقُدر عدد المتظاهرين بمئات الآلاف من الأمريكيين الغاضبين، حيث تم تنظيم نحو 2600 موقع وتظاهرة في الولايات الخمسين، وتحدث حقوقيون عن أرقامٍ قياسية لم تصل إليها البلاد في تاريخها، وقد تفوق الخمسة ملايين متظاهر على مستوى الولايات اليوم فقط، وسط التوترات بشأن الإغلاق الحكومي، وإجراءات قمع الهجرة، والانتشار العسكري في المدن.

وتشير التقارير إلى أنَّ حراك “لا ملوك” يُمثل ائتلافًا يضم أكثر من 200 مجموعة محلية ووطنية تسعى للوقوف في وجه ما تسميه “الحكم الأوتوقراطي” “الحكم الفردي المطلق لترامب”، ومن أبرز أهداف الحراك أنّه يعترض على جملة من الممارسات التي يعتبرها خرقًا للمسلمات الدستورية وحقوق المواطنين الأمريكيين.

ووفقًا لأدبيات “حراك لا ملوك”؛ فأنها تشتمل على: “اعتقال واحتجاز مواطنين دون أوامر قضائية، التلويح بتجاوز الانتخابات، تدمير الرعاية الصحية وعدم صون البيئة والتعليم، والانحياز إلى أصحاب رؤوس الأموال عبر تخفيضات ضريبية هائلة”.

وجاء الظهور الأول للحراك في الشارع يوم الـ 14 يونيو الماضي، تزامنًا مع تنظيم ترامب عرضًا عسكريًا بمناسبة الذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي وعيد ميلاد ترامب الـ 79.

واعتبر المعترضون أنَّ تنظيم عرض عسكري تقليدي هو نمط غير مألوف في الولايات المتحدة، ويشبه ممارسات “القادة الديكتاتوريين”؛ ما دفعهم لرفع شعار يفضلون فيه أنَّ تكون أمريكا خالية من “العروش والتيجان والملوك”.

وفي ظل الانقسام السياسي داخل أمريكا، شهدت احتجاجات اليوم انضمام “الاتحاد الأمريكي لموظفي الحكومة”، وهو ائتلاف كبير للقطاعات الحكومية، وظهرت في التظاهرات لافتات تؤكّد سلمية التظاهرات وتطالب بالتغيير، كما لوحظ وجود لافت للأعلام والكوفية الفلسطينية، في إشارةٍ إلى غضب المتظاهرين من السياسات الداخلية والخارجية للرئيس ترامب، وتظامنًا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

في المقابل، يرفض الرئيس ترامب هذه الاتهامات، وقال في مقابلة صحفية أمس الجمعة، لشبكة “فوكس نيوز” المملوكة له: “أنا لست ملكًا، هم يتهمونني بذلك”؛ فيما اتهم نواب جمهوريون سابقًا حراك “لا ملوك” بتلقي دعم من منظمة “أنتيفا” اليسارية المتشدّدة.

وفي السياق السياسي، رحّب عدد من النواب الديمقراطيين بالحراك، حيث صرح النائب “غلين آيفي” لوكالة الصحافة الفرنسية بأنَّ الحراك “سيؤدي دورًا حاسمًا في مستقبل أمريكا”، معتبرًا أنّه يأتي في مواجهة “إساءة استخدام السلطة من جانب دونالد ترامب وحلفائه”.

وفي سياق ما يعرض من تفاصيل تصوّر المشهد الأمريكي من الداخل، تفيد تقارير إعلامية؛ بأنَّ قادة ديمقراطيون بارزون قد يستغلوا الموقف لدعم الاحتجاجات، مؤكّدين أنّهم سيعملون على تغيير هذه السياسات في حال فوزهم في انتخابات منتصف الولاية العام المقبل.