د. أبو الحسن للمسيرة: غزة ما زالت تحت تهديد المجاعة والكيان يخرق الاتفاق ويضغط بشأن الجثث
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
18 أكتوبر 2025مـ 26 ربيع الثاني 1447هـ
أكّد الخبير في شؤون العدوّ الصهيوني الدكتور “عماد أبو الحسن”، أنَّ قطاع غزة ما زال يواجه تهديد المجاعة رغم مرور أسبوع على وقف المعارك وبدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقال “أبو الحسن” في مداخلةٍ له ضمن برنامج “صدى الخبر” على قناة “المسيرة” اليوم السبت: إنَّ سلطات الكيان الإسرائيلي “تغلق المعابر وتمنع دخول المساعدات الإنسانية بالكميات التي نص عليها الاتفاق”، لافتًا إلى أنَّ المساعدات التي تدخل حاليًا هي “نقطة في بحر”، ولا تفي بالحد الأدنى “من حاجة القطاع، ولا ترفع شبح الجوع عن سكانه”.
شدّد على أنَّ “حركة حماس أوفت بالتزامها، حيث سلمت ما لديها من الأسرى، أحياءً وأمواتًا”، مشيرًا إلى أنّها “تبحث حاليًا عن الجثث التي طمرت تحت الأنقاض بفعل القصف الإسرائيلي”، وهي تبحث عن جثامين الصهاينة والفلسطينيين الذين يُقدرون بالآلاف تحت الركام.
وأضاف “أبو الحسن” أنَّ سلطات الاحتلال “ترفض إدخال أيّة معدات إلى القطاع للمساعدة في البحث عن الجثث”؛ بينما “تضغط على حماس بضرورة تسليم الجثامين وتتهمها بالتلكؤ وخرق الاتفاق”، وتتخذ من ذلك ذريعة لمواصلة الحصار والقصف وإطلاق النار وقتل الفلسطينيين.
وأوضح أنّه لا يوجد ما يبشر بقرب “فتح معبر رفح، بالرغم من إشارة الاحتلال قبل يومين إلى أنَّه قد يفتحه بداية الأسبوع المقبل لتمكين الحالات الإنسانية من السفر وإدخال المساعدات”.
ونبَّه إلى أنَّ معظم المستشفيات المتبقية في غزة تعاني من نقص حاد في الوقود والأدوية والمعدات الطبية والكادر، مشيرًا إلى أنَّ القطاع بحاجة إلى “إنعاش طارئ وسريع” وتزويده بمقومات الحياة الأساسية.
وانتقد “أبو الحسن” التجاهل الدولي لآلاف الجثامين الفلسطينية “المطمورة تحت الأنقاض، في الوقت الذي تركز فيه جهود الوسطاء على الضغط على حماس لتسليم الجثث الإسرائيلية”.
وفيما يتعلق بالأسئلة حول مصير الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، أفاد بأنَّهم بحاجة ماسة للعلاج والرعاية الطبية، وأنَّ بعضهم يعاني من بتر في الأطراف أو تعرض لتعذيب “وحشي”، وأنَّ بعض الجثث التي سلمتها سلطات العدوّ للفلسطينيين ظهرت عليها “علامات تعذيب” وقيود.
وحول توجّه الأمور، أوضح “أبو الحسن” أنَّ العدوّ الإسرائيلي يرغب في إبقاء وضع غزة في حالة من “اللاسلم واللاحرب والفوضى والمجاعة” لدفع الفلسطينيين إلى “الهجرة الطوعية واليأس، وتأسيس عملية تهجير جماعي”.
وفيما يخص التهديد بعودة الحرب مقابل الحديث عن السلام، اعتبر الخبير أنَّ العودة إلى الحرب لم يعد “خيارًا مطروحًا” بالسهولة السابقة؛ لأنها ستكلف العدوّ الكثير وتهدّد فرصه في التطبيع، ورأى أنَّ التهديد الصهيونيهو لتفعيل “عامل الضغط النفسي” على المقاومة والفلسطينيين، وإقناعهم بأنَّ “الحل الوحيد هو الدخول في مسار تفاوضي من أجل نزع سلاح المقاومة والاستسلام”.
وختم الدكتور “أبو الحسن” بالإشارة إلى أنَّ سلطات العدوّ الإسرائيلي “تعبث بأوضاع الضفة الغربية بعيدًا عن تركيز العيون على غزة واتفاق السلام”، وأنَّها ليست جادة في إصلاح ما دمرته؛ بل تسعى لكسب الوقت والالتفاف على الإرادة الدولية والجماهير الغربية.