السيد القائد: الموقف اليمني كان متحررًا من السقف الأمريكي وتميّز بالزخم الشعبي العظيم
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
16 أكتوبر 2025مـ 24 ربيع الثاني 1447هـ
أكّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- على فشل العدوان الأمريكي والبريطاني في تحقيق أهدافه خلال عامين من مرحلة الإسناد اليمني لغزة، مشيراً إلى أن العدوّ الأمريكي والبريطاني نفّذا ما يقارب من ثلاثة آلاف غارة وقصف بحري، واستخدما طائرات متطورة (منها B-2 وB-52) وخمس حاملات للطائرات لاستهداف اليمن وتدمير قدراته.
كما أكّد في خطاب له اليوم الخميس أن العدوّ فشل فشلاً ذريعاً في تدمير القدرات الصاروخية والطيران المسيّر، وأن العدو الإسرائيلي لم يتمكن من الاستمرار في مسار البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وأُسقطت الكثير من طائرات “إم كيو تسعة” (MQ-9) الأمريكية حتى “سقطت هيبتها”، وتحولت حاملات الطائرات الأمريكية إلى “عبء”، و”هربت في نهاية المطاف” من مسرح المواجهات، منوهاً إلى أن القادة العسكريين الأمريكيين وصفوا مستوى المعركة البحرية بأنها “لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية”، مؤكّدًا أن استخدام القوات اليمنية للصواريخ الباليستية في العمليات البحرية بدقة “أزعج الأمريكي كثيراً” وحدث “لأول مرة في التاريخ”.
وأوضح أن الأمريكي فشل “فشلاً تاماً” ولم ينجح لا في منع الموقف اليمني ولا في الحد منه أو تدمير قدراته، مؤكّداً على استمرار مسار التطوير والابتكار في القدرات اليمنية العسكرية.
وأشار السيد القائد إلى أنَّ الأعداء فشلوا في منع عمليات الإسناد اليمنية تجاه فلسطين، رغم محاولاتهم الحثيثة لاعتراض أي تحرك في البحر، مشيرًا إلى أنَّ مسار المواجهة في اليمن قائم على الابتكار المتجدد الذي “أدهش الأعداء”.
وأضاف أنَّ جزءًا من المعركة هو “معركة الابتكار المتجدد في تجاوز ما بحوزتهم من تقنيات وإمكانات”، مُشيدًا بنجاح القطاعات العسكرية، مؤكّدًا أنَّ العمليات البحرية كانت “ناجحة جداً” ودورها “مهماً للغاية”، وأنَّ الدفاع الجوي كان دوره “مهمّاً للغاية” وشهد الأعداء على مدى تأثيره وتطوره المستمر، وأنَّ القوات الصاروخية والطيران المسيّر كان لهما “دور عظيم” شهد به الأعداء، وفشلوا في التأثير عليه.
وشدّد السيد القائد على أنَّ الأعداء فشلوا “لا في تدمير القدرات ولا في الحد من العمليات ولا في الضغط للتوقف عن الإسناد”، حيث لاحظ الأعداء كيف “تكيفت قواتنا مع التحديات وحولتها إلى فرص”.
وفيما يتعلق بالضغط الاقتصادي، أشار إلى أنَّ الأعداء اتجهوا إلى “الضغط الاقتصادي بإجراءات عدوانية وتعسفية”، مستهدفين الملف الإنساني والأعيان المدنية، ومحاولين تشديد الحصار، إلا أنهم “فشلوا في أن يتراجع شعبنا” عن موقفه.
وبيّن أنَّ ميزة جبهة الإسناد من “يمن الإيمان والحكمة” في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” هي “التحرك الشامل الرسمي والشعبي”، مشيرًا إلى أنَّ الموقف اليمني كان متحررًا من “السقف الأمريكي” ومنطلقًا على أساس الواجب الديني.
وشدّد على أنَّ الموقف اليمني تميّز بـ”زخم شعبي عظيم” وبثبات واستمرار، حيث بلغت الأنشطة الشعبية مستويات “غير مسبوقة عالميًا”، وتمثلت في المظاهرات المليونية الأسبوعية التي لم تتوقف على مدى عامين، وشملت أكثر من 1400 ساحة، وتنفيذ مئات الآلاف من الأنشطة المتنوعة لجميع فئات الشعب، تشمل وقفات وندوات وأنشطة تعبئة عامة.
وأشار إلى أنَّ مخرجات مسار التدريب والتأهيل العسكري بلغت أكثر من مليون مجاهد، مع وجود نقلة في المستوى الثاني من التدريب.
وعن دور العلماء والقبائل والقطاع التعليمي، نوّه السيد القائد بشكلٍ خاص بالجهود المبذولة من مختلف القطاعات، كرابطة علماء اليمن التي قدّمت نموذجًا راقيًا لعلماء الدين في تصدّر الأمة بمواقف قوية وصريحة وجهد توعوي مكثّف ومستمر.
وأشاد بالقطاع الطلابي والجامعي، حيث تميّز الشعب اليمني بنشاط “مميّز وعظيم ومشرف” في الجامعات والمدارس، شمل مظاهرات ووقفات للطلاب والأساتذة، مشيدًّا بدور القبائل اليمنية التي نفّذت “وقفات كبرى” برجالها وعتادها، “وحافظت على السلم الاجتماعي، وأفشلت المؤامرات، ووجّهت الجهود نحو الموقف العظيم، وقدّمت الشهداء والعطاء المالي”.
وتوجّه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى فرسان الجهاد في ميدان الإعلام بالتحية والإعزاز والتقدير على ما بذلوه ويبذلونه من جهد، ودور مهم للغاية، مؤكداً أن فرسان الجهاد في ميدان الإعلام تحرّكوا بشكل عظيم وفعّال ومؤثّر، مشدداً على فرسان الجهاد في ميدان الإعلام أن يستمروا بكل فاعلية وأن يعملوا باستمرار على تطوير أدائهم وإنتاجهم.
واعتبر أن دور فرسان الجهاد في ميدان الإعلام مهم وعظيم إلى درجة أن الأعداء يشتكون من فاعلية هذا الدور ومن مستوى تأثيره، لافتاً إلى أن الإعلام من الجبهات المهمة والحساسة في الصراع بين الأمة وعدوها اللدود اليهود الصهاينة ومن معهم.
وأشاد السيد القائد بما قدّمه فرسان الجهاد في ميدان الإعلام من الشهداء ومساهمتهم بشكل كبير في مواجهة أبواق الصهيونية، موضحاً أن المسار الإعلامي هو من المسارات المهمة في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وهو مسار مهم وحساس وساخن.
وأشار إلى أن من أكثر ما يركّز عليه الأمريكيون والإسرائيليون هو السعي للتأثير على الرأي العام من خلال وسائل الإعلام، مضيفاً أن الصهيونية اليهودية العالمية تحرّكت منذ وقت مبكر في الجانب الإعلامي، ولذلك تمتلك الإمكانات الهائلة ولديها الكثير من العملاء والأبواق.
ونبّه السيد إلى أن الأعداء يتحركون ولديهم الكثير من الأدوات ممن ينتسبون إلى هذه الأمة، يقدّم نفسه بأنه عربي مسلم لكنه في واقع الحال بوق للصهيونية.
وتطرّق إلى أن هناك من يعمل من أبناء الأمة وفق موجهات وعناوين العدو في إطار الحرب النفسية لاستهداف الأمة وتشويه كل من يقف ضد العدو الإسرائيلي، مبيّناً أن من يتحرك ضد اليهود الصهاينة تتحرك ضده ماكينة إعلامية هائلة لاستهدافه وبشكل مكثّف.
وعلى صعيد متصل، أكّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن في مقدمة الأنشطة والفعاليات ما قدّمته وقامت به رابطة علماء اليمن برعاية وعناية سماحة المفتي السيد العلامة شمس الدين شرف الدين حفظه الله.
وقال السيد القائد إن ما قامت به رابطة علماء اليمن ومعها العلماء والخطباء من جهد توعوي وإعلان مواقف وإصدار بيانات يقدّم النموذج الراقي لعلماء الدين، منوّهاً إلى أن نشاط رابطة علماء اليمن المكثّف والمستمر هو تحرك بحرارة المسؤولية لاستنهاض الشعب ورفع مستوى الوعي، مبيّناً أنهم قدّموا النموذج الراقي لعلماء الدين وكيف يجب أن يكونوا في صدارة الأمة وهي تواجه الكفر والشر المتمثل بالصهيونية العالمية.
وبيّن أنه كان لعلماء اليمن الشرف الكبير في أن يتصدّروا الشعب في أنشطتهم واهتمامهم ونزولهم في أوساط الناس في مختلف المناسبات، معبّراً عن مواقف علماء اليمن بأنها قوية وصريحة وواضحة وترقى إلى مستوى المسؤولية، وتعبر بحق عن الواجب الديني والواجب الإسلامي.