ناصر: المحافظات الجنوبية تحتفل بثورة طرد المستعمر وهي ترزح تحت احتلال أشد بشاعة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
14 أكتوبر 2025مـ 22 ربيع الثاني 1447هـ
اعتبر السياسي المنتمي للمحافظات الجنوبية، محفوظ ناصر، أن احتفال بعض القوى في المحافظات المحتلة بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر، يمثل “مفارقة موجعة” في ظل خضوع تلك المحافظات لهيمنة قوات أجنبية متعددة الجنسيات، وصفها بأنها “احتلال جديد أكثر بشاعة من الاستعمار البريطاني”.
وقال ناصر في لقاء مع قناة المسيرة، إن من العجيب والمخجل أن يُحتفى بثورة التحرير من الاستعمار البريطاني بينما يعيش الجنوب تحت وطأة استعمار آخر بأدوات محلية وشعارات مضللة، مشيرًا إلى أن الواقع الحالي يتناقض كليًا مع روح الثورة التي انطلقت من جبال ردفان عام 1963، وتُوجت برحيل آخر جندي بريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967.
وأكد أن الانتهاكات التي شهدتها المحافظات الجنوبية خلال السنوات العشر الأخيرة، من اغتصابات واعتقالات وتعذيب ونهب للثروات العامة، تفوق في فظاعتها ما ارتكبه المستعمر البريطاني طوال أكثر من قرن من وجوده في الجنوب، لافتًا إلى أن “الاحتلال الجديد” يتخفى وراء شعارات دعم الشرعية والإعمار، فيما يمارس سياسة إخضاع كاملة للأرض والإنسان.
وأوضح السياسي الجنوبي، أن القوى التي كانت تُعرف في أدبيات الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني بـ”الرجعية العربية”، وفي مقدمتها السعودية، أصبحت اليوم الراعي السياسي للمشهد في المحافظات الجنوبية المحتلة، بعد أن كانت العدو التاريخي لثورة أكتوبر ولحركات التحرر الوطني.
وأشار إلى إن المفارقة المؤلمة أن من كانوا بالأمس رموزًا للنضال ضد الاستعمار، أصبح أبناؤهم اليوم جزءًا من منظومة التبعية والارتهان، مضيفًا أن غياب الوعي الثوري وتهميش رموز الكفاح الوطني أدى إلى انحراف مسار القضية الجنوبية عن أهدافها الأولى في التحرر والاستقلال.
وأفاد ناصر أن ثورة أكتوبر كانت تمثل في الماضي رمزًا للعزة والانتصار العربي، مستذكرًا كيف استطاع الجنوبيون تحقيق الاستقلال بعد أشهر فقط من هزيمة حزيران 1967 التي عصفت بالعالم العربي، بينما يعيش الجنوب اليوم حالة من التبعية والتمزق.
وشدد على أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر ستبقى فكرة حية وروحًا متجددة في وجدان الأحرار، مهما حاولت قوى الاحتلال والوصاية طمسها، مؤكدًا أن الثورة ليست حدثًا عابرًا في التاريخ، بل مشروعًا مستمرًا للتحرر من كل أشكال الهيمنة، القديمة منها والجديدة.