أبو الحسن: خطة ترامب تواجه اختبار جدية التنفيذ وسط شكوك فلسطينية ومعارضة صهيونية
ذمــار نـيـوز || تقارير ||
11 أكتوبر 2025مـ 19 ربيع الثاني 1447هـ
تقرير || هاني أحمد علي
في ظل تسارع الأحداث السياسية في ملف غزة، ومع دخول خطة الرئيس الأميركي، المجرم ترامب حيّز التنفيذ منذ ظهر الجمعة، تتزايد التساؤلات حول مدى التزام الكيان الصهيوني ببنود الاتفاق ومراحله المقبلة، بعد مصادقة الاحتلال عليه يوم الخميس، وموافقة حركة حماس عليه في وقت سابق.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عماد أبو الحسن، إن الكيان الصهيوني يبدو جادّاً في إنفاذ خطة ترامب، لأنه يعتبرها أفضل تسوية ممكنة بعد إخفاقه في تحقيق أهداف العدوان عبر الضغط العسكري.
وأضاف أبو الحسن في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم السبت، أن كيان العدو يسعى من خلال هذه الخطة إلى تحقيق مكاسب سياسية تعذّر تحقيقها ميدانياً، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال تعمل حالياً، بتوجيهات أميركية مباشرة، على تهيئة الظروف المناسبة لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة التي تركز على إطلاق سراح الرهائن لدى حماس، سواء أحياء أو أمواتاً.
وأوضح أن الجيش الصهيوني نفّذ بالفعل انسحاباً جزئياً حتى ما يُعرف بالخط الأصفر، محتفظاً بأكثر من نصف مساحة القطاع، على أن تتبع ذلك انسحابات إضافية في المراحل التالية التي تتضمن إعادة إعمار غزة وتشكيل هيئة إدارية فلسطينية مؤقتة لإدارة شؤون القطاع تحت إشراف ما يُعرف بـ مجلس السلام الدولي الذي يترأسه المجرم ترامب نفسه.
وأشار المحلل الفلسطيني إلى أن الرئيس الأميركي سيصل يوم الإثنين المقبل إلى الأراضي المحتلة، حيث سيلقي كلمة أمام الكنيست الصهيوني بدعوة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قبل أن يتوجه إلى مصر للمشاركة في احتفالية خاصة لتوقيع الاتفاق، مبيناً أن المجرم ترامب سيعقد أيضاً قمة تضم قادة وزراء خارجية من دول عربية وإسلامية وأوروبية، في خطوة تهدف إلى منح الاتفاق بعداً دولياً ودعماً سياسياً أوسع.
وأكد أبو الحسن أن حركة حماس حصلت على ضمانات أميركية وعربية تؤكد أن العدوان قد انتهت بشكل كامل، وأن خطة المجرم ترامب تمثل الإطار السياسي لمرحلة ما بعد الحرب، مضيفاً أن حضور ترامب شخصياً لهذه الاحتفالية يمنح الاتفاق زخماً سياسياً كبيراً، ويحوّله إلى إنجاز دبلوماسي للرئيس الأميركي قبل الانتخابات المقبلة.
ولفت إلى أن الخطة الجديدة، رغم الترحيب الدولي بها، لا تزال تواجه تحديات حقيقية في التنفيذ، أبرزها الرفض الإسرائيلي الداخلي لأي تسوية مع حماس، والشكوك الفلسطينية تجاه النوايا الأميركية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستكون اختباراً لمدى جدية الأطراف في تحويل وقف النار إلى سلام مستدام.