الخبر وما وراء الخبر

الجوف تستنفر في الساحات.. 53 مسيرة تؤكد أهمية اليقظة أمام تحركات الأعداء المقبلة

14

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

10 أكتوبر 2025مـ 18 ربيع الثاني 1447هـ

تحوّلت اليوم ميادين الجوف إلى لوحةٍ من الحياة والإرادة، حيث امتلأت سائر الساحات في مركز المحافظة ومديرياتها بفعالياتٍ شعبيةٍ راح صداها يدور في وديانها وقراها.

وفي **53 مسيرةً** جماهيريةً خرجت تحت شعار “طوفان الأقصى.. عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر”، تحدث المشاركون عن عامينٍ من الصمود الفلسطيني الذي علّم العالم دروسًا في الثبات والتضحية.

واعتبروا أن ما شهدته غزة من بطولاتٍ كشف هشاشة مشاريع الهيمنة، وأن الإصرار الشعبي اليوم في الجوف هو امتداد لذلك الصمود، ووقفة ترجمها الوعي والإيمان بالواجب.

لم يكن الخروج مجرد تكرار لطقوس التضامن، بل سُلوكٌ جماعيٌّ جديدٌ يعلن أن الأرض لم تعد هامشًا منسيًا؛ فصحارى الجوف اليوم تُنبت أحرارًا، وحقولها لم تَعُد سلةَ خيرٍ فحسب، بل ساحات وعيٍ وصمودٍ تنتج من المواطن صاحب القرار والرفض.

انطلقت المسيرات متوازيةً من الميادين والشوارع الرئيسية، الحناجر تهتف واللافتات ترفرف، في إيقاعٍ يوحّد بين الإيمان والالتزام الديني والوطني.

وجاءت الهتافات لتؤكد أن حمل القضية سيظل ثابتًا حتى تحقيق النصر الكامل.

ونوّه المشاركون إلى أن خروجهم ليس احتفالًا بل استنفارٌ عمليٌّ: استعدادٌ لمواكبة المراحل المقبلة، ورفعٌ للجاهزية على المستويات المجتمعية والتنظيمية، مع دعواتٍ لتوحيد الصف والحذر من محاولات التفريق والتشتيت التي قد تستهدف الداخل.

وفي بيانٍ صدر عن المسيرات أكد المشاركون أن عامين من الجرائم والدمار قابلهما عامان من الصمود الأسطوري والتضحيات الجسام، وأنهم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل ما يملكون من عزيمة وصبر، مستمدّين قوة موقفهم من إيمانٍ راسخٍ وارثٍ تاريخي.

وجاء في نص البيان التمجيد لله على توفيق هذا الوقوف، والترحم على الشهداء، والاعتزاز بقيادةٍ شكلت مصدر إلهامٍ للجماهير في مواجهة التحديات؛ وذكر البيان أن هذا الخروج هو “جهادٌ في سبيل الله وابتغاء لمرضاته، وتتويج لسنوات من الاحتشاد الإيماني”.

كما بارك البيان كل أشكال التضامن والإسناد من الأحباء والأصدقاء، مؤكّدًا أن المقاومة والفصائل والشعوب الذين صمدوا قدّموا درسًا للأمة في أن الحق لا يموت، وأن انتصاره يرتبط بالوعي والصبر والثبات، حتى إن بدا النصر ظاهريًا بعيدًا.

ولم يَغِب عن البيان التحذير من الخيانة والتآمر، وردًّا على من تماهى مع الأعداء أو جثم في ركاب المساومة؛ إذ وصَف البيان الخراب الأخلاقي لمن خانوا، ودعا المتخاذلين إلى مراجعة حساباتهم والعودة إلى صفّ الأمة.

واختتمت المسيرات بتأكيدٍ صريح على الاستعداد الدائم لمواجهة أي تصعيدٍ، واليقظة لصد مخططاتٍ تحاول إغراق البلاد أو المنطقة في صراعاتٍ جانبيةٍ تُبعدها عن قضيتها المركزية، مع العزم على تطوير قدرات المجتمع بكافة الوسائل الممكنة والتوكّل على الله.