عقوبات واشنطن على اليمن تهدد تجارة النفط والغاز الأمريكية وتعيد رسم أسواق الطاقة العالمية.. نتائج عكسية تنفجر بوجه ترامب
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
8 أكتوبر 2025مـ 16 ربيع الثاني 1447هـ
كشف الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور عماد عكوش أن العقوبات الجديدة وتأثير العمليات اليمنية على تجارة النفط والغاز الأمريكية ستترك آثارًا كبيرة على الاقتصاد الأمريكي وأسواق الطاقة العالمية، مؤكدًا أن الأرقام الاقتصادية والبيانات التجارية توضح حجم المخاطر بشكل واضح.
وفي مداخلة على قناة المسيرة،أوضح الدكتور عكوش أن الولايات المتحدة تصدر يوميًا نحو 4 ملايين برميل من النفط الخام والمشتقات النفطية، بالإضافة إلى حوالي 7 ملايين طن من الغاز الطبيعي، وهي كميات تمثل حوالي 25% من الإنتاج الأمريكي اليومي البالغ 13 مليون برميل نفط خام.
وأكد أن هذه الصادرات، وخاصة تلك التي تمر عبر البحر الأحمر، أصبحت تحت مرمى القوات المسلحة اليمنية، وهو ما يجعل عمليات التصدير محفوفة بالمخاطر، ويدفع الشركات الأمريكية لإعادة تقييم حجم صادراتها والخيارات المتاحة لتلبية الطلب العالمي، وسط تكلفة مرتفعة وتحمل مخاطر كبيرة.
وأشارالدكتور عكوش إلى أن الشركات الأمريكية ستواجه زيادة في التكاليف، خصوصًا مع توقع رفع أقساط التأمين على السفن المارة في مناطق الخطر، ما يضاعف الأعباء المالية على شركات النفط، ويجعل أي خيار تصديري طويل الأمد أكثر تكلفة وألمًا اقتصاديًا.
وأضاف أن الاستهداف القريب من البحر الأحمر يُعد تهديدًا مباشرًا لشركات الطاقة الأمريكية، ويجبرها على إعادة دراسة جدوى الصادرات، بما في ذلك الاعتماد على المناقصات الدولية لتأمين النفط والغاز للأسواق العالمية.
وبيّنالدكتور عكوش أن النفط والغاز الروسي، رغم العقوبات المفروضة عليه، متوفر بكميات كبيرة وبأسعار منخفضة نسبيًا، ما يمنح روسيا فرصة لتعويض أي نقص محتمل نتيجة توقف الشركات الأمريكية عن التصدير أو ارتفاع التكاليف.
وأكد أن الدول الكبرى المستوردة للطاقة، مثل الصين والدول الآسيوية، يمكنها الاستفادة من هذا الوضع، ما يعيد رسم أسواق الطاقة العالمية ويخلق فرصًا جديدة لموردي الطاقة غير الأمريكيين.
ولفت الدكتور عكوش إلى أن الولايات المتحدة تعاني من أزمة اقتصادية مركبة تشمل إغلاق حكومي جزئي يؤثر على وكالاتها ومؤسساتها الفيدرالية، وتضخم مرتفع يضغط على القدرة الشرائية للمستهلك الأمريكي، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الدولار وارتفاع الرسوم الجمركية، ما رفع أسعار النفط والسلع للمستهلك النهائي.
وأضاف أن العقوبات الجديدة والعمليات اليمنية ستزيد من حدة هذه الأزمات، وتضعف قدرة الولايات المتحدة على إعادة التحكم في السياسات الاقتصادية المتعلقة بالطاقة والتجارة العالمية.
ونوّه في ختام تصريحاته إلى أن ارتدادات الإجراءات اليمنية ستشمل تأثيرًا بالغاً في الاقتصاد الأمريكي على المديين المتوسط والبعيد، وهو ما قد يجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في حربها الاقتصادية ضد اليمن.
[تحذير يمني يعيد تشكيل تجارة الطاقة: شركات أمريكية تراجع صادراتها وسط ارتفاع التأمين والنقل