الخبر وما وراء الخبر

جريمة القرن في غزة: أسلحة حارقة وروبوتات تحول الأجساد والمنازل إلى رماد

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

4 أكتوبر 2025مـ 12 ربيع الثاني 1447هـ

فتحت نافذة “جريمة القرن” على قناة “المسيرة” صباح اليوم، صفحة جديدة من سجلّات جرائم الإبادة الجماعية للعدو الصهيوني في قطاع غزة، واستخدامه لأسلحة تحرق الأجساد وتذيبها، وروبوتات حرارية ترفع الحرارة إلى آلاف الدرجات في لحظات، وتحول المنازل والأجساد إلى رماد وغبار.

ما يُعرض أمام الكاميرا ليس مجرد مشاهد دمار عشوائي، بل تنفيذ ممنهج لسياسة التطهير العرقي والإبادة، وأبشع جرائم الحرب، بحق الإنسانية، تعكس حقيقة الإمبريالية الصهيوأمريكي المتوحشة، وتترك وراءها أرضًا محروقة بلا حياة، وأطفالًا بلا غذاء، وأمهات بلا دواء، كل ذلك تحت سمع العالم وبصره الصامت.

في زاوية من مخيم جباليا، تلوح أشباح مبانٍ محترقة، رجال الدفاع المدني يطفئون، لكن لا ماء يكفي لاحتواء النار التي تبدو كأنها تريد محو الوجود نفسه.

مقاطع الفيديو تُظهر بيوتًا تستعر من الداخل، وركامًا حيث يصبح التعرف على البشر أمرًا مستحيلًا — مقطع بعد آخر يثبت أن ما يحدث يتجاوز الهجوم العسكري إلى مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

مناطق متأثرة بشكل مكثف: مخيم جباليا ومناطق سكنية مكتظة أخرى في قطاع غزة، قصفت بمختلف الأسلحة، ومنها قنابل انفجار حراري، والقنابل الحارقة (تفجر بدرجات حرارة هائلة وتسحب الأكسجين)، أثر حراري فوري يؤدي إلى ذوبان الأجساد وصعوبة التعرف على الضحايا؛ وتدمير داخلي كامل للمباني.

تداعيات إنسانية: تدمير كلي للمنازل والأحياء السكنية، وتحويل الأجساد إلى رماد، مناطق غير قابلة للسكن، أعداد متزايدة من المصابين بحروق داخلية وخارجية، لمن كانوا على مسافات من القنابل الحرارية والروبوتات، وإصابات تنفسية حادة نتيجة استنشاق هواء محرق.

 

أمهات وأطفال

“اسمي ريم ناصر، هذا طفلي محمد نصر… عمره عشرة أعوام، يعاني سوء تغذية شديد، وزنه ثمانية كيلو ونصف… نحن الآن في مستشفى الأقصى، لم يكمل شهرين ونصف، يحتاج سفرًا عاجلًا للعلاج في الخارج، المستشفى لا يستطيع تقديم أي شيء.”

صقر، ابن الأشهر التسعة، جسده الهزيل يئن من الجوع… وزنه يذوي يومًا بعد يوم، أُسرته تتوسّل لمساعدة طبية وغذائية عاجلة.

طفلة أخرى — ولادة ووزن متراجع:هنا أم تقول: “ولدت طفلتي بوزن 2 كيلوغرام فقط. عند سبعة أشهر وصل وزنها إلى 3 كيلوغرامات — نمو متوقّف وحالة سوء تغذية تهدد حياتها.”

الشهادات في بعض التفاصيل الزمنية والوزنية تفيد بالعجز الكامل عن تفادي المخاطر والحد من الألم. أمهات يذرفن الدموع على بقايا أجساد فلذات أكبادهن، التي لم يبقَ منها غير هياكل عظمية تربطها جلد رقيق، وتتصاعد منها نظرات قاهرة، وأصوات استغاثة تعزز الحزن الشديد، وتشعل الغضب في وجه عالم يقف في صف الطغاة والمجرمين.

الأطفال الرضع والحديثو الولادة: يعانون من سوء تغذية حاد يُترجم إلى فقدان الوزن، وضعف المناعة، ونقص رعاية طبية أساسية (أدوية، حليب مُعادل، مأكولات مقوّية).

الإصابات الحارقة والتنفسية: الناجون يعانون من حروق داخلية وخارجية شديدة، وتلف رئوي نتيجة استنشاق هواءٍ محرق، ما يتطلب رعاية تنفسية متخصِّصة ونقلًا مستمرًا إلى مرافق علاجية — مرافق غالبًا ما تكون ممتلئة أو غير مجهزة.

الأمهات: بين فقدان الموارد والحرمان من الأدوية والضغط النفسي، تروي الأمهات معاناة فقدان القدرة على إطعام أطفالهن، والخوف المستمر على حياة أبنائهن.

الحديث المباشر عن الحصار يظهر صورة مزدوجة: ليس فقط القتل العنيف بالأسلحة، بل تجويع ممنهج يُضعف الأطفال حتى قبل أن يُقتلوا بالانفجار من الصواريخ والغارات والروبوتات الحارقة والمدمرة. أمهات يروْن أطفالهن يتقلّصون أمام أعينهن، مستشفيات تئنّ من نقص المواد، والمجتمع الدولي صامت بينما تُمنع المساعدات، ويُعتدى على قوارب وسفن أساطيل إنسانية كانت في طريقها إلى غزة تحمل مواد غذائية وأدوية ومساعدات إنسانية وأطباء ومتطوعين وناشطين، والسيطرة عليها.

إلى الضمير العالمي والقوانين والمواثيق

أيّ ضمير هذا الذي يسمح بأن تُحوَّل أجساد الأطفال إلى رماد بينما تتبادل الحكومات والمنظّمات عبارات الاستنكار الفارغة؟ تجاه كيان صهيوني غاصب يرتكب أبشع جرائم الإبادة الجماعية للبشر، الاتفاقيات الدولية، وبالأخص البروتوكولات التي تحظر استخدام الأسلحة الحارقة ضد السكان المدنيين، ليست أوراقًا تُقرأ في مؤتمرات؛ هي خط أحمر وضعته الإنسانية لحماية الأضعف.

نخاطب هنا الأمم والمؤسسات والإنسان قبل أن يكون قاضيًا أو سياسيًا: هل ستظلون شهودًا صامتين، أم أنكم ستتحملون مسؤولياتكم القانونية والأخلاقية؟ التحقيق الدولي الفوري، فتح ممرات إنسانية آمنة، وتوفير العلاج والغذاء — ليست امتنانًا يُقدَّم، بل واجبًا إنسانيًا ملحًّا.

وجع الأمهات وصرخات الأطفال تتركّز كلّ حجج الحقيقة، من يرد اعتبار الإنسانية، فليبدأ الآن — بإنقاذ حياة واحدة، فإنقاذ لكلّ ما تبقّى من ضمير في هذا العالم.

في صرخات الأطفال ودموع الأمهات في غزة، تكمن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها: إنقاذ حياة واحدة اليوم يعني إنقاذ الضمير البشري كله، وضرورة تحرك العالم لأنفاذ نفسه والأجيال القادمة من بشاعة الماسونية والصهيونية والامبريالية المتوحشة.