الخبر وما وراء الخبر

تفاصيل ميدانية من على متن السفن التابعة لأسطول الصمود

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

2 أكتوبر 2025مـ 10 ربيع الثاني 1447هـ

يشهد البحر الأبيض المتوسط منذ ساعات توتراً متصاعداً مع اقتراب أسطول الصمود المتجه إلى قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار الصهيوني المستمر على القطاع منذ عامين، وسط مواقف دولية وحقوقية محذرة من أي اعتداء على الأسطول الذي يقل مئات النشطاء والصحفيين والمدنيين من جنسيات متعددة.

وأفاد مراسلون صحفيون على متن السفينة “أنس الشريف” أنهم اضطروا للتخلي عن هواتفهم بعد اقتراب سفينة حربية إسرائيلية، بناءً على طلب قائد السفينة تحسباً لأي عملية سيطرة.

وأكد المراسلون أن السفينة ما تزال في المياه الإقليمية، على بعد نحو 80 ميلاً بحرياً من ساحل غزة، فيما تحيط بها زوارق حربية صهيونية، مشيرين إلى انقطاع الاتصال بعدد من سفن الأسطول بعد محاصرتها من سفن إسرائيلية.

في السياق، أعلنت بحرية العدو الإسرائيلي أنها وجهت نداءً إلى سفن الأسطول بضرورة تغيير مسارها نحو ميناء أسدود، ووصفت الأسطول بأنه “تحرك استفزازي لا علاقة له بالمساعدات الإنسانية”.

وأكدت هيئة البث الصهيونية أن قوات من سلاح البحرية بدأت عملية السيطرة على بعض السفن، فيما أظهرت صور أولية محاصرة قوات الاحتلال لإحدى سفن الأسطول.

وأفادت مصادر من لجنة أسطول الصمود أن قوات الاحتلال اعتقلت المشاركين على متن سفينتين هما “ألما” و”سيروس”، وسط خشية من عمليات أوسع ضد باقي السفن.

وتحدثت أنباء متزامنة عن فتح زوارق الاحتلال نيران أسلحتها تجاه شاطئ مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، في مشهد يوازي التصعيد البحري.

وتحدثت تقارير إعلامية عبرية عن رصد أربعة ألغام بحرية قرب منطقة تواجد الأسطول، دون تقديم تفسير رسمي من الاحتلال بشأنها.

وفي إطار المواقف الدولية والحقوقية، قال وزير الخارجية الإيطالي إن الكيان الإسرائيلي أبلغ روما بأنه لن يستخدم العنف ضد الأسطول، في حين أبدت دوائر أوروبية قلقاً متزايداً من تطور الأوضاع.

وشدد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو على أن أي هجوم على الأسطول “سيعد انتهاكاً للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية”، مؤكداً أن على الكيان احترام حياة وكرامة أكثر من 500 مدني ومتطوع على متن السفن، بينهم مواطنتان كولومبيتان

واعتبرت المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، أن اعتراض الأسطول في المياه الدولية سيكون “عملاً غير قانوني”، مشددة على أن الأسطول امتداد لمحاولات كسر الحصار عن غزة، وأن المساعدات التي يحملها “مجرد قطرة في بحر الاحتياجات الإنسانية”.

وقالت محامية على متن السفينة “شيرين أبو عاقلة” إن أي اعتراض سيكون “غير شرعي”، مؤكدة أن ركاب الأسطول مدنيون غير مسلحين ويحظون بدعم دول عدة.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعليق عملياتها مؤقتاً في مدينة غزة بسبب تكثيف الغارات الإسرائيلية، لكنها أكدت استمرارها في تقديم الدعم من خلال مكاتبها في دير البلح ورفح، مع الالتزام بالعودة إلى غزة حال سمحت الظروف.

وأكدت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن زوارق الاحتلال تحاصر سفن الأسطول، وأن الاتصالات انقطعت مع بعضها، محذرة من عملية عسكرية إسرائيلية لجر السفن بالقوة إلى ميناء أسدود.

ويأتي هذا التطور في وقت بالغ الحساسية، حيث يمثل “أسطول الصمود” محاولة دولية جديدة لكسر الطوق البحري المفروض على غزة. إلا أن التحركات الصهيونية تعكس إصراراً على منع أي اختراق للسيطرة البحرية المفروضة منذ سنوات، ما قد يفتح الباب أمام أزمة سياسية ودبلوماسية متصاعدة بين إسرائيل ودول غربية ولاتينية يشارك مواطنوها في الأسطول.

المشهد الميداني لا يزال مفتوحاً على احتمالات متعددة، بين تصعيد العدو الإسرائيلي بالقوة أو تسوية دبلوماسية تحت الضغط الدولي، فيما يبقى الهدف الأساسي للأسطول – وهو تسليط الضوء على معاناة غزة وكسر الحصار – قد تحقق بالفعل من خلال الاهتمام الدولي والإعلامي الكثيف.