في ذكرى الرحيل
ذمــار نـيـوز || مقالات ||
28 سبتمبر 2025مـ 6 ربيع الثاني 1447هـ
بقلم// احترام عفيف المُشرّف
لأول مرة تنضب كلماتي وينحسر قلمي وأنا أحاول أن أكتب عن عزيز الروح سماحة السيد “حسن نصر الله” رضوان الله عليه وهذا ما حدث لي عندما أُعلن عن استشهاده، ذلك الخبر الذي زلزلني وجعلني كالطفل الذي يفقد والده ولايستطع أن يقول شيء سوى البكاء ولاشيء غير البكاء، ولم تطاوعني كلماتي إلا بعد محاولات عدة وها أنا في ذكرى الرحيل أمر بنفس التجربة ولم تسعفني كلماتي وكأنها تصاب بالشلل عندما يكون المتحدث عنه سماحة السيد وأجدها تقول كيف لي أن أصف عام كامل مر علينا بعد رحيله.
نعم هانحن وبعد مرور عام على استشهاد شهيد الإنسانية السيد “حسن نصر الله” رضوان الله عليه مازلنا ننعيه من قلوب ملؤها الوجع لفراقه ونبكيه بدموع حرى، مر علينا 12 شهر منذ فراق سيد المقاومة ومازل الجرح نازف ونياط القلب تتمزق عليه، غاب عنا شخصه ولم تغب عنا شخصيته وكلامة ومواقفه وتوجيهاته ووعده لنا بالنصر، غاب عنا رسمه ولم تغب عنا سجاياه الكريمة ومناقبه العظيمة وكيف لنا أن ننسى من أعاد لنا الثقة بأنفسنا وعدم الخوف من مواجهة عدونا وأخبرنا بأنه واهن مهما كانت قوته.
السيد ” حسن نصر الله “رضوان الله عليه كان ومازال رجل استثنائي جاء في وقت لم يعد للرجوله من معانيها شيء، أنه القائد الذي احتل القلوب واستوطنها في زمن القادة المدجنين، أنه البطل الذي أعاد للمظلومين الأمل بالنصر وحقق لهم النصر، أنه البشرى التي كانت تطل علينا لتعيد لنا الإحساس بالحياة الكريمة، أنه السياسي الوحيد الذي يقف الجميع ليسمع كلامه لأن دافعهم إليه هو الحب له والإيمان به والثقة بكلامه،
وحتى من لم يحبوه كانوا مجبرين على الإنصات له والإحترام لمواقفه الشجاعة.
عام مر علينا فيه الكثير من الأوجاع التي أصابت الأمة بعد رحيل سيدها وسندها وليس لها إلا أن تشكو إليه ما أصابها من بعده فهاهي غزة تئن من جراحها وجوعها وحصارها وهاهي صنعاء تقصف لأنها وقفت هي وسيدها مع غزة وهاهم الحكام العرب مثخنون بخياناتهم وبيعهم للقضية التي من أجلها عشت وفي سبيلها استشهدت يا شهيد الإنسانية.
سيدي ليس بمقدورنا أن نستوفي مناقبك ومواقفك وجهادك أو أن نصف فاجعتنا بك وحزننا عليك وخسارتنا لك.
نحن من مهنتنا صياغة الكلمات لم نستطع أن نصف ماتحتويه قلوبنا من ألم فراقك فاعذرنا أن لم نوفيك حقك ونكتب عنك مايليق بشخصك.