الخبر وما وراء الخبر

تكاتف مجتمعي في ريمة: مؤسسة بنيان تقود جهود إعادة إعمار منازل الجعفرية المتضررة من السيول

11

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

27 سبتمبر 2025مـ 5 ربيع الثاني 1447هـ

تقرير | هاني أحمد علي

في مشهد يجسد قيم التكافل والتعاون المجتمعي، دشنت مؤسسة بنيان التنموية بالتنسيق مع وحدة التدخلات المركزية، وبالشراكة مع جمعية الجعفرية متعددة الأغراض، مشروع توزيع مادة الإسمنت لإعادة تأهيل وبناء المنازل المتضررة من السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها مديرية الجعفرية بمحافظة ريمة مؤخرًا.

وقال مراسل قناة المسيرة في محافظة ريمة، عاطف المرشدي، إن الهدف الرئيسي من المبادرة هو إعادة بناء وتأهيل المنازل التي تعرضت لأضرار بين الجزئي والكلي في عزلة وادي رماء والبيادح، التابعة لمديرية الجعفرية.

وأضاف أن المبادرة تستهدف إعادة تأهيل أكثر من مئة منزل متضرر، بتكلفة تزيد عن ثلاثة عشر مليون ريال يمني، وتتركز التكلفة في توفير مادة الإسمنت كمعونة للمتضررين، كما تقوم المبادرة على نموذج فريد من التكافل بين الدولة والمجتمع، حيث تتكفل المؤسسات بالمواد (الإسمنت)، بينما يتولى المواطنون العمل والجهود الذاتية في إعادة البناء، وقد أكد القائمون على المبادرة أن هذا التعاون ضروري لمواجهة الصعوبات.

وفيما يخص آلية التنفيذ المجتمعي، أوضح المرشدي أن المجتمع قام بتجميع جهوده وتحريك شبكة من المتطوعين، حيث يتم تشكيل مجموعات تتكون من عشرة أشخاص تقريباً، تتولى كل مجموعة إسناد منزل متضرر يومياً، سواء بالبناء أو بالتصليح، حيث وهذا التنظيم يؤكد أن المجتمع هو اللبنة الأساسية لبناء المجتمع.

وأشار إلى أن دور المؤسسات لم يقتصر على التمويل، بل امتد لتعزيز الروح المعنوية والمجتمعية، حيث عملت مؤسسة بنيان ووحدة التدخلات المركزية على تعزيز روحية التعاون والتكافل في المجتمع، خصوصاً وأن المجتمع كان هو “المبادر الأول” في مساعدة المتضررين.

وأكد مراسل المسيرة في ريمة، أن هذا النوع من المساعدات ضروري جداً لـ “جبر الخاطر” وإعادة إعمار ما يعجز عنه صاحب البيت، مما يمنح المواطن شعوراً بأنه “لم يُترك لوحده”.

وأضاف أن وحدة التدخلات المركزية سارعت بالنزول الميداني وتشكيل لجان مجتمعية لحصر الأضرار وتوزيع المادة بشكل عادل وفعال.

ولفت المرشد إلى أن مبادرة إعادة الإعمار في الجعفرية هي جزء من حركة واسعة من المبادرات المجتمعية التي تشتهر بها محافظة ريمة، مبيناً أنه رغم العدوان والصعوبات التي تمر بها البلاد، يواصل المجتمع في ريمة الاعتماد على نفسه في تنفيذ المبادرات، مشكلاً جهداً غير مسبوق.

وبين أن مبادرات تعبيد الطرقات تشكل ما يزيد عن سبعين بالمئة (70%) من إجمالي المبادرات، تليها مشاريع المدارس والوحدات الصحية وخزانات المياه، إيماناً بأن الطرق هي شريان الحياة الذي يوفر بقية الاحتياجات.

وذكر مراسلنا في ريمة، أن هذه المبادرات تهدف إلى توطين أبناء المجتمع، الذين رفضوا النزوح وتمسكوا بأراضيهم رغم صعوبة الظروف الجغرافية ونقص الخدمات، مضيفاً أن هذه الجهود تؤكد أن المجتمع اليمني، بعادته في “الفزعات” والتكافل، يثبت أنه لا ينتظر المساعدات الخارجية، بل يعتمد على قدراته الذاتية، بدعم من المؤسسات الوطنية التي تعزز هذه الروحية.

وأردف أن هذه الجهود تكتسب أهمية مضاعفة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث تعكس أن التنمية الحقيقية تبدأ من المجتمع نفسه، كما أنها تؤكد على قدرة المبادرات الشعبية على إحداث فارق ملموس في حياة المواطنين، إذا ما حظيت بالدعم والتسهيل من قبل الدولة والمؤسسات المدنية.

وأوضح المرشدي أن المبادرات في ريمة لإعادة إعمار المنازل المهدمة، نموذج ودرس وطني في التضامن والتعاون، ورسالة بأن المجتمع اليمني قادر على مواجهة التحديات مهما كانت قاسية، متى ما توفرت الإرادة والإيمان بروح العمل الجماعي.