الخبر وما وراء الخبر

حَجّة تقيم الحُجّة على شعوب الأمة نصحًا وتحذيرًا في 321 ساحة توعّدت العدو بالتنكيل حتى النكال

11

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

26 سبتمبر 2025مـ 4 ربيع الثاني 1447هـ

على امتداد الجبال الوعرة والسهول الخصيبة، تهادى أبناء محافظة حجة اليوم في مشهدٍ مهيبٍ إلى أكثر من ٣٢١ ساحة جماهيرية، ليجعلوا من تضاريس محافظتهم العالية منابر حرة تنادي باسم غزة وتصدح بالإيمان والثبات والاستنفار في وجه الطغيان.

وتحت شعار “مع غزة.. يمن الإيمان في جهاد وثبات واستنفار”، رسم أبناء حجة لوحات إنسانية وإيمانية نادرة، رفرفت فيها الأعلام اليمنية والفلسطينية جنبًا إلى جنب، وتعانقت شعارات البراءة من الأعداء مع صور شهيدي الأمة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، في مشهدٍ عبر عن وفاء متجذر لمقاومة ما وهنت يومًا ولا استكانت.

وردّدت الحشودُ الغفيرة أهازيجَ العزة والشموخ، وهتافاتٍ تعانقُ السماء، مؤكدين أن الخروج الكبير في هذا الأسبوع يأتي تأكيدًا على الاستعداد لكل الخيارات التي قد تتخذها القيادة الثورية في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني، وأن التضاريس التي تربوا فيها لن تعرف إلا الثبات والجهاد والصمود.

وشدّد أبناء المحافظة على أن المقاومةَ في فلسطين ولبنان خط الدفاع الأول عن كرامة الأمة، رافضين أية دعوات لنزع سلاحها في وقتٍ تُغدق فيه واشنطن أسلحتها على الكيان الغاصب.

كما حمّلوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والأنظمة العربية المتواطئة مسؤوليةَ الجرائم التي تُرتكب في غزة منذ ما يقارب العامين، تحت صمت دولي مخزٍ، وتواطؤ مكشوف مع آلة القتل الصهيونية.

وصدر عن مسيرات حجّة بيان مشترك، أشاد “باستمرارِ المقاومةِ الفلسطينيةِ في غزة، وبالضرباتِ الفعَّالةِ التي تقومُ بها قواتُنا المسلحةُ ضدَّ العدوِّ الصهيونيّ، ونعتبرُها أنها هيَ الخطواتُ الحقيقيةُ الفعليةُ لوقفِ العدوانِ على غزة”، مؤكدًا أن “المواقف الكلامية لا تُطعِمُ الجياعَ ولا تُوفِّرُ دواءً للمرضى والجرحى، ولا تَدرأُ عن الأطفالِ القنابلَ الفتّاكة”.

وقال البيان: “ونحن نعيشُ ذكرىَ شهيدِ الإسلامِ والإنسانيةِ ورمزِ الجِهادِ والصدقِ والثباتِ السيد حسن نصر الله، ورفيقِ دربِهِ الشهيدِ السيدِ هاشمِ صفي الدينِ -رِضوانُ اللهِ عليهما- نستذكرُ كيف كانَ السيدُ حسن نصر اللهِ سُورًا منيعًا وحصنًا حصينًا لهذهِ الأُمَّة، وما هي النتائجُ السلبيةُ التي كابدتها الأُمَّةُ بعدَ رحيله مع رفاقِه العِظامِ الذين اتضحَ لكلِّ حُرٍّ عظيمٍ تضحياتُهم وخدمتُهم لأمتِهم”، مجددًا العهدَ لهما ولكل الشهداء العظماء في محور الجهاد والمقاومة “بأنَّنا على الدربِ حتى الفتحِ الموعودِ والنصرِ المبينِ وزوالِ الكَيانِ المؤقَّتِ قريبًا بإذنِ الله”.

وفي البيان، جدد أحرار حجة التأكيد على “الاستمرار في التزامنا للهِ -سُبحانَهُ وَتَعَالَى- ولرسولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسلَّم- بخَطِّ الجهادِ في سبيلِ الله، والصبرِ والتضحيةِ بالأرواحِ والأموال، وكذا الالتزامَ بخطِّ ثورةِ الحادي والعشرينَ من سبتمبر المباركةِ خطَّ الحريةِ والاستقلال”، منوّهين إلى أن كل تلك الانتماءات “تُحِتِّمُ علينا مواجهةَ الطغاةِ والمستكبرينَ والظالمينَ من الأمريكيينَ والصهاينةَ وأعوانِهم من المنافقين، وتُحِتمُ علينا الاستمرارَ في مناصرةِ المستضعفينَ من أبناءِ أمتِنا والدفاعَ عن أنفسِنا، وعدمَ التراجعِ عن ذلك مهما كانتِ التضحيات، التي حتمًا ستكونُ أقلَّ كثيرًا من كلفةِ الاستسلامِ والخنوع”.

وتابع البيان: “نتساءلُ كشعبٍ يمنيٍّ عربيٍّ مسلمٍ بعد سيلٍ عارمٍ من خطاباتِ زعماءِ العالمِ في الجمعيةِ العموميةِ للأممِ المتحدة، والتي منها كلماتُ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ التي أغلبُها تدينُ جرائمَ العدوِّ وتقرُّ بالمظلوميةِ الرهيبةِ التي يتعرَّضُ لها الشعبُ الفلسطينيُّ في غزة: لماذا لا نرى في الواقعِ أيَّةَ أعمالٍ ومواقفَ عمليةً لإيقافِ ذلك؟!”، مضيفًا “والغريبُ أن أغلبَ تلكَ الدول -بما فيها التي تدّعي دعمَها وتبنِّيَها حلَّ الدولتين- ما تزال ترسلُ السلاحَ للعدوِّ الصهيونيِّ في تناقُضٍ واضحٍ بين الأقوالِ والأفعال!!”.

وفي ختام البيان، توّجه أحرار حجة إلى زعماء الدول العربية والإسلامية بالتساؤل: “ما هو سقفُ الإجرامِ والمجازرِ المطلوبةِ لكي تتحرَّكوا وتغادِروا مربعَ الكذبِ والخداعِ وتنطلقوا في خطواتٍ عمليةٍ لإيقافِ تلكَ الجرائمِ التي أصبحتم تقرُّونَ بها؟”.