الخبر وما وراء الخبر

الشرجبي: ثورة 21 سبتمبر أعادت الاعتبار لليمن وهويته الإيمانية وانتصرت للثورات السابقة

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

22 سبتمبر 2025مـ 30 ربيع الأول 1447هـ

أكد الباحث السياسي والنشاط الثوري، طلعت الشرجبي أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 تمثل متغيراً جذرياً ليس على مستوى اليمن فحسب، بل على مستوى المنطقة بأسرها، مشيراً إلى أنها جاءت امتداداً للمسار الثوري الذي بدأه الشعب اليمني في ثورة 11 فبراير 2011، لكنها استطاعت أن تحافظ على جوهرها التحرري وتفشل محاولات الالتفاف عليها وإعادة اليمن إلى دائرة الوصاية الخارجية.

وأوضح الشرجبي في مداخلة على قناة المسيرة، أن ثورة فبراير كانت تعبيراً عن توق حقيقي للتغيير، غير أن انضمام قوى النفوذ التقليدية و”مجموعة من العملاء واللصوص والقتلة والناهِبين”، مكّن السعودية من تصوير ما جرى آنذاك كأزمة داخلية بين أدواتها القديمة المتصارعة منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومن خلال ذلك، أُعيد فرض الوصاية السعودية على اليمن بغطاء رسمي ودولي، ليبقى البلد مرتهناً لمشروع الهيمنة الخارجي الذي تقوده واشنطن ولندن وتل أبيب عبر الرياض.

لكن الشرجبي يرى أن الإصرار الثوري لدى الشباب المستقلين، ومعهم مكون أنصار الله بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، كان العامل الأبرز في استمرار جذوة الثورة حتى تبلورت في 21 سبتمبر، فقد رفضت هذه القوى التحررية الخضوع لإعادة تدوير منظومة التبعية والفساد، ورفعت شعارات جديدة وصادقة غيّرت معادلات المنطقة وأقلقت دوائر الاستعمار الغربي.

وبيّن أن ثورة 21 سبتمبر لم تكتفِ بتحقيق تطلعات الداخل في استعادة السيادة وإعادة الاعتبار لليمن أرضاً وإنساناً وتاريخاً، بل انتزعت أدوات العمالة والارتزاق التي كانت تتحكم بمفاصل الدولة عبر اللجنة الخاصة السعودية والسفارة الأمريكية، كما أنها أغلقت أبواب التدخلات الخارجية، وأطلقت مشروعاً تحررياً وطنياً صادقاً يستند إلى الهوية الإيمانية والموروث الحضاري لليمن.

وأشار الشرجبي إلى أن ما ميّز هذه الثورة عن غيرها هو أنها جمعت بين امتلاك القوة الشعبية والعسكرية والقبلية من جهة، والالتزام الأخلاقي من جهة أخرى، إذ لم تلجأ إلى السلاح للانتقام من خصومها، بل تعاملت مع الجميع بتسامح وسعت إلى شراكة حقيقية، حتى مع بعض القوى التي حاولت اغتيال الثورة وثوارها.

ويرى الشرجبي أن المشروع الصهيو–أمريكي أدرك سريعاً خطورة التحول اليمني الجديد، وأن خروج اليمن من “العباءة السعودية” يعني فقدان الغرب إحدى أهم أدواته في المنطقة، ولذلك سارع إلى شن الحرب وإطلاق أدواته السياسية والعسكرية تحت شعار “إعادة الشرعية”، بينما الهدف الحقيقي هو إعادة اليمن إلى “بيت الطاعة” الإقليمي والدولي، وإجهاض المشروع التحرري الصاعد.

وأضاف أن ثورة 21 سبتمبر نجحت في إعادة اليمن من دولة فاشلة وهامشية إلى دولة قوية وفاعلة، تمتلك قرارها المستقل وحضورها المحلي والإقليمي والدولي، وأعادت توجيه بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي المتمثل بالمشروع الصهيوني–الأمريكي، لا نحو صراعات داخلية مصطنعة.

وأكد أن اليمنيين اليوم باتوا مثار فخر وإعجاب لكل أحرار العالم بفضل صمودهم وثباتهم، وأنهم حوّلوا الشعارات الثورية إلى أفعال ملموسة على الأرض، محققين خطوات متقدمة في التحرر الوطني رغم التحديات الكبرى والحصار والعدوان.

واختتم الشرجبي حديثه للمسيرة بالتأكيد على أن ثورة 21 سبتمبر ليست حدثاً عابراً، بل مسار متجدد ومستمر سيبقى حتى تحقيق كل أهدافه في التحرر الكامل، وإفشال كل محاولات الإخضاع والوصاية، منوّهاً إلى أن “اليمن اليوم يقود جبهة تحرير حقيقية في مواجهة المشروع الصهيو–أمريكي بالمنطقة، ولن يعود مطلقاً إلى الوراء أو يتخلى عن المكاسب التي حققها بدماء وتضحيات شعبه”.