الخبر وما وراء الخبر

العميد معربوني: اليمن يستنزف الصهاينة عسكرياً واقتصادياً وعمق الكيان لم يعد آمناً

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

19 سبتمبر 2025مـ 27 ربيع الأول 1447هـ

قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد عمر معربوني، إن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني لا تقتصر على كونها رداً عادياً، بل هي قرار استراتيجي يهدف إلى استنزاف الكيان على المستويات العسكرية والاقتصادية والنفسية، مبيناً أن عمق الكيان المحتل لم يعد آمناً.

وأكد العميد معربوني في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الجمعة، أن العمليات اليمنية، التي يصفها بـ”مسيرات الشرف وصواريخ العز”، تتصاعد وتتنوع بشكل واضح، وتستهدف بشكل دائم نقاطاً حيوية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مبيناً أن هذا التصعيد هو تنفيذ مباشر لقرار القيادة اليمنية، يهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين، استنزاف شامل للعدو، وهذا يعني إبقاء الكيان في حالة استنفار دائم، مما يستنزف منظوماته الدفاعية الجوية المكلفة، ويسبب حالة من الذعر الدائم لدى المستوطنين، وهو ما يُعد إضراراً بالعدو على المستويين العسكري والنفسي، والهدف الثاني هو إثبات قدرات نوعية، أي إظهار قدرة القوات المسلحة اليمنية على التحكم بمسار الصواريخ والمسيرات وإيصالها إلى أهدافها بدقة عالية، مؤكداً أن الفيديوهات التي تظهر وصول الصواريخ هي مجرد جزء بسيط من العمليات، وأن الغالبية الساحقة من الصواريخ والمسيرات تصل إلى أهدافها دون رصدها.

ووصف العمليات المتصاعدة بأنها ضربة قاصمة للكيان على المستويين الاقتصادي والأمني، مشيراً إلى ميناء إيلات (أم الرشراش)، الذي قال إن العمليات المتكررة ضده أدت إلى “إفلاسه” وإغلاقه بشكل كامل، مما ألغى أي نشاط سياحي أو اقتصادي في المدينة، مضيفاً أن هذه العمليات تسببت في زيادة هائلة لميزانية وزارة الحرب الصهيونية، مما أدى إلى تخفيض كبير في ميزانيات باقي الوزارات، وزيادة العجز في الموازنة العامة، وهو أمر لا يمكن التغافل عنه.

وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أن القدرات العسكرية اليمنية تتطور بشكل مستمر من خلال “التجارب العملية المباشرة” في ميدان القتال، وليس في ميادين الاختبار كما يحدث مع الدول الأخرى، حيث يلاحظ أن الطائرات المسيرة أصبحت تصل إلى أهدافها دون أن تلتقطها أجهزة الرصد، مستشهداً بوصولها إلى مطار رامون في النقب، وتكرار وصولها إلى أم الرشراش رغم تفعيل صفارات الإنذار.

واعتبر أن هذا التطور يشير إلى أن الكيان الذي أنشئ على الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي، قد وصل الآن إلى “ذروة التراجع في مسألتين أساسيتين: الاقتصاد والأمن”.

وأفاد العميد معربوني أن هذا التحول الكبير، رغم كل الألم والمعاناة في المنطقة، سيؤدي إلى ناتج إيجابي “لمصلحتنا كأمة عربية وإسلامية”، وأن المؤشرات تدل على أن الكيان الصهيوني بات يواجه أزمة وجودية لم يمر بها منذ عام 1948.