خبير عسكري للمسيرة: السعودية تتآمر على غزة واليمن بتنفيذ مشاريع العدو الصهيوني في البحر الأحمر
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
18 سبتمبر 2025مـ 26 ربيع الأول 1447هـ
أكد الباحث والخبير في الشؤون الاستراتيجية العسكرية، الدكتور محمد هزيمة، أن المؤتمر البحري الذي استضافته السعودية بالشراكة مع بريطانيا يمثل خطوة جديدة في مسار عسكرة البحر الأحمر لخدمة كيان العدو الصهيوني، مشيراً إلى أن هذه التحركات تكشف حالة التخبط التي تعيشها الرياض، وارتهانها الكامل للأجندة الأمريكية في المنطقة.
وأوضح هزيمة، في حديث لقناة المسيرة صباح اليوم، أن المؤتمر الذي أُعلن فيه عن إطلاق “شراكة الأمن البحري” بمشاركة أكثر من 35 دولة، جاء في توقيت لافت بعد قمة الدوحة وتصريحاتها المناهضة للعدو الصهيوني، وقبيل توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين السعودية وباكستان.
واعتبر أن هذا التوقيت يعكس ازدواجية السياسة السعودية، بين إظهار خطاب مناهض للعدو الصهيوني، وفي المقابل المضي بخطوات عملية لدعمه عبر البحر والبر.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن الشراكة البحرية، التي رُصدت لها عشرات الملايين من الدولارات لتدريب وتجهيز خفر السواحل الخونة العملاء في الداخل خلال عشر سنوات، تهدف بالدرجة الأولى إلى فك الحصار اليمني المفروض على كيان العدو الصهيوني، وتأمين تجارته وناقلات الأسلحة إليه في البحر الأحمر.
ولفت إلى أن اللقاء الموازي بين وزير الدفاع السعودي وقائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال براد كوبر، المعروف بخلفيته البحرية وإدارته لعمليات ضد اليمن، يضع هذه الخطوة في إطار التنسيق المباشر مع واشنطن لتأمين مصالح العدو.
وأكد أن السعودية باتت تؤدي دور “الأداة” في المشروع الأمريكي–الصهيوني، بدءاً من محاولات التطبيع ومروراً بعسكرة البحر الأحمر، وصولاً إلى مشاريع الطاقة المشتركة مع العدو، مثل خط الأنابيب البري المخطط له بين السعودية وميناء أم الرشراش وصولاً إلى عسقلان.
وأضاف أن هذا المسار يندرج ضمن استراتيجية أمريكية لإعادة إنتاج مشاريع استعمارية فاشلة، تعتمد على كيانات عربية واهنة لا تمتلك قراراً مستقلاً ولا رؤية استراتيجية.
ولفت إلى أن ما يجري اليوم هو استمرار لنمط تاريخي استخدم فيه الأمريكي أدوات عربية لتنفيذ مشاريعه، بدءاً من الحرب المفتعلة على العراق، وصولاً إلى محاولات استهداف اليمن، لكن الفارق أن اليمنيين استطاعوا قلب المعادلة العسكرية والسياسية، وفرض حصار فعّال على العدو الصهيوني في البحر الأحمر، ما جعل واشنطن وحلفاءها أمام مأزق استراتيجي غير مسبوق.
وشدد على أن هذه التحركات السعودية–البريطانية–الأمريكية، رغم الضجيج السياسي والإعلامي الذي يرافقها، تفتقر إلى مقومات النجاح الاستراتيجي، مبيناً أن المعادلات العسكرية التي فرضتها المقاومة اليمنية، إلى جانب صمود محور المقاومة في غزة ولبنان، تجعل أي محاولة لتأمين العدو الصهيوني أو فرض وقائع جديدة في المنطقة محكومة بالفشل.
واستشرف أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الانكشاف للتحالفات العربية العميلة، وأن سقوطها سيكون حتمياً مع استمرار تصاعد قوة الشعوب المقاومة، التي باتت تمثل العامل الحاسم في تغيير موازين القوى الإقليمية والدولية.