الخبر وما وراء الخبر

سياسي فلسطيني: الفجوة الكبيرة بين دواعي “القمة” ومخرجاتها تؤكد أن الزعماء يدركون الخطر ويتجاهلونَه

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

16 سبتمبر 2025مـ 24 ربيع الأول 1447هـ

أكد أكاديمي فلسطيني أن العدوان على الدوحة كشف للعُدول العربية والإسلامية الحقيقة التي كان الفلسطينيون وقوى المقاومة يرددونها باستمرار، معبراً عن استغرابه من تجاهل زعماء العرب والمسلمين لخطر المشروع الصهيوني رغم يقينهم بسعي العدو لتمريره.

وفي مداخلة على قناة المسيرة، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في فلسطين المحتلة، الدكتور سعد نمر: إن هناك نوعًا من الإنذار حصل لدى كافة الدول العربية وأصبحت ترى الحقيقة، كما كنا نقول دائمًا، أن الكيان الصهيوني لن يتوانى عن ضرب أي دولة عربية.

وأضاف أن “ما حصل في الأمم المتحدة، وما حصل في الجمعية العامة أيضًا، كل ذلك رفع من مستوى خطورة الأمر كثيرًا”.

وتابع حديثه: “أتت قمة الدوحة من أجل بحث هذا الخطر، وكان هناك حضور واسع وكبير جدًا، ولكن للأسف الشديد لا ندري ما هي نتائج هذه القمة”.

ولفت إلى أنه “كان هناك نوع من الشعور بالخطر، أظهرته الكلمات التي ألقاها معظم الزعماء، لأنهم يشعرون فعلاً أن الكيان الصهيوني أصبح يذهب في اتجاهات غير متوقعة بالنسبة لهم، وتحديدًا دول الخليج، التي تعتبر نفسها حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، وقد تجرأ كيان العدو عليهم بهذه الطريقة”.

وأكد أنه “كان من المفترض أن تكون نتائج هذه القمة بمستوى الحدث الذي حصل”، مخاطبًا الزعماء العرب والمسلمين: “إذا كنتم تشعرون بهذا الخطر الحقيقي، وأن الكيان الصهيوني قد يصل إلى أي دولة عربية، كما صرح نتنياهو بذاته، فلماذا التجاهل؟”.

واعتبر أن “نتائج القمة ضعيفة جدًا وغير متوافقة مع الحدث في البداية، حيث كنا نتوقع أن تكون هناك على الأقل بعض الخطوات العملية، مثل قضية المقاطعة وسحب السفراء”.

وبيّن أن مخرجات القمة “ذهبت باتجاه الإدانة، وعاد المجتمعون إلى نفس القضية، ودعوا المجتمع الدولي للقيام بشيء ما تجاه الكيان الصهيوني”، مكرراً خطابه للمجتمعين: “تريدون من المجتمع الدولي أن يقوم بشيء ما، وأنتم أنفسكم لستم قادرين على القيام بأي شيء؟ هذه حقيقة مؤسفة جدًا”.

وزاد في خطابه للزعماء العرب والمسلمين: “هل تعلمون أنه في الوقت الذي تعرضت فيه الدوحة للهجوم، قام العدو الصهيوني خلال تلك الـ24 ساعة بالاعتداء على 6 دول عربية، هجوم على لبنان، هجوم على سوريا، ثم على غزة وفلسطين، وأيضًا على اليمن، وعلى الدوحة وتونس”.

ونوّه إلى أن سعي العدو الصهيوني لاستهداف السفن الحرة المتجهة نحو قطاع غزة يعطينا انطباعًا واضحًا جدًا عن طبيعة هذا الكيان وكيفية التصرف معه”.

وتساءل الدكتور نمر بالقول: “عن أي سلام يتحدثون، وهم يرون بأم أعينهم هذا الصلف الصهيوني واحتلاله لأراضٍ من سوريا، واحتلاله لأراضٍ من لبنان، بالإضافة إلى ما يجري في الضفة الغربية وفي قطاع غزة؟”.

واستطرد: “المؤشرات تعني امتداد ذلك نحو كل المنطقة، إذ أصبحت النوايا الإسرائيلية واضحة، وقد أوضح نتنياهو ذلك عندما قال: “إن حلمنا هو أن تتحقق إسرائيل الكبرى، التي تشمل أجزاءً من مصر، وأجزاءً من السعودية، والعراق، ولبنان، وسوريا، والأردن”.

واستهجن جمود الزعماء العرب الذين لم يتحركوا أمام تصريحات المجرم نتنياهو، ليقولوا إن هناك نية صهيونية خبيثة للسيطرة على كل المنطقة”.

ولفت الدكتور نمر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقف خلف كل هذه الأحداث، وهي التي تشارك الكيان الصهيوني في كافة الإجراءات التي يقوم بها في كل الأماكن.

وتطرق إلى تقرير موقع أكسيوس الذي أكد مساء الإثنين أن الصهاينة أبلغوا ترامب قبل خمسين دقيقة من الضربة، أي كان لديه الوقت الكافي لإبلاغ الدوحة لو أراد، ولكنه بارك ذلك وبرره، ومن ثم بدأ يبرر لماذا أبلغ في اللحظات الأخيرة.

واختتم حديثه للمسيرة بالتأكيد على ضرورة توجيه رسالة استهجان للولايات المتحدة الأمريكية وليس فقط للكيان الصهيوني، مؤكداً أن الشعوب باتت تدرك جيداً إلى أي مستوى وصل ذل هؤلاء الزعماء المنبطحين.