رسائل اليمنيين من بين الركام.. كلنا فداء لغزة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
11 سبتمبر 2025مـ 19 ربيع الأول 1447هـ
ميدان التحرير قلب العاصمة صنعاء النابض بالحياة، المكان الشاهد على حكايات الناس اليومية، وضجيج الباعة، وضحكات الأطفال الذين يركضون في أزقته وميادينه، غير أن العدوان الصهيوني الأخير حوّل هذا القلب النابض إلى مشهد من الخراب والفوضى، بعدما استهدف مقر التوجيه المعنوي وأوقع شهداء وجرحى ودماراً واسعاً في المنازل والمحال المحيطة.
تبدلت ملامح المكان في لحظات معدودة ؛ تصاعدت سحب الدخان الكثيف لتحجب السماء، وتبعثرت شظايا الزجاج والحجارة على الطرقات التي كانت قبل ساعات تعج بالمارة، أصوات المواطنين وبعض سكان الحي امتزجت بصوت سيارات الإسعاف وهي تسابق الزمن لإنقاذ من يمكن إنقاذه من تحت الركام.
وجوه شاحبة في لحظة ألم وأخرى غارقة في الضياع، صرخة أم تبحث عن طفلها وسط الغبار، الحاج عبد الرزاق (67 عام) يجلسعلى رصيف بوجه مصدوم غير قادر على استيعاب كيف تحوّل بيت ذكرياته وسنين عمره إلى ركام في لحظة واحدة.، كل حجر متساقط هناك يروي مأساة أسرة، وكل رائحة دخان تعكس فاجعة حيّ كان ينعم بالهدوء.
اقتربنا منه نحاول طمأنته، ليرد بلهجة شديدة امتاز بها آباؤنا الأولون، وصوت كسر صدمة الحدث قائلاً: “مالك يا ولدي، كل شيء فداء غزة، أرواحنا أبناء كلنا فداء غزة والانتصار لغزة”، مضيفاً: “نحن صامدون، لن نتراجع عن موقفنا ومبدأنا الإيماني الذي وضعه لنا السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-“.
ويؤكد أنه، رغم خسارة بيته الذي توارثه عن أبيه وجده، لا يساوي ذرة في ميزان الحق والإيمان والثبات للدفاع عن هذه الأرض.
ميدان التحرير، الذي كان رمزاً للتجمعات الشعبية والفعاليات الثقافية والوطنية، أصبح اليوم شاهداً على جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة من الجرائم التي تطال المدنيين، لم يبقَ فيه سوى أنين الجرحى، ودموع المفجوعين، وصمت حزين يخيّم على المكان.
في قلب العاصمة، حيث تصدح الحناجر بالثبات والإيمان، وقفت الحاجة اليمنية الصامدة لتوجّه رسائل نارية للعدو الصهيوني، وهي تقول:
“والله العظيم لا نذل أبداً، ولا ننكسر، أرواحنا وبيوتنا وأولادنا فداء لهذا المسيرة القرآنية وفداءً للسيد سلام الله عليه.”
بكلماتها القوية والمؤمنة، جسّدت الحاجة صوت اليمن المجاهد، مؤكدة أن العدوان مهما اشتدّ فلن يُخضع شعباً استمد عزّته من القرآن وكرامته من الشهداء.
متحدية بكلماتها المجرم نتنياهو “هذا بيتي، وهذه بيوتنا جميعاً، تعال أيها القتال اقصفها، دمرها”.
ورغم الركام والدمار، ظلّت الحاجة ترفع رأسها شامخاً، تبعث برسالة واضحة:
أن غزة ليست وحدها، وأن اليمن حاضرٌ في خندق واحد مع فلسطين، وأن هذه الأرض الطيبة لن تُثنيها التضحيات عن مسيرة العزة والكرامة.
ويحاول العدو الصهيوني، أن يطفئ شعلة الحياة في قلب العاصمة بهذا الخراب، غير أنّ مشهد التضامن الذي أعقب القصف، من حمل الجرحى، إلى فتح البيوت لإيواء المتضررين، والنفسية المؤمنة والثابتة كالحاجة اليمنية البسيطة وامثالها كثير، أعاد التأكيد على أن روح اليمن أكبر من أن تنكسر، وأن ميدان التحرير سيبقى رمزاً للصمود مهما حاولت آلة العدوان الصهيوني تغييب ملامحه.