شديد للمسيرة: العملية اليمنية على مطار رامون تحمل رسائل قوية للكيان الصهيوني والمطبعين
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
7 سبتمبر 2025مـ 15 ربيع الأول 1447هـ
أكد الخبير في شؤون كيان العدو الصهيوني، والمحلل السياسي والعسكري عادل شديد، أن العملية اليمنية التي استهدفت مطار رامون الدولي تُعد تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في مسار المواجهة، ونقلة نوعية في قدرات الردع والأداء العملياتي والتقني للقوات المسلحة اليمنية.
وفي حديثه لقناة المسيرة، أوضح شديد أن الطائرة المسيّرة اليمنية استطاعت عبور مسافات طويلة والوصول إلى هدفها بدقة، دون أن تتمكن منظومات الدفاع الجوي التابعة لكيان العدو الصهيوني من رصدها أو اعتراضها، ما يعكس اختراقًا استخباراتيًا وتكتيكيًا كبيرًا، ويُظهر خللًا بنيويًا خطيرًا في أنظمة الكشف والردع لدى العدو.
وأضاف أن هذا الإنجاز يعكس تطوّرًا نوعيًا في التصنيع العسكري اليمني، ويُشكل ضربة استراتيجية على أكثر من مستوى.
وبيّن شديد أن مطار رامون يُعتبر المنشأة الجوية الثانية لدى كيان العدو بعد مطار بن غوريون، وقد أُنشئ ليكون بديلًا استراتيجيًا للطوارئ والحروب، ما يعني أن استهدافه يفقد العدو ما كان يظنه ملاذًا آمنًا للطيران المدني والعسكري.
وأشار إلى استهدافه اليوم شكل صدمة نفسية ومعنوية للمستوطنين وشركات الطيران الدولية، ويطرح تساؤلات حقيقية حول مدى جدوى “التحصينات” الجوية الصهيونية.
ونوّه شديد إلى أن توقيت العملية لم يكن عشوائيًا، بل جاء متزامنًا مع ذروة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ليؤكد أن ساحة اليمن حاضرة بقوة في معادلة الصراع، وأن الرد اليمني ليس مجرد تعبير عن تضامن، بل ردع عملي ومباشر.
وقال: “اليمن لم يعد في موقع الدفاع فقط، بل انتقل إلى موقع التأثير الإقليمي المباشر، في معادلة تشهد تآكل هيبة الردع الصهيوني المزعوم”.
ورأى شديد أن العمليات اليمنية الأخيرة، بحرًا وجوًا، تُعيد رسم معادلة الاشتباك مع كيان العدو، وتُثبت أن اليمن بات فاعلًا استراتيجيًا في محور المقاومة.
وأشار إلى أن العملية الأخيرة جاءت في سياق تصعيد واسع، شمل أيضًا حصار ميناء أم الرشراش (إيلات)، إضافة إلى الرد على جريمة اغتيال رئيس الحكومة اليمنية وعدد من وزرائه في صنعاء، ما يعكس ثبات الموقف اليمني وارتفاع سقف المواجهة.
كشف شديد أن كيان العدو الصهيوني بدأ باتخاذ إجراءات ميدانية أمنية غير مسبوقة، منها إغلاق مناطق حساسة كمحيط سكن رئيس الأركان، وتحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة، إلى جانب عقد اجتماعات حكومية داخل ملاجئ تحت الأرض، ما يدل على تصاعد القلق والخوف من تصاعد الساحة اليمنية.
وأوضح شديد أن العملية اليمنية على مطار رامون تحمل رسائل واضحة، أولها إلى كيان العدو الصهيوني: مفادها “أن اليمن أصبح طرفًا فاعلًا في معادلة الردع الإقليمية، ولن تبقى أي منشأة استراتيجية بمنأى عن الاستهداف.
وثانيها، إلى الأنظمة العربية المطبّعة: تقول أن اليمن، رغم الحصار والعدوان، لا يزال ثابتًا في دعمه للقضية الفلسطينية، في وقت تخلّى فيه الآخرون عن الحد الأدنى من الموقف القومي والديني.
وختم شديد تحليله بالتأكيد على أن هذه العملية ليست حدثًا عابرًا، بل رسالة مدروسة بدقة، تؤكد أن اليمن يمتلك القدرة والإرادة على الوصول إلى عمق كيان العدو واستهداف منشآته الحساسة، مع احتمال أن تكون العمليات القادمة أوسع وأدق، لتطال مطار بن غوريون أو مواقع استراتيجية وعسكرية أخرى.
وقال شديد: “على كيان العدو الصهيوني أن يُفكر مليًّا قبل أي تصعيد جديد ضد اليمن، لأن الرد القادم قد يكون في العمق الاستراتيجي للكيان، وبأدوات أكثر تطورًا وقوة”.