الاحتلال يكرر سيناريو رفح في غزة.. تدمير واسع وقتل جماعي للنازحين
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
2 سبتمبر 2025مـ – 10 ربيع الأول 1447هـ
استفاق قطاع غزة، صباح اليوم، على وقع مجازر جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي كثّف غاراته الجوية وقصفه المدفعي منذ ساعات الليل وفجر هذا اليوم، مستهدفًا المدنيين في مناطق مكتظة بالنازحين، في تصعيد خطير يكشف نوايا الاحتلال لاستكمال سياسة التهجير القسري وتدمير ما تبقى من مدينة غزة.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، ارتقى ما لا يقل عن 35 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، في قصف طال خيام نازحين وشققًا سكنية، شمالًا وشرقًا وغربًا المدينة.
أكبر المجازر وقعت في حي تل الهوى غرب المدينة، حيث استهدفت طائرات الاحتلال شقة سكنية مأهولة، ما أدى إلى استشهاد 16 مدنيًا على الأقل، إضافة إلى سقوط عدد من الشهداء في خيام نازحين مجاورة.
وفي جباليا النزلة شمالًا، قصف الاحتلال تجمعًا للمواطنين قرب مدرسة حليمة السعدية، ما أسفر عن استشهاد 4 مدنيين وإصابة آخرين، كما طالت الغارات خيامًا للنازحين في حي الشيخ رضوان، إلى جانب قصف مستمر على أحياء الزيتون، الشجاعية، التفاح، الصبرة، والمناطق الشرقية للمدينة، حيث سُجلت إصابات وشهداء في صفوف المدنيين.
وتعاني المناطق الغربية من مدينة غزة، التي باتت مكتظة بعشرات الآلاف من النازحين، أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل استمرار القصف، آلاف العائلات نزحت من الأحياء الشرقية والشمالية باتجاه الغرب، وخاصة إلى مخيم الشاطئ، تل الهوى، حي الرمال، وحي النصر، ومع الكثافة السكانية العالية، فإن أي صاروخ يسقط في هذه المناطق يوقع عشرات الشهداء والجرحى، ما يجعل هذه المناطق أشبه بمصائد موت جماعي تحت القصف.
ويحاول الاحتلال فرض معادلة “إما النزوح أو الموت”، كما فعل سابقًا في رفح، مستخدمًا الغارات العنيفة والتهديد المستمر بالاجتياح ، وفرض نزوح قسري جديد نحو وسط وجنوب القطاع، إلا أن الغالبية من سكان غزة ترفض المغادرة، متمسكة بالبقاء رغم الخطر.
في موازاة ذلك، يتدهور الوضع الإنساني على نحو بالغ الخطورة. الاحتلال يتحكم بشكل كامل في إدخال المساعدات والمواد الغذائية عبر المعابر، ويسمح بدخول سلع منتهية الصلاحية، مخزّنة منذ شهور، ما يُعدّ جريمة مزدوجة بحق سكان القطاع المحاصرين.
في المقابل، تعاني المستشفيات من انهيار شبه كامل في قدراتها التشغيلية، مع نقص فادح في الأدوية والمستلزمات الطبية، وغياب الوقود وانقطاع المياه.
وفي المناطق الشرقية من المدينة، لجأ جيش الاحتلال لاستخدام روبوتات مفخخة لتفجير منازل ومنشآت سكنية كبيرة، كما حدث سابقًا في رفح وخان يونس، اليوم تتكرر هذه المشاهد في الزيتون والصبرة وجباليا، ضمن سياسة تدمير شامل للمباني والبنية السكنية.
غزة تُباد على مرأى العالم، حيث يستهدف الاحتلال الإنسان والمكان، ويحوّل المدارس ومراكز الإيواء إلى أهداف مباشرة. وبينما تواصل آلة القتل الصهيونية غاراتها، يقف المجتمع الدولي متفرجًا، أو صامتًا، على مشهد الإبادة.
ورغم كل ذلك، غزة لا تنكسر. تقف شامخة على رماد بيوتها، وتقول للعالم: هنا شعب لا يموت، بل يقاوم حتى النهاية.