اليمن يزفّ رئيسَ الوزراء أحمد غالب الرهوي ورفاقَه شهداءَ على طريق القدس
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
30/ أغسطس 2025مـ – 7 ربيع الأول 1447هـ
في اليمن، كما في فلسطينَ وغزةَ ولبنانَ والعراق وإيرانَ، تمضي قافلةُ الانتصار في طريقها العظيم والصعب، حَيثُ تمتزجُ دماءُ الأبطال والأحرار في اليمن مع دماء أرض الرباط، وهذا ليس جديدًا على اليمن في التضحية التي تقدمها في سبيل الله وسبيل نصر وكرامة الأُمَّــة.
على طريق القدس تنضمُّ اليومَ قافلةٌ من شهداء اليمن الكبار في ركاب الشهادة، وقد سبقتهم ثلة عظيمة قادها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، تلاه الشهيد الرئيس صالح الصماد، ومن رافقهم وتبعهم من كواكب الشهادة العظيمة جهادًا وتضحيةً في سبيل الله.
وعلى طريق القدس الذي تُدفع ضريبتُه الغاليةُ بدءًا من أرض الرباط، تستذكرُ الأُمَّــةُ قوافلَ شهداء القضية المقدَّسة الأكبر والأسمى، فنتذكَّر على عجلٍ من غزة: الشهيد أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ومحمد الضيف.
ومن لبنان قوافل الشهداء العظام، وعلى رأسهم سيد شهداء القدس السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، وعماد مغنية، وعلي كركي، وفؤاد شكر، وإبراهيم عقيل.
ومن العراق يقود هذه الكوكبة أبو مهدي المهندس، وأول شهداء القدس في أرض الرافدين الشهيد فاضل المكصوصي، وكوكبة شهداء كأبي الحسن المالكي، وحسين كاظم الدراجي، وحيدر السعدي، وعلي الموسوي، ووسام الساعدي “أبو باقر”.
ومن إيران يتذكر أحرارُ العالم وأحرارُ الأُمَّــة الشهيد الكبير قاسم سليماني، صاحبُ اليد الأولى في دعمِ قوى محور المقاومة على طريق تحرير القدس والأرض المقدسة. وتستمر قافلة شهداء إيران لتضم إليها نخبة من خيرة قادة هذا البلد الإسلامي، أبرزهم رئيس الجمهورية الإيرانية الشهيد إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين عبد اللهيان، وقادة عسكريون، أبرزهم اللواء حسين سلامي، واللواء محمد باقري، واللواء علي شادماني، واللواء غلام رشيد، والعميد حاجي زاده،… وقافلة عظيمة يطول ذكرها هنا، سائرة على طريق الحرية، طريق القدس والجهاد المقدَّس.
ومع ما ناله هؤلاء الشهداء العظام من كرامة على طريق القدس، يبقى الثأر من العدوّ نصب أعين أحرار الأُمَّــة في كُـلّ محاور المقاومة. ففي اليمن، وبعد استهداف الكوكبة التي تقدمها رئيس وزراء حكومة التغيير والبناء الشهيد أحمد غالب الرهوي ومعه مجموعة من رفاقه من وزراء الحكومة، ينتظر العدوُّ الصهيوني ردًّا من نوع مختلفٍ وقاسٍ؛ فاليمن الذي دشّـن استهدافَ العدوّ بصواريخ ذات رؤوس انشطارية، لم يصعّد عملياتِه بعد. وعليه أن يتذكر وعيد المشير مهدي المشاط أن على سكان المغتصبات في الأراضي الفلسطينية المحتلّة أن يستعدوا للبقاء طويلًا في الملاجئ، كما عليهم إن شاءوا المغادرة. وهي رسالةٌ وُجّهت أَيْـضًا للشركات ورؤوس الأموال الأجنبية العاملة داخل الكيان الإسرائيلي؛ فهناك الكثيرُ مما سيفاجئ العدوّ الإسرائيلي، وحينها سيدرك خطأ قراره الأحمق باستهداف حكومة “مدنية” تدير شؤون البلاد الروتينية ولا علاقة لها بالجانب العسكري والأمني.
وبالنظر إلى طبيعة الاستهداف لحكومة صنعاء المدنية، يمكن القول إنه مؤشر على مدى إزعاج وتأثير صواريخ اليمن الجديدة، على وجه الخصوص، في الداخل الإسرائيلي المغلّف بالتعتيم الأمني مخافة انتشار آثار ما تخلفه هذه الصواريخ من نتائج مضاعفة على المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي الفاشل والعاجز، حَيثُ تتراكم تعرية اليمن لأكذوبة الردع الأمني والمنظومة الأمنية الصهيونية، التي تعد ركيزة من أربع ركائز يقوم عليها وجود المجتمع الصهيوني وفكرة البقاء في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، كما أن له آثارًا اجتماعية على الشارع الإسرائيلي الذي تتراكم معاناته النفسية مع مرور الوقت، حَيثُ يوازيها اتساع مساحة انعدام الثقة بالقيادة الصهيونية الإجرامية، واللجوء إلى خيارات التفكير بالرحيل بل ومغادرة الأراضي المحتلّة؛ إذ إن تلاشي مفهوم الأمان في الداخل الصهيوني مع مرور الوقت بات كابوسًا مؤرِّقًا لقادة الكيان المحتلّ.
ويظهر الاستهدافُ الإسرائيلي الجبان للحكومة كمؤشِّرِ ضعف في قدرة كيان العدوّ الإسرائيلي على الوصول إلى أهداف حقيقية، كالوصول إلى أهداف ترتبط بقدرة وجُهد استخباري عسكري؛ فاستهداف أعضاء حكومة صنعاء إلى جانب كونه هدفًا أحمقَ ودليلَ عجز؛ فإنَّه يشير إلى استمرار العدوّ ورئيس حكومته المجرم في تضليل الداخل الإسرائيلي؛ إذ يظهر العجز الإسرائيلي في اليمن واضحًا، ولا يعني إلا أن هذا العدوّ بحث عن هدف سهل لا علاقة له ببنك أهدافه المزعوم في الساحة اليمنية المقاومة، حَيثُ يُفترض بأهدافه التي يطالها أن يكون لها تأثير على جبهة الإسناد اليمنية، لكن العكس هو ما يحدث.
فـعندما استشهد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ظن العدوّ الأمريكي وقتها أنه تخلّص من المشروع القرآني، لكن ما حدث كان عكس ما توقعه أولئك، حَيثُ انتصر المشروع القرآني وانتصر مشروع تحرير اليمن واستعادة سيادته. كذلك الحال بعد استشهاد الشهيد الرئيس الصماد، وقد ظن تحالف العدوان أن اليمن سينهار بعد هذا الاستهداف الكبير، لكن اليمن ثار وانتصر بل وتقدّم كثيرًا، وهو اليوم قوة مؤثرة ذات حضور عربي وإقليمي وعالمي. والواقع شاهد على ذلك.
هذا ما يعني أن بركات الشهادة دائمًا ما تُزهر انتصارًا وتقدمًا، واليوم، وبعد استشهاد رئيس حكومة التغيير الشهيد أحمد غالب الرهوي، سيزهر اليمن تقدمًا وانتصارًا، حَيثُ سيلاحظ العدوّ أولًا، والعالم ثانيًا، كيف سيتصاعد زخم وتأثير الجبهة اليمنية في الساحة الفلسطينية والمقاومة، ومع الزخم القادم سترون كيف سينزعج العدوّ الصهيوني كثيرًا.