الشيخ رزق: اليمن يعيد إحياء النموذج النبوي الجهادي في زمن التغييب والنسيان
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
26 أغسطس 2025مـ 3 ربيع الأول 1447هـ
قال الشيخ خليل رزق، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله، إن اليمن يلعب دوراً كبيراً في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، معتبراً أن ما يقوم به الشعب اليمني هو بمثابة “قدوة عملية” لإعادة إحياء النموذج النبوي الجهادي في زمن التغييب والنسيان، وفي مواجهة العدو التاريخي الذي حارب النبي منذ فجر الدعوة.
وأعرب الشيخ رزق في لقاء مع قناة المسيرة، عن فخره واعتزازه بالشعب اليمني الذي يحيي ذكرى المولد النبوي في ظل مقاومته وصبره وجهاده، بينما “معظم أقطار العالم الإسلامي لا تهتم، بل تحرم مثل هذه الاحتفالات”، مبيناً أن هذا التناقض “يُدمي القلب”، حيث تُقام حفلات اللهو والترف وتُحرّم الاحتفالات بذكرى مولد النبي الكريم.
وأكد أن الحرب الحقيقية على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كانت من اليهود، وليس فقط من مشركي قريش. وأشار إلى أن اليهود حاربوا النبي لأنهم توقعوا أن يكون النبي الجديد منهم، ولما لم يكن كذلك، حاربوه منذ بعثته، بل وحتى منذ ولادته. وشدد على أن هذه الحرب لم تنتهِ، وأن من يعتقد أن اليهود والصهاينة يمكن أن يقبلوا بالمسلمين أو يداهنوهم فهو “وهم وفساد”.
وربط مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله بين ماضي الأمة وحاضرها، معتبراً أن الحرب التي يشنها العدو الصهيوني اليوم على غزة ليست إبادة جسدية فقط، بل هي محاولة لطمس معالم الدين الإسلامي وشخصية النبي، مشيراً إلى أن هذا العداء متأصل في اليهودية، وهو ما أكده القرآن الكريم في فضح نفسيتهم وكشف واقعهم.
وانتقد الصورة المغلوطة التي يروجها بعض من يسميهم “مفكرين المسلمين” للنبي على أنه مجرد “إنسان ناسك، متعبد، زاهد”، مؤكداً أن هذه الصورة لا تعكس الحقيقة الكاملة للنبي القائد والمجاهد، مستشهداً بما قاله الإمام علي عليه السلام في وصف شجاعة النبي في معركة بدر وأحد، حيث كان “إذا حمي الوطيس… نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه كان هو الشجاع المقدام الذي يقاتل بإصرار”.
ودعا الشيخ رزق إلى إعادة صياغة شخصية النبي، والعودة إلى “خط هذا النبي، ولنهج هذا النبي، وإلى قيم هذا النبي”، التي تتجاوز العبادة الفردية لتشمل النضال من أجل إقامة دولة الحق والعدل ومحاربة الفساد.
وأفاد أن الشعب اليمني اليوم يجسد النموذج النبوي الجهادي في مواجهة العدو، ويُذكّر الأمة بأن الحرب ما زالت هي هي، منذ فجر الإسلام وإلى يومنا الحاضر، لافتاً إلى أن ثورة الشهيد زيد بن علي كانت انطلاقتها من أجل “رسول الله محمد صلى الله عليه وآله”، وهذا ما يؤكد أن الشعب اليمني ما زال على نفس المبدأ والمنهج.
ونوهة مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله، أن ما يقوم به اليمن هو أكثر من مجرد احتفال ديني، بل هو رسالة حية للعالم الإسلامي بضرورة العودة إلى النموذج النبوي الكامل، في بعده الروحي والجهادي، ورفض كل محاولات التغييب والتحريف التي يمارسها الأعداء والأتباع، مبيناً أن الشعب اليمني يقوم بإعادة “توهج” لنهج النبي وقيمه، وتأكيد على أن الأمة لن تنتصر إلا إذا عادت إلى نبراسها الحقيقي، وهو النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.