“نيوزويك” الأمريكية: إعلان المجاعة في غزة يفضحُ الانهيار المتعمد
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
23 أغسطس 2025مـ – 29 صفر 1447هـ
أبرزت مجلة “نيوزويك” الأمريكية إعلان هيئة أمن الغذاء (IPC) المدعومة من الأمم المتحدة رسميًّا أنّ غزةَ دخلت مرحلة المجاعة، في أول إعلان رسمي من هذا النوع منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية قبل أكثر من 22 شهرًا.
وأشَارَت المجلة إلى تأكيد الهيئة الدولية أن المجاعة “من صُنْعِ الإنسان بالكامل”؛ نتيجةٌ مباشرة للحصار العسكري الإسرائيلي والهجمات المُستمرّة على القطاع، مشدّدًا على أنّها أزمة يمكن “إيقافُها وعكسُها” إذَا اتُخذت خطواتٌ إنسانية عاجلة وفورية.
ووفقًا لتصنيف الهيئة، فقد رُفعت مدينة غزة إلى المرحلة الخامسة في مدرّج الأمن الغذائي، وهي المرحلةُ الأخطر، التي تُعرَف بانتشار الجوع الحاد والموت الجماعي؛ بسَببِ الحرمان من الغذاء.
وبيّنت الأرقام أنّ نحو 500 ألف شخص –أي ربع سكان القطاع– يعيشون بالفعل المجاعة، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 640 ألفًا بحلول نهاية الشهر المقبل.
في السياق، رفض مكتب المجرم نتنياهو الإعلانَ الأمميَّ، واصفًا إياه بأنه “كذبة صريحة”، معتبرًا أنّ التقرير “منحاز وغير دقيق”.
هذا الرفض -بحسب نيوزويك- يعكس التوتر المتصاعد بين كَيان الاحتلال والوكالات الإنسانية الدولية، في وقت تواصلُ فيه قواتُ الاحتلال عملياتها العسكرية المكثّـفة في مدينة غزة، استعدادًا لهجومٍ أوسعَ قد يفاقم الكارثة الإنسانية.
وحذّر تقرير هيئة أمن الغذاء بوضوح من أنّ زمن النقاش والتردّد قد انتهى، مؤكّـدًا أنّ “الجوع حاضر وينتشر بسرعة”، ولا ينبغي أن يساور أية جهة شك في ضرورة استجابة إنسانية فورية وعلى نطاق واسع.
وأوضحت الهيئة أن انعدام الأمن الغذائي وصل إلى مستويات غير مسبوقة؛ إذ يواجه أكثر من نصف مليون إنسان ظروفًا “كارثية”؛ بينما يعيش 54 % من سكان القطاع في المرحلة الرابعة من انعدام الأمن الغذائي، أي مرحلة الطوارئ، التي تسبق المجاعة مباشرة.
في السياق، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” في تصريحاته على أنّ ما يجري في غزة ليس أزمة طبيعية ولا نتيجة لعجز الإمدَادات العالمية؛ بل هو “كارثة من صنع الإنسان”.
وقال غوتيريش: إن “المجاعةَ ليست مسألة طعام فقط؛ إنها انهيارٌ متعمد للأنظمة الضرورية لبقاء الإنسان. إنها إدانة أخلاقية وفشل للإنسانية كلها”.
تصريح أعلى مسؤول في الأمم المتحدة أضفى بُعدًا سياسيًّا وأخلاقيًّا على القضية، مُشيرًا إلى أنّ منع الغذاء والدواء بشكلٍ متعمد هو جريمة دولية، تستدعي تحَرُّكًا عاجلًا من المجتمع الدولي.
وترى مجلةُ “نيوزويك” أنّ الإعلانَ الأممي يفتحُ البابَ أمام تصاعد الضغوط الدولية على دولة الاحتلال، ليس فقط لإدخَال المساعدات الإنسانية بشكلٍ عاجل؛ بل أَيْـضًا لدفع باتّجاه حلول سياسية تنهي الحرب؛ فالإعلان يُتوقَّع أن يرفع مستوى الدعوات في الأمم المتحدة وخارجها لتشكيل آليات دولية تضمن حماية المدنيين وفتح المعابر.
ويأتي ذلك في وقتٍ حساس؛ إذ يكثّـف كيانُ الاحتلال استعداداته لاحتلال مدينة غزة بالكامل، وكان المجرم نتنياهو، أعلن استعداده لاستئناف المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، لكنه شدّد على أنّ أية صفقة ستكون “وفقًا لشروط تراها (إسرائيل) مقبولة”.
وختمت نيوزويك بأن إعلان هيئة أمن الغذاء (IPC) عن دخول غزة رسميًّا في مرحلة المجاعة يُعد “لحظة مفصلية في مسار الحرب، ويضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية”.