مسيرات إيران تقلب المعادلة.. وسلاح الجو الأمريكي يسعى لتقليدها
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
22 أغسطس 2025مـ – 28 صفر 1447هـ
في اعتراف ضمني بالتفوق الإيراني في مجال الطائرات المسيّرة، كشف موقع “ستارز أند سترايبس” الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية، أمس، أن القوات الجوية الأمريكية تخطط للحصول على 16 نسخة من طائرة مسيّرة إيرانية التصميم، مع خيار لشراء 20 نسخة إضافية، بهدف دراستها ومحاكاتها.
وذكر الموقع أن سلاح الجو الأمريكي وجّه مؤخرًا طلبًا رسميًا إلى الصناعة العسكرية للحصول على هذه النسخ بغرض “التقليد والاختبار”، في خطوة تعكس حجم القلق الأمريكي من التفوق التقني المتزايد للمسيرات الإيرانية واستخدامها الفعّال في ميادين المواجهة المباشرة، من فلسطين إلى اليمن والعراق.
هذا التحوّل اللافت في السياسة الدفاعية الأمريكية يعبّر، بحسب مراقبين، عن حالة انكشاف عسكري غير مسبوقة، حيث لم تعد واشنطن فقط عاجزة عن ردع خصومها، بل باتت تلهث وراء تقنياتهم لاستخدامها أو دراستها لمحاولة سد فجواتها العملياتية.
لطالما استخدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الطائرات المسيّرة كأداة استراتيجية لقلب موازين الصراع، واستثمرت فيها بما يفوق قدرات دول متقدمة تقنيًا، حتى باتت تشكّل نموذجًا يُحتذى حتى من قبل أعتى الجيوش العالمية.
وتأتي هذه الخطوة الأمريكية بعد فشل واضح في اعتراض أو التصدي لكثير من المسيرات المستخدمة في الهجمات على أهداف أمريكية أو “إسرائيلية” في المنطقة، ما اضطر البنتاغون إلى التراجع والاعتراف بفشل التفوق التقليدي، والسعي نحو محاكاة “عدو الأمس” لتطوير نفسه.
لم يعد السباق التكنولوجي يُقاس بحجم الميزانيات أو عدد حاملات الطائرات، بل بقدرة الدول والمقاومات على إنتاج أدوات فعالة قليلة الكلفة شديدة التأثير.
وإذ تسعى واشنطن اليوم لتقليد مسيّرات العدو الذي طالما حاصرته وهددته، فإن الرسالة باتت واضحة: ” زمن الهيمنة الأمريكية ينقضي، ومراكز القوة تنتقل بثبات إلى محور المقاومة”.