فنزويلا ترفض التهديدات الأمريكية وتثمّن الموقف الصيني المساند
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
22 أغسطس 2025مـ – 28 صفر 1447هـ
رفض وزير خارجية فنزويلا إيفان جيل، تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام القوة، مؤكدًا أن مثل تلك المحاولات تخدم أجندة تحويل أمريكا اللاتينية إلى ساحة صراع استعمارية جديدة.
وقال في بيان له اليوم الجمعة، “نرفض أي ضغوط أو تدخل عسكري يُراد به تهديد سيادتنا أو فرض التبعية على شعوبنا.”
وفي خطوة دبلوماسية موثّبة، عبّر الوزير جيل، عن امتنان بلاده العميق لجمهورية الصين الشعبية، لوقوفها الحازم إلى جانب بلده ، وتصديها بكل وضوح لأي تدخل أمريكي في الشؤون الإقليمية، معتبراً ذلك موقفاً يعكس التضامن الدولي مع سيادة الشعوب وحجم التحدي الوطني الذي تواجهه فنزويلا.
العلاقة بين واشنطن وكاراكاس شهدت تحوّلاً حادًا على مدى سنوات، خصوصًا بعد الثورة البوليفارية بقيادة هوغو تشافيز، ومواقفه التأريخية المساندة لقضية الفلسطينية، ومجابهة الهيمنة الامريكية في العالم، وتصاعدت الأزمة باعتماد الولايات المتحدة على العقوبات الاقتصادية، وتمويل جماعات المعارضة، والاعتراف برئيس موازٍ لنيكولاس مادورو.
ومثّل ذلك محاولة غير مسبوقة لفرض التبعية السياسية على فنزويلا وثرواتها النفطية، ومن هنا، اتخذت الصين وروسيا موقعًا داعمًا لسيادة البلد تجاه هذا العداء الجديد.
وترجع جذور التوتر بين كاراكاس وواشنطن إلى عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز، الذي أسّس نهجًا مناهضًا للهيمنة الأمريكية، لا سيما من خلال دعمه للقضايا التحررية مثل القضية الفلسطينية.
وفي عهد خلفه نيكولاس مادورو، ازدادت حدة المواجهات السياسية والاقتصادية، عبر عقوبات أمريكية مشددة، وتمويل جماعات المعارضة، والاعتراف برئيس موازٍ عميل للبيت الأبيض ، في محاولة لاختزال القرار الوطني الفنزويلي، وذريعة لاستهداف وحدة الشعب الفنزويلي.
ولهذه التحركات تداعيات وابعاد متصاعدة على المسارات العسكرية والدبلوماسية والاجتماعية، حيث تزيد التهديدات الأمريكية قبالة المياه الفنزويلية، من الشكوك في إمكانية نشوب مواجهة عسكرية دولية في البحر الكاريبي، لتأتي الصين كنافذة دبلوماسية موازية تعزز الاستقرار الدبلوماسي والتعاون العسكري–الاقتصادي، وتعكس تحوّلًا في وفرت أدوات الردع الخارجي.
فيما يثير التهديد الأمريكي تحرّك أيديولوجي داخلي يزداد تعاضدًا، خصوصاً في ظل الدعم الشعبي لسيادة الدولة البوليفارية.
وتشير الاحداث المتسارعة إلى عدة تساؤلات تفرض نفسها في الساعات والأيام القادمة، فهل يؤدي هذا التصعيد العسكري إلى اشتعال مواجهة فعلية، أو مواجهات بحرية محدودة؟ وكيف سترد فنزولاء على التصعيد الأمريكي المهدد لسيادتها الوطنية واستقلالها، من جهة، ومن جهة أخرى بماذا سترد الولايات المتحدة على تحركات الصين الدبلوماسية في دعم فنزويلا؟
وما مدى نجاح محور مقاومة الهيمنة الأمريكية في تأمين طريق جديد تعززه دول مثل فنزويلا وإيران وروسيا؟ واستعداد المجتمع العالمي للتدخل أو دعم فنزويلا في مواجهة الضغط العسكري والحصار الاقتصادي المفروض؟
تأتي ردود الفعل الفنزويلية متوازنة بين رفض التهديد وتوجيه شكر دبلوماسي، في لحظة تشير إلى تحول في توازن القوى على الساحة الدولية.
فبينما تصعّد واشنطن نفوذها العسكري، تتوحد فنزويلا مع حلفاء دبلوماسيين لتعزيز سيادتها، وفي النهاية، ترفض فنزويلا أن تكون ساحة اختبار جديدة لقوة إمبراطورية تتهاوى، وتؤكد أن الدفاع عن السيادة ليس خيارًا سياسيًا، بل واجب وطني، وأن التضامن مع الشعوب الحرة هو الرد الأمثل على غطرسة السلاح وسياسات الإخضاع.