الخبر وما وراء الخبر

حشد مليوني كبير في صنعاء يدعو أبناء الأمة للتحرك في مواجهة الخطر الصهيوني

9

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
22 أغسطس 2025مـ – 28 صفر 1447هـ

جدّد الشعب اليمني خروجَه المليوني الحاشد والكبير؛ نصرةً لغزة وتأكيدًا على الجاهزية للتصدي للمؤامرات، في مشهدٍ مهيب عكس اندفاعًا يمانيًّا متصاعدًا لإسقاط مخطّطات الأعداء.

ميدان السبعين احتضن حشودًا مليونية خرجت تحت شعار “ثابتون مع غزة.. لا نخشى التهديدات ولا ترهِبُنا المؤامرات”، حاملةً على الهامات أعلامَ اليمن وفلسطينَ وصورًا للمصحف الشريف وصور الشهداء القادة، فيما كانت شعاراتُ الصرخة في وجه المستكبرين حاضرةً بقوة، لتؤكِّدَ للعدوَّين الأمريكي والصهيوني أن اليمن يزدادُ إصرارًا كلما تجلّت المؤامرات.

العَلَمُ الفلسطيني العملاقُ كان رأس الحربة داخل الحشد، وكان قِبلة المحتشدين، وفلسطين وغزة كانت حاضرةً في الرسائل الشعبية والهتافات الجماهيرية.

المشاركون استهجنوا المواقف التركية والمصرية والسعودية المخزية والمفضوحة في دعم وإسناد الكيان الصهيوني، مقابل تشديد الخناق والجوع على غزة ومليوني فلسطيني بداخلها يتضورون جوعًا.

وأدانوا الخنوعَ الذي تبديه أنظمةُ التطبيع والعمالة تجاه المؤامرات الصهيونية المعلنة، مستنكرين إعلان سلطات الجولاني اللقاءَ بوفد صهيوني في العاصمة الفرنسية باريس.

ومع تقاطر الحشود – الذي استمر حتى آخر لحظات المسيرة – هتف الحشدُ المليوني إلى أبناء الأمتين العربية والإسلامية بأصوات عالية: “من يخشى من أن يجاهد.. سيداس غدًا وهو يشاهد”، “قوموا للقرآن نطبق.. نتصدّى للخطر المحدِق.. والله سينصر ويوفِّق”، “لو عُدنا لكتاب الله.. لهزمنا أعداء الله”، “الله أراد لنا العزة.. والعزة في نصرة غزة”، “الصراع مع اليهود.. أمر حتمي مشهود”.

وجدّد اليمانيون في زئيرهم، دعوتَهم لشعوب أمتنا، وهتفوا: “غزة يا أمة تعنيكم.. صمت الزعماء لن يعفيكم”، “يا أمة يكفيك جمود.. دنَّس أقصانا اليهود”، “يا أمتنا وضعك مقلق.. الخطر الصهيوني محدِق”، فيما استنكرت الهتافاتُ المواقف المخزية للنظامين المصري والسعودي: “موقف مصر وآل سعود.. يدعم مشروع اليهود”.

وفيما أهابت الهتافاتُ بأحرار العالم: “ثوروا يا أحرارَ العالم.. غزة مأساة تتفاقم”، “أمريكا وبني اليهود.. مجرمون بلا حدود”، جدّد اليمانيون العهدَ والوعد لفلسطين وغزة بمواصلة الإسناد حتى النصر، مردِّدين بأصواتٍ عالية، نابعة من القلب قبل الحناجر: “يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين”، “الجهاد الجهاد.. حَيَّ حيَّ على الجهاد”، “يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم”.

الحشود عبّرت عن الجاهزية العالية لخوض كُلِّ التحديات والانطلاق في كل الخيارات التي يطلقها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، داعين كلَّ أحرار الشعب إلى حشد الطاقات والجهود وتعزيز مستوى اليقظة لإفشال كل مخططات الأعداء وأدواتهم ومرتزقتهم.

وصدر عن المسيرة، بيان أكّد فيه الشعبُ اليمني “تمسُّكَنا بموقفنا المساند لغزةَ والشعب الفلسطينيّ المظلوم، والمدافِعِ عن غزةَ وفلسطينَ، وعن المسجد الأقصى الشريف وسائر المقدسات، ونحنُ على يقينٍ كاملٍ، وثقةٍ مطلقةٍ بتحقُّقِ وعد الله لنا بالنصر، ووعيده لأعدائنا بالخسارة والذلّ، إلى يوم القيامة”.

وقال البيان: “استشعارًا لمسؤوليتنا الدينية والإنسانية والأخلاقية، نستمرُّ في خروجنا الأسبوعيّ في مسيراتٍ مليونيةٍ؛ جهادًا في سبيل الله؛ وابتغاءً لمرضاته؛ ونُصرةً ومساندةً لإخواننا في غزةَ، الذينَ يتعرَّضونَ لأبشع جرائم الإبادة في هذا العصر على يدِ المجرمينَ الصهاينة، ونصرةً للمسجد الأقصى المبارك”.

وأضاف: “نرفعُ أصواتَنا بالدعوة مجدَّدًا لأبناء أمتنا للعودة الصادقة إلى كتاب الله القرآن الكريم، والاهتداء بنوره القادر على إزاحة ظُلمات الخرافات الصهيونية الشيطانية وتمكينهم من دحض أباطيل وتضليلات المنظومة الصهيونية الخبيثة التي اقترفت أبشعَ جريمةٍ في هذا الزمن، ولا زالت مستمرَّةً ومتصاعدةً، ولا زالت كذلكَ تخطِّطُ لارتكاب ما هو أفظعُ بحقِّ البشرية كُلِّها، وفي مقدمتِها شعوبُ أمتنا”.

وأدان الشعبُ اليمني “الدعمَ الواضحَ من بعض الأنظمة العربية للعدوّ الصهيونيّ، والذي يعدُّ سببًا رئيسيًّا في استمرار جرائم الإبادة الجماعية بحقّ أبناء غزةَ، والذي شجَّعَ العدوَّ وأغراهُ لإعلان مخطَّطاته الأكثرِ خطورةً، باسم (إسرائيلَ الكُبرى)”.

وأوضح أن مخطَّطاتِ الأعداء “تستهدفُ في المقدّمة بلدَنا وشعوبًا تخضَعُ لحُكم تلكَ الأنظمة الداعمة للصهاينة كالنظام السعوديّ الذي يرسلُ السلاحَ للعدوّ، ويزوِّدُه بغيرها من الاحتياجات، ويعملُ على خدمته من خلال التآمُر لنزعِ سلاحِ المقاومة في فلسطينَ ولبنانَ، وكذا النظام المصريّ الذي يعقِدُ مع العدوِّ الصفقاتِ الضخمةَ التي تدرُّ له الأموالَ الهائلةَ وغيرهما من الأنظمة، التي تتوزَّعُ ما بينَ داعمٍ، أو خاضِعٍ لقرارِ التخاذل”، داعيًا كُلَّ تلكَ الدول والأنظمة إلى مراجعةِ مواقفها، وإيقافِ كُلِّ تلكَ الخيانات؛ لأَنَّها ستعودُ عليها بالوبال في الدنيا والآخرة، وليعلموا بأنَّ اللهَ لهم بالمرصاد، وبأنَّ الشعوبَ لن تغفرَ لهم ذلكَ”.

كما أدان البيانُ “إعلانَ العدوِّ الصهيونيّ بدعمٍ أمريكيٍّ تنفيذَ مرحلةٍ جديدةٍ من العدوان الهمجيّ المتوحِّش تجاهَ مدينة غزةَ”.

وجدّد الشعبُ اليمني التأكيدَ على أنه يشد “على أيدي المجاهدينَ الأبطال في المقاومة الفلسطينية، الذينَ ينكِّلونَ بالعدوِّ أشدَّ تنكيلٍ في عملياتٍ مذهلةٍ، وغير مسبوقةٍ، بالثبات والصبر والاستبسال، ونقولُ لهم نحنُ معكم وإلى جانبكم، وندعو اللهَ لكم بالثباتِ والنصر”.

وبارك “عملياتِ قواتِنا المسلحة في البحر وفي عُمق العدوّ، وندعوهم إلى المزيدِ من التصعيد والتطوير والابتكار”.

وفي ختام البيان دعا أبناءُ الشعب اليمني “شعوبَ الأُمَّةِ وأحرارَ العالم، إلى تقديمِ الدعم بمختلف أنواعه، للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ومواجهة كلِّ المخطَّطات التي تستهدفُهم، وتحاولُ ضربَ كُلِّ نقاط القوة داخلَ هذه الأمة؛ تمهيدًا للمخطَّط الأبشع والأكثر دمويةً وإجرامًا في العالم”.