الخبر وما وراء الخبر

الذكاء الاصطناعي: سلاح “جيوسياسي” تستخدمه الدول الكبرى

2

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

19 أغسطس 2025مـ 25 صفر 1447هـ

تقرير || هاني أحمد علي

في أقل من عقد، تحول الذكاء الاصطناعي من أبحاث أكاديمية محدودة إلى تقنية ثورية. ففي عام 2015، كانت النماذج الذكية لا تتجاوز مئات الملايين من المعلمات، في حين أن “جي بي تي 4” اليوم، الذي أطلقته شركة أوبن إيه آي في عام 2023، تم تدريبه على تريليونات الكلمات، مما يمنحه قدرات غير مسبوقة في المحادثة والتحليل.

ويقود هذا السباق عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وغوغل، التي أطلقت نموذجها “جيميني”، بالإضافة إلى الصين التي دخلت المنافسة بقوة بنموذج “إرني 4.0”. وفي ظل هذا التطور، سارعت المؤسسات التشريعية إلى المواكبة، حيث أقر الاتحاد الأوروبي في ديسمبر 2023 أول تشريع شامل عالميًا للذكاء الاصطناعي لضمان استخدامه بشكل آمن ومسؤول.

الذكاء الاصطناعي: بين طفرة التقنية والمخاوف من المستقبل

من جانبه تطرّق الخبير في مجال التقنية، المهندس وائل كركي، في حديثه لقناة المسيرة، صباح اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج “نوافذ” إلى الطفرة الكبيرة التي يشهدها مجال الذكاء الاصطناعي، وتحوله من مجرد أبحاث أكاديمية إلى قوة دافعة في صلب المنافسة بين كبرى الشركات والدول.

وأوضح كركي أن الذكاء الاصطناعي لم يعد وليد اللحظة، ففكرته تعود إلى عام 1959، إلا أن اللحظة الفارقة كانت في السنوات الأخيرة، خاصة بعد إطلاق نماذج لغوية متطورة مثل “جي بي تي 4” من قبل شركة “أوبن إيه آي” و “جيميني” من قبل “غوغل”. وتعتبر المنافسة الآن بين الولايات المتحدة والصين هي الأبرز، حيث دخلت الصين بقوة بنموذج “إرني 4.0”.

تطبيقات ثورية ومخاطر متزايدة

وأشار الخبير التقني اللبناني إلى أن التطبيقات الثورية للذكاء الاصطناعي تتسارع في مختلف المجالات ومن أبرزها:

الصحة: اكتشاف دواء جديد للسرطان خلال 30 يوماً.

التعليم: توفير معلمين افتراضيين لأكثر من خمسة ملايين طالب.

الدفاع: استخدام البنتاغون للذكاء الاصطناعي في تحليل صور الأقمار الصناعية.

الصناعة: إنشاء مصانع مؤتمتة بالكامل.

وأضاف: أن هذا التطور تثير مخاوف كبيرة، حيث وأنه من الممكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي “أكبر تهديد للحضارة”، لافتاً إلى مخاطر الخصوصية، مبيناً أن المحادثات مع النماذج الذكية ليست سرية، وقد تُستخدم لأغراض مختلفة، وحذّر من التعامل معها كأنها “طبيب أو محامٍ”.

آفاق المستقبل وتحديات التشريع

وتوقع كركي أن يضيف الذكاء الاصطناعي تريليونات الدولارات للاقتصاد العالمي، لكنه أشار إلى أن هذه الثروة قد تتركز في أيدي قلة قليلة، مؤكداً على أهمية مواكبة التشريعات لهذا التطور، مثل قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي، لضمان استخدامه بشكل آمن ومسؤول، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح “سلاحاً جيوسياسياً” تستخدمه الدول الكبرى، ودعا إلى ضرورة تدريب الشباب على المجالات المتخصصة المرتبطة به، مؤكداً أنه لا خوف على الوظائف بشكل استراتيجي، بل هو تحدٍ تكتيكي يدفع الناس لتطوير أنفسهم.