صدى المولد في أنين غزة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
19 أغسطس 2025مـ 25 صفر 1447هـ
بقلم// احترام عفيف المُشرّف
مع أنين قطاع غزة المتواصل الذي يعاني أبناؤه كل أنواع الظلم من قتل وتشريد ومجاعة، ففي غزة يقع كل مالا يتحمله بشر، ومع كل هذه المآسي تبدأ تباشير أصداء المولد النبوي الشريف والذي يستقبله المسلمين هذا العام وقلوبهم مثخنة بالجراح وأرواحهم ملتاعة لما يحل بالعالم الإسلامي من فقد للقادة العظماء ومن وهن في حكام أذلاء ومن علماء تناسوا أنهم ورثة الأنبياء، فمنهم من رضى لنفسه أن يشرعن ما شرعه الحكام ويتخلا عن شريعة الله ومنهم من سكت عن الحق سكوت الشياطين الخرس، ولا يستثنى منهم إلا أقل القليل ممن رحمهم الله. وشعوب رضيت على نفسها التدجين ولم تقوم بما هو واجب عليها من الخروج والضغط على حكوماتها بالنصرة والنفير العام لغزة التى وصلت الروح فيها إلى النزعات الأخيرة.
وها نحن ورغم كل هذه الجراحات والمآسي نسنبشر بقدوم ذكرى مولد حبيب القلوب وطبيب الأرواح وبلسم الجراحات الملتهبة سيد الكونين والثقلين محمد المحمود عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
نستقبل مولدك ياسيدي يارسول الله ونحن في شوقٍ إليك وفي خجلٍ منك، نستقبل مولدك ياسيدي يارسول الله وغزة هاشم تتضور من الجوع والعطش وإلى جوارها من هم ذوي قربي متخمون من الترف.
نستقبل مولدك ياسيدي يارسول الله يانبي الرحمة وقد نزعت الرحمة من قلوب أمتك التي تحاصر غزة وتدع أطفالها ونساءها يموتون أما من القتل أو من الجوع. نستقبل مولدك يارسول الإنسانيّة وقد ذبحت الإنسانية في غزة، نستقبل مولدك يا إمام العدل وقد انتهى العدل من الأرض وامتلأت بالظلم والجور.
سيدي يارسول الله نستقبل مولدك هذا العام ولدينا شكوى لاتبث إلا إليك وقد قل الناصر والمعين لغزة، نشكو إليك ياسيدي يارسول الله ممن تخلوا عن غزة وتركوها تحت القصف ، وكل جهاتها ملتهبة، وكل منافذها محاصرة ومستشفياتها ممتلئة بالجرحى خالية من الدواء ومنازلها مطمورة فوق ساكنيها ، وبطون أهلها خاوية من الطعام وأكبادهم حرى من العطش
وحتى المقابر في غزة ومن فيها من الشهداء الأحياء تشكو إليك من غصص الأوجاع التي تحل بغزة وأهلها.
نحـتفـل بـمولدك ولم ولن يثنينا عنك وعن مولدك سيدي والاحتفال به أي شي فأنت حبنا الأبدي ومعشوقنا الأزلي الذي لايزول حبه ولاينتهي عشقه فإن لنا قلوبٌ أنت نبضها ولنا أجسادٌ أنت روحها ولنا مقلٌ أنت ضياؤها وبنا ندوبٌ أنت دواؤها وجراحٌ أنت بلسمها وشفاؤها ومعضلاتٌ أنت حلها فعليك منا أزكى الصلاة والسلام مادامت الليالي والأيام.