الخبر وما وراء الخبر

أدوات الغدر والخيانة تحت المجهر.. تحركات مصيرها الفشل!

23

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
18 أغسطس 2025مـ – 24 صفر 1447هـ

يتحرك الخونة والعملاء علناً، خدمة للأمريكيين والصهاينة، في زمن يعتلي فيه اليمن قمة الإسناد لغزة ويصدر أروع المواقف المناصرة للقضية الفلسطينية، ويحقق الانتصارات العظيمة في مواجهة الأمريكيين والصهاينة.

ولأن الهزيمة كانت قاسية على الأمريكي والصهيوني أمام اليمن، فإن البحث عن خطة بديلة هو الأنسب لإيقاف العمليات اليمنية المساندة لغزة. وهنا يبرز العملاء والخونة كأهم الأدوات لتنفيذ الخطة، وهم وجوه متعددة وأسماء كثيرة، قلوبهم غير متآلفة، لكنهم لا يستطيعون رفض أوامر أمريكا وكيان العدو الإسرائيلي.

وخلال الأيام الماضية، برزت هذه التحركات بشكل علني، فوزير الدفاع العميل محسن الداعري يعمل على حشد قواته في الحدود السعودية المحاذية لصعدة، معلناً جهوزيته لقتال أحرار اليمن في معركة يسميها “المفصلية”، معتقداً أن الطريق سيكون مفروشاً بالورود، وأن السيطرة على صعدة والتقدم نحو صنعاء سيكون سالكاً.

هذا التحرك ليس عفوياً، فالدعم السعودي والأمريكي واضح، وهي رسالة ضغط على القوات المسلحة اليمنية توحي بأن الأمريكي على وشك إشعال الجبهات داخل اليمن والعودة إلى المربع الأول إذا لم يتوقف اليمن عن إسناد غزة. وبدلاً من أن يكون الجيش الأمريكي والصهيوني هو الوقود للحرب البرية مع اليمن، يدفع بالمرتزقة والخونة للقيام بهذه المهمة.

وعلى غرار هذا التحرك، ينشط أبناء الخائن علي عبد الله صالح في محاولة لإثارة الفوضى في المحافظات “الحرة”، حيث تعمل وسائل الإعلام السعودية على تلميعهم وإعادتهم إلى المشهد، على أمل أن يحقق هؤلاء إنجازات أخفق فيها العملاء السابقون، ومن أبرزهم مليشيا الإصلاح والانتقالي وغيرهم.

مخططات مكشوفة

وبتتبع هذه التحركات لأدوات الغدر والخيانة، يتضح أن تمويلها ونشاطها كبيران، وهدفها أيضاً إحداث فوضى داخلية لإرباك الجبهة اليمنية المساندة لغزة. غير أن رسائل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تبعث بالاطمئنان للجميع، حيث يؤكد قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء جميل زرعة أن “مخططات الأعداء مكشوفة”، وأن القوات المسلحة والأمن يرصدان تحركاتهم في بعض الجبهات، كما يرصدان حملات التحريض الواسعة على النطاق الشعبي والمجتمعي، وأنها ستبوء بالفشل.

ويأتي اجتماع العسكرية السادسة ليبعث برسالة للمرتزق الداعري وداعميه بأن اليمن عصي على الانكسار، وأن واقع اليمن اليوم مغاير لواقع الأمس. فإذا كان الأعداء قد أخفقوا في تحقيق انتصارات عسكرية في الميدان منذ عام 2015م، واليمن حينها كان ضعيفاً وغير مهيأ، فكيف سيكون حالهم اليوم مع امتلاك القوات المسلحة اليمنية القدرات العسكرية الكبيرة، بما فيها الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة العابرة للحدود، والجيش المنظم والمتدرب، والدورات التي لا تتوقف للشعب ضمن “طوفان الأقصى”، والحس العالي لليمن والأجهزة الأمنية؟

بكل تأكيد، لن يحصد الخونة سوى المزيد من الهزائم والخسران، وإذا كان رهانهم على الأمريكي، فقد هُزم شر هزيمة في البحرين الأحمر والعربي، وإذا كانوا يراهنون على السعودية والإمارات، فإن اليمن اليوم بات قوة أكبر من السعودية والإمارات، ولديه من أوراق القوة ما يمكنه من إجبار الرياض وأبوظبي على الركوع والاستسلام في الساعات الأولى من انطلاق الحرب.

لا تسامح أو تهاون

الرسالة الأخرى جاءت من وزارة الداخلية بصنعاء على لسان اللواء عبد الكريم الحوثي، الذي أكد أن المرحلة الراهنة تتطلب إدراك حجم الصراع وخطورته، مبينًا أن اليمنيين يقفون في مواجهة مجرمي العالم، وأن العدو اعتاد على المكر والخداع، ومحاولات استهداف الشعب من الداخل عبر إثارة الفتن والقلاقل.

وعلى الرغم من خطورة مخططات الأعداء، فإن اللواء الحوثي يطمئن الشعب بجاهزية الأجهزة الأمنية لإحباط وإفشال مخططات العدو، لافتًا إلى أن الارتباط الدائم بالله والثقة به يمثلان الضمانة للنصر والعزة، وأن رجال الأمن، وهم يقومون بواجبهم، يجب أن يستشعروا أنهم في موقع خدمة الناس، ويحرصوا على سلامتهم.

وإذا كانت أعين الأمن والقوات المسلحة مفتوحة، فحريٌّ بالأحرار في اليمن أن يكونوا على درجة عالية من الوعي؛ فالاصطفاف مع الخونة والعملاء في هذا الظرف الحساس هو أعلى درجات الغباء، والتعامل مع الخونة سيكون حازمًا وحاسمًا كما أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

نحن إذًا أمام مرحلة جديدة ومعركة جديدة، وإذا كان النصر حليف اليمنيين في المراحل السابقة، فإنه سيكون حليفهم في هذه المرحلة أيضًا، وعلى الباغي تدور الدوائر.