الخبر وما وراء الخبر

إبادة وتهجير في الزيتون تمهيدًا لاحتلال غزة.. والمقاومة تتصدى

1

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

18 أغسطس 2025مـ 24 صفر 1447هـ

تقرير || محمد الكامل

وصفت مراسلة قناة “المسيرة”، دعاء روقة، المشهد في مدينة غزة، وخصوصًا في حي الزيتون، بأنه “إبادة شاملة لكل شيء”، في ظل تصعيد غير مسبوق من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، الذي رفع وتيرة عدوانه على الأحياء الشرقية للمدينة، ضمن خطة تهدف إلى احتلال ما تبقى من مدينة غزة وفرض وقائع ديموغرافية جديدة بالقوة.

وأكدت روقة في مداخلة على قناة “المسيرة” أن ألسنة الدخان تتصاعد من حي الزيتون بشكل متواصل، نتيجة عمليات القصف الجوي والمدفعي المكثف، الذي لم يتوقف منذ أكثر من أسبوع، مستهدفًا مربعات سكنية كاملة وعمارات مأهولة، في إطار سياسة تدمير شامل لا تستثني بشرًا أو حجرًا.

وأوضحت أن الاحتلال الصهيوني ينفذ عملية نسف ممنهجة للأحياء السكنية في الحي الذي يُعد ثاني أكبر أحياء مدينة غزة من حيث عدد السكان، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال أجبرت الآلاف من السكان على النزوح تحت القصف، بينما لا تزال جثث الشهداء تحت الأنقاض.

وأكدت أن حي الزيتون، إلى جانب أحياء الشجاعية والتفاح، ومناطق شمالية أخرى كبيت لاهيا وجباليا وبيت حانون، أصبح شبه خالٍ من السكان، بعد أن فرض الاحتلال عليهم النزوح القسري نحو المناطق الغربية من مدينة غزة، التي باتت اليوم مكتظة بشكل يفوق قدرتها الاستيعابية.

وأضافت روقة أن هذا التصعيد يندرج في سياق خطة عسكرية صهيونية أعلن عنها رسميًا رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، تمهيدًا لما وصفته بالخطة الأخطر: احتلال مدينة غزة بالكامل وتهجير سكانها إلى جنوب القطاع.

ورغم القصف والمجازر اليومية، شددت المراسلة على أن هناك رفضًا شعبيًا قاطعًا لأي محاولة لفرض النزوح من جديد، حيث قال أحد السكان: “لن نعيد مشهد نكبة 2023. لن نغادر غزة. سنبقى فوق ركام بيوتنا، في خيامنا، في العراء، ولكن لن نهجر مدينتنا.”

وعن الوضع الإنساني، وصفت روقة ما يجري بأنه “واقع كارثي مرير”، إذ يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، في ظل حصار مطبق استمر أكثر من 100 يوم، لم يُسمح خلالها بدخول المساعدات إلا بكميات ضئيلة، وتحت رقابة إسرائيلية مشددة.

ولفتت إلى أن الاحتلال تعمد إدخال مواد غذائية منتهية الصلاحية، كانت محتجزة لأشهر أمام المعابر، ما تسبب في حالات تسمم كثيرة، خاصة بين الأطفال. كما أن أزمة المياه تتفاقم، في ظل تدمير الاحتلال لآبار المياه الصالحة للشرب، ما أجبر السكان على شرب مياه مالحة أدت إلى مشاكل صحية واسعة.

فيما يخص الواقع الصحي، قالت جلال إن القطاع الطبي ينهار تدريجيًا. الطواقم الطبية بالكاد تعمل، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستهلكات ومواد التخدير، مشيرةً إلى أن بعض العمليات الجراحية أصبحت مؤجلة إلى أجل غير مسمى، حتى في مستشفيات رئيسية مثل مستشفى ناصر الطبي.

وفي تطور لافت، كشفت مراسلة “المسيرة” أن الاحتلال بدأ بإدخال كميات كبيرة من الخيام إلى قطاع غزة قبل أيام، تحت ذريعة “المساعدات الإنسانية”، لكن مصادر ميدانية تعتبر ذلك تمهيدًا لخطة تهجير جديدة نحو الجنوب، بعد أن يُفرغ الاحتلال المدينة تدريجيًا من سكانها عبر القصف والضغط الإنساني.

وأشارت إلى أن تحركات سياسية تجري في الخلفية، حيث دعت مصر حركة “حماس” إلى مناقشة مقترح جديد لوقف إطلاق النار، تم رفعه لاحقًا إلى الجانب الصهيوني، لكن في ظل العدوان المتواصل وتصعيد العمليات العسكرية، يبقى المشهد معلقًا وسط مخاوف من تصعيد أوسع في الأيام المقبلة