الخبر وما وراء الخبر

المناضل “جورج عبدالله” للمسيرة: طوفان الأقصى أنهى فصل “إسرائيل” والموقف اليمني مفتاح انتصار أمتنا

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

17 أغسطس 2025مـ 23 صفر 1447هـ

أجرت قناة المسيرة الفضائية، لقاءً تلفزيونياً مع الأسير المحرر المناضل المقاوم الكبير “جورج إبراهيم عبدالله” الذي قضى أكثر من 42 عاماً في السجون الفرنسية على خلفية انخراطه في تنفيذ العمليات البطولية ضد الكيان الصهيوني وداعميه في الغرب الكافر، وذلك خلال سبعينيات القرن الماضي حتى مطلع الثمانينيات.

وفي الحوار تطرّق الأسير المحرر المناضل “جورج عبدالله” الذي اعتقل في فرنسا عام 84 بتهمة المشاركة في قتل مسؤولين صهاينة وعسكريين أمريكيين، إلى جملة من المواضيع المتعلقة بالقضية الفلسطينية وارتباطاتها، وما يدور حولها من مواقف إسناد وبطولة، مقابل انبطاح وخيانة الأنظمة العربية، معتبراً “طوفان الأقصى” نقطة تحول تاريخية غير مسبوقة، و”الموقف اليمني” مفتاح النصر للأمة.

وقال إن “طوفان الأقصى يشكل منعطفا تاريخيا لم تشهده الأمة العربية طول تاريخها”، مبيناً أن الطوفان فجّر طاقات كانت كامنة منذ زمن طويل.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني قاوم مقاومة لم يقاومها أي شعبٍ آخر، حيث يقاوم حرب إبادة وإزالة من الوجود، موضحاً أن تعداد الشعب الفلسطيني منذ العام 48 زاد أكثر من سبعة أضعاف مما كان عليه آنذاك رغم كل ما ارتكبه العدو من تهجير وإبادة، مؤكداً أن هذه الأرقام تكشف أن حرب الإبادة الصهيونية محكوم عليها بالإعدام.

واعتبر “غزة عنوانا للحرية والكرامة وما يجري فيها من جرائم لم يشهد له التاريخ مثيل”، موضحاً انه “في الغالب تجري حرب الإبادة في تكتم شديد، ولكن اليوم نرى إبادة جماعية”، معللا ذلك بأن “إسرائيل باتت في فصلها الأخير وباتت لا تخشى على ظهور بربريتها”.

وأكد أن القضية الفلسطينية لم تشهد تضامناً بهذا الحجم عبر التاريخ، منوّها إلى أن “المستوى الراهن من التضامن مع فلسطين هو عنوان صمود أبطال غزة، وصمود أبطال اليمن”، مضيفاً “أكرر أن صمود أحرار اليمن وغزة وثباتهم على المواقف من أعطى هذا البعد الذي يعد بالنصر”.

واعتبر “فلسطين رافعة الثورة العربية بإسلامها وكل الديانات فيها”، مبيناً أن “مظلومية الشعب الفلسطيني مظلومية عارية أمام الجميع، ولا يوجد إنسان لديه كرامة ولا يكون إلى جانب فلسطين”.

الموقف اليمني.. باكورة النصر القادم:

وفي خضم اللقاء، عرّج المناضل “جورج عبدالله” على جبهات الإسناد الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وقال إن”موقف اليمن هو شرف الأمة العربية بكاملها، موقف اليمن يختزل كرامتنا جميعاً”.

وأضاف أن اليمن هو النقطة التي تقول إن في هذه الأمة قوى حية لم ترضخ ولم تتخلَ عن عهدها، معتبرا الشعب اليمني مثالاً لما تنتظره وتؤمله جماهير أمتنا العربية.

وأكد أن صمود اليمن وثباته على الموقف، سيقود للنصر في غزة وفي لبنان وفي كل مكان، واصفاً الموقف اليمني بـ”العملاق”.

وتوجّه بالشكر “لقيادة اليمن وجماهيرها ولن نفيها حقها إلا إذا انتصرنا وبعد الانتصار سيكون لليمن الموقع الأول في المنطقة”.

وخاطب الشعب اليمني وقيادته: “نراهن على ثباتكم والتمسك بالثوابت، نراهن بأمل وثقة”.

واعتبر “ثبات الموقف اليمني هو المحرك الأساسي لتحريك جماهيرنا العربية”، مؤكداًَ أن “قيادة اليمن صادقة مع نفسها ومع يمنها ومع جماهير أمتها العربية والإسلامية”.

ونوّه إلى أن الحراك الجماهيري اليمني يفضح خذلان الأنظمة وتردد الشعوب التي ما تزال مكبلة وسوف تنفجر بوجه أنظمتها العميلة بفضل ما يقدمه الشعب اليمني من نموذج مدهش.

وقال في هذا السياق: “يتوقف على اليمن أن تتمسك بالثوابت كي تنقلب جماهير أمتنا على أنظمتها الخائنة”، داعياً “جماهير أمتنا العربية للقيام بواجبها وأن ترى في اليمن الضوء الذي يضيء”.

ورأى أن الجبهة اليمنية فاقت كل جبهات الإسناد، متبعاً حديثه “لو كان لدينا يمن آخر لكان الواقع قد تغير”.

ولفت إلى أن “ما يميز اليمن هي مشاركة الجماهير وصدق القيادة التي لم تبدل تبديلا”.

وأشار إلى أن “جبهات الإسناد تقدم ما لديها وسيزيد الضغط عليها أكثر وأكثر، واليمن سيتعرض لضغوط لكن اليمن لن يبدل تبديلا”.

وأوضح أن الأعداء “سيرمون بكل ما لديهم من حقد على اليمن لكن ثقتنا كبيرة بأنه لن يغير موقفه”.

وبيّن أنه “لم يتوقع أحد أن تصمد المقاومة وتصمد مقاومة اليمن، وهذا الصمود فضح اتفاقات التطبيع الخيانية”، مجدداً التأكيد على أن “صمود اليمن هو مفتاح حتمية انفجار الشعوب”.

ورأى أن “الذي يتفرج على أهالي غزة لن يرحمه التاريخ، سواء كان في الخليج أو في أي مكان”.

حزب الله المضحي الأكبر.. الأنظمة العربية في موقع “العدو”:

وفي سياق متصل، اعتبر المناضل جورج عبدالله “حزب الله هو عماد المقاومة الإسلامية في لبنان، وهو من أبرز أعمدة المقاومة في المنطقة”.

وأكد أن “حزب الله أعطى ما لم تستطع أي منظمة أخرى من الشهداء ومن المواقف”، متبعاً حديثه “ثقتنا كبيرة بأن التنظيم الذي قدم خيرة قادته قرابين، قادر على مواصلة الثبات على المواقف”.

وبشأن المؤامرات التي يتعرض لها الحزب، لفت جورج عبدالله إلى أن “قوى المقاومة في لبنان ستسقط مشروع التطبيع وستسقط مشروع الصوملة في المنطقة”، مشيراً إلى أن “مقاومة لبنان تملك كل المقومات لمواجهة المؤامرات القادمة من شمال لبنان عبر الشرع وغيره، ومن جنوبها”.

وجزم بأن “لبنان سيبقى منارة المقاومة العربية، وسيظل مع فلسطين حتى التحرير”، مخاطباً الحكومة اللبنانية: “من لا يقاوم العدو المحتل لا سيادة له ولا رأي له ولا كلام له في شأن المقاومة”.

إلى ذلك لفت الأسير المحرر جورج عبدالله إلى أن الموقف المصري لن يستمر كما هو، مؤكداً أن فاعلية الموقف اليمني ستغير المعادلة في مصر، مكررا القول: “سيكون لصمود اليمن الأثر على الجماهير المصرية لأن تنفجر بوجه العدو والخونة”.

واعتبر “كل الموقعين على اتفاقات التطبيع، مشاركون مشاركة فعلية ومباشرة في قتل وإبادة الشعب الفلسطيني”.

وقال إن “موقف الأنظمة العربية طبيعي وهم في موقع العدو”، مضيفاً “إنهم جميعا يعملون في إطار الغرب الإمبريالي وجماهير أمتنا ستكنس هذه الأنظمة”.

وأشار إلى أن “القومية العربية تعاني إشكاليات كثيرة منها خيانات الأنظمة”، منوّها إلى ان “أمريكا رمت بكل الأوراق ولم يعد لديها أوراق أخرى”.

الإجرام بغزة.. الغرب بلا مكياج:

وبشأن ما يجري من إجرام صهيوني في غزة، أكد المناضل جورج عبدالله أن”الغرب الإمبريالي اليوم لم يعد بمقدوره أن يدافع عن إسرائيل حتى أمام جماهيره”، لافتاً إلى المسيرات والتظاهرات التي تجوب كل الدول الأوروبية.

وأكد أن “إسرائيل امتداد عضوي بشري للغرب الإمبريالي الذي تاريخه كله إبادة شعوب من الوجود”، مشيراً إلى جرائم الإبادة التي ارتكبها الغرب في أمريكا اللاتينية وأستراليا وإفريقيا وبعض الدول العربية.

وعرّج على مجزرتي صبرا وشاتيلا، مؤكداً أن “عدد الشهداء الذين تجاوز عددهم 4 آلاف، شارك في ذبحهم وقتلهم أمريكا وفرنسا وإيطاليا بشكل مباشر إلى جانب الكيان الصهيوني”.

وشدد على ضرورة الوحدة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني، متطرقاً إلى الانقسامات التي حلت بحركة فتح، وصولاً إلى اتفاق “أوسلو”، مؤكداً أن هذا الاتفاق “كارثة على الشعب الفلسطيني وعلى من قام به أن يقدم ما يتجاوزه”، موضحاً أن “مسار أوسلو انتهى، وإسرائيل داسته في الضفة قبل أن تدوسه في غزة، ولم يبقَ من منه شيء غير التنسيق الأمني الذي هو عبارة عن ملاحقة المقاومين واعتقالهم وقتلهم”.

وفي ذات السياق، أكد جورج عبدالله أن البطولات التي تحدث في غزة لم تحدث في فيتنام ولا في غيرها، وكل من في العالم يرى صمود غزة بإعجاب.

ونوّه إلى أن الخسائر التي تكبدها الشعب الفلسطيني، لم تؤثر على المقاومة، مضيفاًَ “وضع المقاومة بخير رغم كل الخسائر التي يتحملها شعبنا الفلسطيني”، معتبراًَ أن “غزة هي عنوان صمود وكرامة لكل الشرفاء”.

 

المناضل وسر النضال:

وتطرق اللقاء إلى البدايات الأولى لمسيرة النضال الثورية المقاومة التي سار عليها المناضل جورج عبدالله.

وأشار إلى أن انطلاقته في مواجهة العدو الصهيوني نابعة من إيمانه بأن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من مبادئ أي عربي حر، متطرقاً إلى الأعمال المقاومة التي قاموا بها في فترة ما بعد حرب 73 ضد العدو الصهيوني وأعوانه.

ونوّه إلى أن “الفدائيين الذين تحركوا منتصف وأواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات هم الرد التاريخي على الانهزام العربي أمام الكيان الصهيوني”.

وقال في هذا الصدد: “أنا مناضل من مناضلي الثورة الفلسطينية، لدي بعض المفاهيم والمبادئ وأتصور أن صمود شعبنا الفلسطيني هو من جعلني أصمد خلف القضبان”.

وأضاف: “السمة الأساسية ليس الأسر، وإنما النضال داخل الأسر، وتسجيل مواقف من داخل الأسر”، مؤكداً أن “أي مناضل في الأسر يصمد بفضل صمود أهالي غزة واليمن ولبنان”، متبعاً حديثه “أنا ابتهج حين أرى أحرار اليمن يرفعون الرايات دفاعاً عن فلسطين”.

وعن مدة الاعتقال قال جورج عبدالله: “لم أكن أتوقع أن تكون مدة اعتقالي لهذه السنوات، لكن الاعتقال كان متوقعاً، فقد كنا ملاحقين من أجهزة المخابرات الغربية، ونحن كنا نلاحق الصهاينة الذين جاؤوا من كل أصقاع الغرب”.

وتابع حديثه: “عدونا جاء من كل فلول الغرب الإمبريالي وبالتالي من حقنا ملاحقتهم في كل مكان، أي أننا ننتهج استراتيجية “نحن خلف العدو في كل مكان”.

وفي ختام اللقاء، أكد الأسير المحرر المناضل جورج عبدالله أن “جماهير الأمة لا يمكن إلا أن تتحرك، ورسالتي هو التمسك بالثوابت، فهذه أهم مسألة”، مؤكداً ان “تمسّك اليمن بموقفه يعتبر أهم شيء في المعادلة”.