معاناة أطفال غزة: جرائم متواصلة وأرقام مرعبة
ذمــار نـيـوز || تقارير ||
16 أغسطس 2025مـ 22 صفر 1447هـ
محمد الكامل| المسيرة نت: يشهد قطاع غزة مأساة إنسانية غير مسبوقة، حيث تُدمر حياة آلاف الأطفال الفلسطينيين يوميًا على أيدي الاحتلال الصهيوني الذي يشن عدوانًا وحشيًا يستهدف الفلسطينيين للشهر الـ 22 على التوالي.
ووفق سياسة الجحيم الممنهج، يسعى العدو إلى شلّ الحياة بالكامل داخل القطاع وتجويع سكانه وكسر إرادتهم، كما لم تسلم محطات الكهرباء من القصف، ما تسبب في انقطاع التيار لساعات طويلة يوميًا، وأثّر بشكل مباشر على عمل المستشفيات ومراكز الإيواء والمدارس.
أرقام صادمة لضحايا الطفولة:
تؤكد التقارير الرسمية أن عدد شهداء الأطفال تجاوز 18,592 شهيدًا، فيما أصيب أكثر من 50 ألف طفل بجروح مختلفة، من بينهم أكثر من 25 ألف إصابة مباشرة نتيجة قصف الدو الإسرائيلي المتواصل، الذي لا يفرق بين منازل مدنية أو مدارس أو مستشفيات.
الأرقام المرعبة تتصاعد مع فقدان ما بين 3,000 و4,000 طفل لأطرافهم بسبب انفجارات وشظايا القصف، وهو أعلى معدل عالمي لبتر الأطراف بين الأطفال في منطقة صغيرة كقطاع غزة.
وفي بيانات وزارة الصحة، تم تسجيل حوالي 4,700 حالة بتر ضمن برنامج “صحتي” بالتعاون مع منظمة “صح”، فيما يعاني أكثر من 5,100 طفل من سوء تغذية حاد خلال شهر واحد فقط، بينهم 636 حالة تعتبر في وضع صحي حرج، وسط معدل يومي لعلاج 112 طفلًا يعانون من سوء التغذية.
استهداف البنية التعليميةوالصحية:
وتشير التقارير إلى تفاقمت أوضاع المستشفيات جراء انقطاع الكهرباء المستمر، ما أدى إلى تفشي الأمراض المعدية بين الأطفال، خصوصًا من هم دون سن الخامسة.
كما شهدت المستشفيات ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات بالعدوى الجلدية وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الأطفال.
ولم تسلم المدارس ومراكز الرعاية، التي كانت ملجأ للنازحين، من قصف الاحتلال، حيث دُمرت أقسام الأطفال في مستشفيات مثل الشفاء والنجار، وأصبحت ساحات اللعب والمرافق العامة غير صالحة للاستخدام، ما أدى إلى فقدان آلاف الأطفال فرص التعليم، وسط دمار هائل في المعدات الطبية والتجهيزات التي تقدر بملايين الدولارات.
وتكشف هذه الأرقام والحقائق أن الاحتلال الصهيوني لا يكتفي بالقصف المباشر، بل يمارس حرب تجويع ممنهجة عبر حصار خانق يُشدد من الأزمة الإنسانية، مما يفاقم سوء التغذية والمرض بين الأطفال، ويؤدي إلى تدهور صحي حاد في أوساطهم.
وأظهرت تحليلات حديثة لصور الأقمار الصناعية، أجرتها مؤسسات إعلامية دولية كـ “إيكونوميست” و”فايننشال تايمز”، أن أكثر من 70% من مباني قطاع غزة تعرضت للدمار أو لأضرار جسيمة، فيما دُمرت نحو 90% من منازل المواطنين الفلسطينيين.
وفي القطاع الصحي، الذي يُعد شريان الحياة، لا يعمل أي مستشفى بكامل طاقته، في حين لم يتبقَ سوى 16مستشفى من أصل 36 تعمل بشكل جزئي، وسط نقص كارثي في الأدوية والمعدات الطبية، بفعل الحصار والقصف الصهيوني المتواصل.
هذا الدمار الممنهج طال كل نواحي الحياة، حيث تم القضاء بالكامل على 12 جامعة في القطاع، وتدمير 80% من المدارس والمساجد، بالإضافة إلى استهداف الكنائس والمكتبات والمتاحف، في محاولة لطمس الهوية الثقافية والدينية للشعب الفلسطيني.