الخبر وما وراء الخبر

صنعاء تحتضن طوفانًا بشريًّا غير مسبوق والشعب يستنفر غضبًا إزاء جرائم العدوّ ومؤامراته

7

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
15 أغسطس 2025مـ – 21 صفر 1447هـ

أسبوعًا تلوَ آخرَ، يُثبِتُ الشعبُ اليمني أنه ماضٍ بلا حدود ولا أسقُفٍ لتصعيده الشعبي الموازي لتصعيدِه العسكري؛ إسنادًا للشعب الفلسطيني، في مواجهة العدوّ الصهيوني وجرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية.

وفي جديد الإسناد الشعبي، احتضن ميدانُ السبعين بالعاصمة صنعاء، الجمعة، مسيرةً هي الأكبر منذ بداية الطوفان، ليتأكّـدَ للجميع أن جرائمَ العدوّ الصهيوني تزيد اليمن نفيرًا وغضبًا واندفاعًا لتصعيد الموقف.

وفي المسيرة التي خرجت تحت شعار “مع غزة جهاد وثبات لمواجهة أبشع إبادة وأخبث مؤامرات”، توسّط العَلَمُ الفلسطيني الحشدَ المليوني وبجانبَيه عَلَمُ اليمن، في إشارة إلى أن فلسطين وغزة ستظلُّ في قلب اليمن، وستظل القلب النابض للعنفوان اليماني.

ومع اكتظاظ الساحة وكل المربعات والساحات المحاذية المستحدثة، اضطرت الحشود للتظاهر في المداخل والشوارع المؤدية إلى الميدان، وهو ما جعل الكاميرات غير قادرة على تغطية الحشد، لكن هُتافات الملايين كانت كافيةً لأن يدرك الجميع أن طوفان اليمن يتكاثر ويتخصَّبُ في كُـلّ جمعة أكثر من التي سبقتها.

ووسط الزحام، هتف الحشدُ المليوني بصوت صاخب، إلى أبناء الأمتين العربية والإسلامية: “تصريح نتنياهو المجرم.. يتحدى العربي والمسلم”، “يا أمتنا الإسلامية.. ثوري ضد الصهيونية”، “غزة تحت حصار قاتل.. بالدعم الأمريكي الشامل”، “غزة يقتلها التجويع.. بتخاذل عرب التطبيع”، “خِذلان مصري وسعودي.. خانوا القدس لأجل يهودي”.

وواصل الحشد المليوني هُتافَه إلى العرب والمسلمين: “مسرى ختام الأنبياء.. الأقصى بيد الأعداء”، وشعوب الإسلام غُثاء.. الأقصى بيد الأعداء”، “يا أُمَّـة يكفيك غباء.. الأقصى بيد الأعداء”، “ما بالُكِ مثل العمياء.. الأقصى بيد الأعداء”، انفجري غيرة وإباء.. الأقصى بيد الأعداء”، “ثوري في وجه العملاء.. الأقصى بيد الأعداء”.

وبصوت واحد، تساءل ملايين اليمنيين في ميدان السبعين: “أين بنو العرب العظماء؟.. الأقصى بيد الأعداء”، وبنو الإسلام الشرفاء؟.. الأقصى بيد الأعداء”، “أين القادة والزعماء؟.. الأقصى بيد الأعداء”، “أين العلماء والخطباء؟.. الأقصى بيد الأعداء”، “أين هي الخطبُ العصماء؟.. الأقصى بيد الأعداء”، “ما لمنابركم خرساء؟.. الأقصى بيد الأعداء”.

وجدّد أحرارُ اليمن استهجانَهم للتحَرّكات المخزية والمكشوفة الرامية إلى تجريد الأُمَّــة مما يردع أعداءها، وزأر الطوفان البشري بهتافات: “تسليم السلاح خيانة.. ترضي الصهيوني وكيانه”، “قل للدولة اللبنانية.. لا تصغي الصهيونية”، “تسليم سلاح الشعوب.. يخدِم مجرمي الحروب”، “من يخضع لهوى اليهود.. بالحسرة حتمًا سيعود”.

كما جدّدوا الوعدَ والعهدَ لفلسطين بالمضي قدمًا، والوعيد للعدو بالمزيد والمزيد، وهتفوا بعبارات: “العمليات اليمنية.. صوتُ ضمير الإنسانية”، “يا غزة يا فلسطين.. معكم كُـلّ اليمنيين”، “يا غزة يا جندَ الله.. معكم حتى نلقى الله”، “الجهاد الجهاد.. كُـلّ الشعب على استعداد”، “الجهاد الجهاد.. حَيَّ حَيَّ على الجهاد”، “يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم”.

وفي المسيرات، جدّد اليمانيون دعوتَهم للدول والشعوب المجاور لفلسطين المحتلّة، بأن يؤمنّوا المنافذَ لعبور مئات الآلاف من المقاتلين اليمنيين؛ نصرةً لغزة التي تُذبح أمامَ مليارَي مسلم.

وأكّـدوا جاهزيتَهم العالية لخوض كُـلّ الخيارات التي يتخذها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس”؛ إسنادًا للشعب الفلسطيني، مهيبين بكل أحرار اليمن للالتحاق بدورات طوفان الأقصى المفتوحة، وتكثيف جهود الحشد والتعبئة.

وصدر عن المسيرة بيان، قال الشعبُ اليمني فيه: “نستمرُّ في خروجِنا الأسبوعي المليوني؛ جِهادًا في سبيلِ اللهِ؛ وابتغاءً لمرضاتهِ؛ واستمرارًا وثباتًا على موقفنا المحقِّ والمشرِّفِ المسانِدِ للشعب الفلسطيني في غزةَ، الذي يتعرَّضُ لأبشع جرائم الإبادة الجماعية وأخبث المؤامرات في هذا العصر من قِبَلِ العدوّ الإسرائيلي وشريكه الأمريكي”.

وَأَضَـافَ البيان: “نجدِّدُ موقفنَا الثابتَ والمبدئيَ الذي لا يتزحزحُ ولا يتبدَّلُ بإذنِ اللهِ، مع غزةَ وفلسطينَ، ومقدَّساتِنا التي هي جزءٌ من ديننا، ومن أجلها نبذُلُ الأرواح والأموال، ومع المقاومة التي تقدّم أغلى التضحيات؛ دفاعًا عن الأُمَّــة بأكملِها”.

ونوّه إلى أنه “أمامَ الوحشية التي يمارسُها العدوّ الصهيوني في غزةَ، والتي فاقت كُـلَّ التصوُّرات وضَجَّ من هولِها العالَمُ؛ فَــإنَّه صار من الضروريات القُصوى علينا، وعلى الأُمَّــة والبشرية جميعًا، تجريمُ الصهيونية، والعملُ على نزع سلاح العدوّ الصهيوني؛ لما يمثِّلُه من خطورة على شعوب منطقتنا، وعلى السِّلْم العالمي كلهِ، ولما تمثِّلُه جرائمُه من استهانةٍ جسيمةٍ وفاقرةٍ عظمى بحق القيم البشرية، وبحق هذا الجيل البشري كاملًا إذَا ما سكَتَ أمامَ ما يحدُثُ من فظائعَ، ولم يتخذْ موقفًا عمليًّا حازمًا وجادًّا أمامَه”.

وطالب الشعب اليمني “بتعزيزِ سلاح المقاومة في فلسطينَ ولبنانَ، التي تقفُ اليومَ حجرَ عثرةٍ أمام حربِ الإبادة الوحشية الإجرامية الاستئصالية لهذا العدوّ، وتواجهُ نزعتَه التوسعيةَ المفرِطةَ في الحقدِ والدموية، وتحولُ دونَ توسُّعِ انتشار جرائمه -حاليًّا- إلى بقية الدول والبلدانِ”، معتبرًا “ذلك ضرورةً ملحَّةً يجبُ العملُ عليها من الجميع، ونؤكّـد أن التفريطَ والتخاذُلَ في ذلك سيكلّفُ الجميعَ أثمانًا باهظةً، ويُلحِقُ بالأُمَّةِ والبشريةِ خسائرَ لا حصرَ لها، وعارًا لا يُمحَى، وعذابًا وبيلًا في الدنيا والآخرة”.

وأكّـد أن “تحَرُّكَ العدوّ للإملاء على بعض الأنظمة لنزعِ سلاح المقاومة واستهدافها من الداخل وحصارها، سواء في غزة أَو في لبنان أَو غيرِهما من ساحات الجهاد، إنما هو فصلٌ من فصول هذا المخطّط الخبيث، والذي نرفُضُه رفضًا قاطعًا”.

تابع الشعب اليمني في بيان المسيرة: “نرفُضُ رفضًا عمليًّا قاطعًا المخطّط الذي جاهَرَ به مجرمُ الحرب الصهيوني نتنياهو عن طموحاتِ المنظومة الصهيونية العالمية في تنفيذِ مشروعها المُسَمَّى “إسرائيل الكُبرى”، والذي يُفصِحُ عن سعيِ الصهاينة للسيطرة على عددٍ من الدول العربية كليًّا أَو جُزئيًّا، بما في ذلك مكَّة والمدينة أقدس مقدَّسات الإسلام”.

وأعلن “أننا سنقفُ في مواجهة هذا المشروع الخبيث بكل ما مكَّننا الله؛ لما يمثِّلُه من خطورة بالغة وحقيقية على بلادنا، وعلى أُمتنا، وعلى مقدَّساتنا، متوكلين في ذلك على الله ومعتمدين عليه، وواثقين بنصرهِ”.

وجدّد الشعبُ اليمني دعوتَه لـ”شعوب أمتنا إلى الموقف نفسِه، ونحذِّرُهم من أن هذا المخطّط، الذي أصبح الحديثُ عنه الآن رسميًّا وليسَ مُجَـرّد تصريحاتٍ عابرةٍ، بل هو معتقدٌ ديني لدى العدوّ، يعملُ على تنفيذِه ليلًا ونهارًا، وما يهدّد به العدوّ تحتَ عنوان “تغيير الشرق الأوسط”، إذَا ما تمكّن من القضاءِ على محور الجِهاد والمقاومة -لا سمَحَ اللهُ- إنما هو ترجمةٌ عمليةٌ لهذا المشروع الخبيثِ”.

وأكّـد أنه يدين ويرفض “أيةَ تحَرّكاتٍ لأية أنظمة أَو حكومات أَو جماعاتٍ تخدِمُ مخطّط العدوّ في استهداف شعوبنا ومنطقتنا ونقاط قوتنا”.

واستهجن “استمرارَ بعض الأنظمة في تقديم الدعم والخدمات لهذا العدوّ المجرم، وإرسال السفن المحمّلة بالسلع والأسلحة له، وعقد الصفقات الاقتصادية معه”.

وفي ختام البيان، استنكر الشعب اليمني “الخنوعَ أمام تغوُّلِ العدوّ وعدم تحريك أي ساكنٍ أمام تهديداته لهذه الأنظمة المنبطِحة ولبلدانها وشعوبها، في سلوكٍ تحارُ أمامه العقولُ الصحيحة، وتخجَلُ لقُبحِه الفِطرةُ السليمة”.