الخبر وما وراء الخبر

موقف نيوزيلندا… مؤشر على تحوّل غربي أوسع تجاه الاعتراف بفلسطين

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
13 أغسطس 2025مـ – 19 صفر 1447هـ

في تطور سياسي لافت يعكس تصاعد التحولات في مواقف بعض الدول الغربية تجاه القضية الفلسطينية، وصف رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون، الأربعاء، ما يسمى برئيس وزراء كيان العدو الصهيوني، مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، بأنه “فقد صوابه” وتمادى كثيراً، مؤكداً أن بلاده تدرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

جاءت تصريحات لوكسون، في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، وسط انتقاده الشديد للهجوم على مدينة غزة، واصفاً المشهد الإنساني هناك من نقص المساعدات والتهجير القسري وضم الأراضي بأنه “مروع تماماً وغير مقبول على الإطلاق”.

وأشار إلى أن حكومته، التي يقودها ائتلاف ينتمي ليمين الوسط، تدرس بجدية الاعتراف بفلسطين، في خطوة من شأنها أن تضع نيوزيلندا في صف دول حليفة تبنت مؤخراً مواقف مشابهة.

وكانت أستراليا، الحليف الأقرب لنيوزيلندا، قد أعلنت الاثنين انضمامها إلى كندا وبريطانيا وفرنسا في نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الأمم المتحدة المقبلة في سبتمبر.

ويعكس هذا التوجه تحوّلاً تدريجياً لدى عدد من الحكومات الغربية التي باتت ترى أن استمرار الاحتلال والجرائم في غزة يهدد الاستقرار الإقليمي ويقوض القيم الديمقراطية التي تزعم الدفاع عنها.

التوترات وصلت أيضاً إلى أروقة البرلمان النيوزيلندي، حيث أُخرجت النائبة عن حزب الخضر كلوي سواربريك بعد رفضها الاعتذار عن وصفها للنواب بأنهم “ضعفاء الشخصية” لعدم دعمهم مشروع قانون معاقبة كيان العدو الصهيوني على جرائم الحرب.

وقد كررت رفضها الاعتذار اليوم الأربعاء، ما دفع رئيس مجلس النواب إلى إيقافها عن العمل، فيما هتفت مغادرة القاعة: “فلسطين حرة”.

ويأتي هذا الموقف النيوزيلندي في وقت يتزايد فيه الضغط الشعبي والسياسي في الغرب باتجاه مراجعة السياسات المنحازة لكيان العدو الصهيوني، خاصة مع تزايد التغطيات الإعلامية التي توثق حجم الكارثة الإنسانية في غزة، واتساع رقعة الأصوات التي تدعو لفرض عقوبات ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب.

ويرى مراقبون أن اعتراف دول مثل نيوزيلندا، إذا تم، سيشكل إضافة نوعية لمسار الاعتراف الدولي بفلسطين، ويمثل إشارة واضحة على أن الغطاء السياسي الغربي للعدوان بات يتآكل تدريجياً.

وتشهد المنطقة في الفترة الأخيرة تداخلات غير مسبوقة بين المسارات العسكرية والسياسية، تعيد رسم توازنات القوى من باب المندب والبحر الأحمر وصولاً إلى قاعات برلمانات الدول الغربية.

فبينما يفرض اليمن معادلات ردع جديدة في الممرات البحرية الحيوية، تتزايد الضغوط على كيان العدو الصهيوني في الساحات الدولية، وسط تغير ملحوظ في مواقف بعض الحكومات الغربية التي كانت تعد حتى وقت قريب حليفة ثابتة له.