اغتيال الكلمة الحرة.. جريمةٌ بحق الإنسانية والصحافة
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
11 أغسطس 2025مـ – 17 صفر 1447هـ
في جريمةٍ وحشيةٍ تخرق كل حدود الإجرام، وتدوس على ما تبقى من قوانين وأعراف دولية، أقدم كيان الاحتلال الصهيوني على اغتيال كوكبة جديدة من فرسان الكلمة والصورة، ليلتحقوا بقافلةٍ من 238 صحفيًّا سبق أن قتلهم جيش الاحتلال النازي بدمٍ بارد، في أوسع وأبشع استهداف للصحفيين يشهده العالم المعاصر.
الغارة الإجرامية استهدفت خيمة الصحفيين في باحة مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة، لتتحول الكاميرات وأجهزة البث إلى شواهد على مجزرةٍ جديدة ارتكبها الاحتلال أمام مرأى العالم.
وارتقى شهداء الواجب واعين الحقيقة: “أنس الشريف (مراسل تلفزيوني)، محمد قريقع (مراسل تلفزيوني)، إبراهيم ظاهر (مصور)، مؤمن عليوة (مصور)، محمد نوفل (مساعد مصور)، محمد الخالدي (صحفي)”، وسائق الطاقم.
هؤلاء الشهداء كانوا شهودًا على الحقيقة، وحملوا أرواحهم بين أيديهم ليكشفوا للعالم جريمة الإبادة والحصار الممنهج وتجويع السكان، ويوثقوا مشاهد المجاعة التي فرضها الاحتلال على غزة.
جريمة سبقتها تهديدات علنية ومتواترة من الناطقين العسكريين لجيش الاحتلال، استهدفت بالاسم بعض الصحفيين ومنهم الشهيدان “الشريف وقريقع”، في محاولةٍ لترهيبهم وثنيهم عن أداء واجبهم.
لكن التهديدات تحولت إلى اغتيال مباشر، ليؤكد الاحتلال مرة أخرى طبيعته الفاشية وسياسته القائمة على إسكات الصوت الحر قبل تنفيذ المجازر، والرسالة واضحة، إخماد صوت غزة الإعلامي تمهيدًا لجريمةٍ أكبر، يُراد ارتكابها بعيدًا عن أعين العالم وعدسات الصحفيين.
سياسة قتل الحقيقة قبل قتل الضحايا، من خلال الاستهداف المتواصل للصحفيين في غزة هو إرهاب إعلامي ممنهج، وانهيار كامل لمنظومة القيم والقوانين الدولية، ووصمة عارٍ على جبين المجتمع الدولي الذي لم يتجاوز رد فعله بيانات النعي والشجب، مكتفيًّا بالصمت الذي شجّع الاحتلال على التمادي في جرائمه.
جريمةٌ تستدعي من الصحفيين والإعلاميين حول العالم أن يتحركوا بلا تأجيل، وأن يفضحوا الاحتلال وجرائمه، وأن يواصلوا رسالتهم الإنسانية في نقل الحقيقة، وفاءً لزملائهم الشهداء الذين كتبوا بدمائهم آخر سطور تقاريرهم.
هذا وشيّعت جماهير فلسطينية وعددًا من الصحفيين في قطاع غزة، ظهر اليوم الاثنين، الصحفيين الستة الذين اغتالهم جيش الاحتلال الصهيوني بقصف خيمتهم الليلة الماضية غربي المدينة.