الخبر وما وراء الخبر

زهوي: العمليات اليمنية في البحر الأحمر أحدثت تحولاً استراتيجياً في عقائد الحروب العالمية

2

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

11 أغسطس 2025مـ 17 صفر 1447هـ

تقرير || هاني أحمد علي

قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد نضال زهوي، أن العمليات اليمنية في البحر الأحمر تجاوزت كونها مواجهة إقليمية، لتصبح نقطة تحول استراتيجية في عقائد الحروب العالمية.

وأوضح العميد زهوري في تصريح خاص لقناة المسيرة، مساء اليوم الأحد، ضمن برنامج ملفات، إلى أن هذه المواجهة كشفت عن إخفاقات كبيرة للقوة العسكرية الأمريكية ونسفت نظريات جيوسياسية راسخة، مبيناً أن استمرار تحويل مسارات السفن التجارية يعكس محدودية السيطرة الأمريكية على المنطقة، وأن مهمة حاملة الطائرات “أيزنهاور” قد تحولت من استعراض للقوة إلى “إذلال” للبحرية الأمريكية.

وأكد أن الحاملة فشلت في كبح التهديدات غير المتكافئة التي تشكلها جبهة اليمن، مشيرًا إلى أن مهمتها رافقتها إخفاقات تقنية وحوادث سقوط طائرات، مما دفع البنتاغون إلى مراجعة عملياتها.

وأشار الخبير العسكري اللبناني إلى أن هذه المعركة تمثل نموذجاً جديداً للقتال “غير الكلاسيكي”، حيث سقطت النظريات الجيوسياسية التي كانت تؤمن بأن السيطرة على المضائق والممرات البحرية تمنح التفوق العسكري، مضيفاً أن هذه التحولات تعيد النظر في كيفية إدارة العمليات القتالية في المستقبل، مع التركيز على العنصر البشري والقدرات العقلية التي تستطيع تحويل أدوات عسكرية بسيطة إلى قدرات استراتيجية مؤثرة، كما ربط هذه التحولات بتجارب “محور المقاومة” في جنوب لبنان، واليمن، وغزة، التي أوجدت نظريات قتالية جديدة أثرت في مسار العمل العسكري في التاريخ.

وتطرق العميد زهوري إلى المخاطر الكبيرة التي تواجهها القوات الأمريكية في البحر الأحمر، لا سيما بعد تصريحات مسؤولين أمريكيين عن “نقص الصواريخ الاعتراضية بمعدل ينذر بالخطر، موضحاً أن الولايات المتحدة تعتمد على “أجندة إعلامية” للتفوق العسكري، حيث تنتج كميات قليلة من الصواريخ الاعتراضية عالية التكلفة، في حين يتم استنزافها بكميات كبيرة من قبل الأسلحة اليمنية منخفضة التكلفة، لافتاً إلى أن هذا الاستنزاف يكشف عن ضعف في القدرات الأمريكية، مؤكداً أن استخدام الصواريخ الباليستية ضد الأهداف البحرية المتحركة هو تطور خطير، حيث يمكن لصاروخ واحد إصابة حاملة طائرات وشل قدرتها بالكامل.

وأضاف أن وجود المدمرات الأمريكية في البحر الأحمر لا يهدف إلى الهجوم، بل هو مهمة دفاعية لحماية الكيان الصهيوني من الصواريخ اليمنية، مشدداً على أن عسكرة البحر الأحمر فشلت في تحقيق أهدافها، منوهاً إلى أن اليمنيين أثبتوا عقيدتهم وعروبتهم وإنسانيتهم في هذه المواجهة، مبيناً أن المعركة عندما تكون عقائدية بالمطلق، فإنه من المستحيل هزيمتها، مما يفسر صمود اليمنيين وقدرتهم على الاستمرار في عملياتهم.