الخبر وما وراء الخبر

أمهز للمسيرة: حرب التجنيد الإلكتروني تستهدف اليمن ووعي الشعب هو خط الدفاع الأول

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

8 أغسطس 2025مـ 14 صفر 1447هـ

حذر الخبير التقني اللبناني، الدكتور ناجي أمهز، من مخطط صهيوني بديل يسعى لزعزعة الأوضاع في اليمن عبر حرب تجنيد إلكتروني “ناعمة”.

وأكد الدكتور أمهز في مداخلة له مع قناة المسيرة، اليوم السبت، ضمن برنامج نوافذ، أن هذه الحملة تستغل الحاجة وتراهن على ضعف الوعي، بعد أن فشلت محاولات الاختراق العسكرية المباشرة، مستندًا إلى تحقيقات حديثة، عن مجموعة من الأساليب التي تستخدمها أجهزة المخابرات، وعلى رأسها الموساد، لمحاولة تجنيد اليمنيين، مبيناً أن القصة تبدأ برسائل ودية من أرقام دولية، تعرض فرص عمل أو تعاونًا إعلاميًا أو بحثيًا، لكن الهدف هو جس النبض واختبار قابلية التواصل لدى الشخص.

ويشير أمهز إلى أن يتم إنشاء حسابات مزيفة تنتحل شخصيات معروفة أو أصدقاء، وتتواصل مع الأفراد عبر منصات مثل [فيسبوك واتساب]، ثم تستدرجهم لطلب معلومات حساسة عن أشخاص وأماكن، مشيراً إلى أنه يتم انشاء حسابات بأسماء عربية لأكاديميين مزيفين، يدّعون أنهم يجرون دراسات عن اليمن أو “أنصار الله”، وذلك بهدف طلب معلومات عن القيادات الفاعلة.

وبين أنه يُطلب من الضحية الضغط على روابط لتحميل ملفات أو تطبيقات، وهي في الحقيقة برمجيات تجسس تهدف إلى اختراق الهاتف وسحب البيانات منه، وأنه يتم عرض مبالغ مالية بسيطة في البداية مقابل مهام سهلة، مثل تصوير نقطة أمنية، ثم تزداد القيمة تدريجيًا، مما يوقع الفرد في شبكة يصعب التخلص منها.

ومن ضمن هذه الاجراءات بحسب أمهز الإعلانات التي هي تجسس صريحة، و تُستخدم على التطبيقات وتدعو بشكل مباشر إلى التخابر والتجسس، وتعد بمكافآت مالية ضخمة تصل إلى ملايين الدولارات، مشيراً إلى طرق أخرى لجمع البيانات دون التجنيد المباشر، مثل استخدام العمالة الأجنبية غير الموثقة في مهام مراقبة وتصوير المواقع الحساسة، بالإضافة إلى استغلال تطبيقات التوصيل غير الموثوقة لجمع بيانات دقيقة عن الأسر اليمنية وأنماط حياتها.

وحذّر من أن عملاء استخباراتيين يدخلون أحيانًا تحت غطاء منظمات إغاثية أو هيئات إعلامية أجنبية لتصوير مواقع حساسة واستجواب السكان، مبينا أن التجارب أثبتت صعوبة اختراق المجتمع اليمني عبر شبكات الجواسيس، وذلك لعدة أسباب منها :

النسيج القبلي: حيث يعيش الفرد ضمن منظومة اجتماعية تجعل أي تغيير مفاجئ في حياته الاقتصادية أو الاجتماعية محل مراقبة وشك.

القيم الأصيلة: أكدت الدراسات وجود “حالة إعجاز” في القيم اليمنية المبنية على الشرف والنخوة والكرامة، مما يجعل من الصعب تحويلهم إلى عملاء.

وشدد الدكتور أمهز على أن هذه العمليات ليست عشوائية، بل تستند إلى خوارزميات وأنظمة تقنية دقيقة، لافتاً إلى أن أجهزة المخابرات لا تعتمد فقط على الملفات الشخصية، بل تراقب الرسائل والمحادثات الخاصة لرصد المشاعر السلبية أو الطموحات التي يمكن استغلالها كمدخل للتجنيد.

ونوه إلى أن الوعي هو خط الدفاع الأول، وأن أفضل رد على هذه “الحرب الخفية” هو تجاهل الاتصالات المشبوهة والروابط غير المعروفة، وعدم مشاركة أي معلومات شخصية، لأن ما قد يبدو غير مهم قد يكون “كنزًا استخباراتيًا” للعدو.