كاميرا “المسيرة” تزور حي الشجاعية: إبادة كاملة وشهادات صادمة للأهالي
ذمــار نـيـوز || تقارير ||
3 أغسطس 2025مـ 9 صفر 1447هـ
تقرير ||محمد الكامل
زارت كاميرا ” قناة المسيرة” حي الشجاعية بمدينة غزة بعد أن انسحبت منه قوات الاحتلال الإسرائيلي جزئياً، لتجد أن الحياة قد توقفت فيه، حالها حال ذكريات السكان فيه التي أصبحت جزءًا من التاريخ الذي لا ينسى.
الدمار الهائل الذي حل بالحي فاق كل تصور، وأحال المنازل والمباني إلى ركام، أكوام من الحجارة، ذكريات ومستقبل عائلة كاملة دُفنت تحت الأنقاض، المشاهد التي وثقتها الكاميرا وشهادات الأهالي تعكس صدمة كبيرة وواقعًا يفوق كل التوقعات.
وتوثق مراسلة قناة المسيرة في غزة دعاء روقة، مشاهدة لعودة بعض النازحين إلى الحي، ومدى تأثرهم من الدمار الذي حل به، فعندما عاد الأهالي إلى الحي الذي دمره العدو الصهيوني، لم يجدوا شيئاً يتعرفون عليه.
يقول أحمد حلس، وهو رجل قضى 35 عاماً من عمره في حي الشجاعية المدمر: “نحن كومة من الردم والدمار مثلما ترى”، مضيفاً بحسرة ترتسم على محياه “أنا ابن الحي هذا ، أقسم بالله ما أنا عارفه، هذا الحي الذي قضيت فيه 35 من عمري، وصرخ ساخطا بقولة: هذا ليس بلد، ولا دنيا عايشينها، متسائلاً: أين العرب؟ وأين الدين؟ وأين الضمير؟”
لقد تحول الحي الذي كان نابضاً بالحياة إلى صحراء من الركام، حيث يصف آخرون ما حدث بأنه “صدمة ووجع”، قائلين إن 90% من الحي قد دُمر بالكامل، مؤكدين أن المعاناة الآن لا تُقارن بالمرة بما كانوا يعيشونه سابقاً.
ووسط كل هذا الدمار، هناك الكثير من قصص الصمود لتشهد على إرادة لا تنكسر، فعلى الرغم أن الأهالي فقدوا كل شيء، من منازلهم إلى مصالحهم، إلا أنهم لم يفقدوا الأمل.
ويقول مروان بركات وهو من سكان حي الشجاعية المدمر”: “الحمد لله لم يعد لنا حاجة في بيوتنا… حياتنا كلها في الشجاعية راحت”، لكنه يضيف بلهجة واثقة: “صامدون ومرابطون بإذن الله في غزة… لو كان آخر نقطة دم فينا”.
هذا الصوت لا يمثل فرداً واحداً، بل يمثل صوت كل من عاد ليجد بيته مدمراً.. إنه صوت الألم الذي يرفض الاستسلام، واليأس الذي يتحول إلى دافع، صوت يعكس إرادة البقاء وإعادة البناء.
سنعمر ونجدد
وبكلمات تبعث الأمل، تؤكد الحاجة اسمهان حلس “60 عاما” “لقناة المسيرة” “إن شاء الله نعمر ونجدد… ونجدد أراضي، ونجدد شباب، وندافع كمان عنه”
وتضيف بصوتها الواثق وإيمانها الثابت: “إن شاء الله حي الشجاعية يصير وردة كمان، وردة فاتحة أكثر من أول”.
هذه الكلمات لم تكن يوماً أمنيات، بل هي عهد على أن هذه الأرض ستنهض من جديد، رغم كل ما تعرضت له من عدوان ودمار، ورغم أنف المحتل الصهيوني.