الخبر وما وراء الخبر

أكاديمي فلسطيني للمسيرة: أكذوبة المساعدات غطاء للقتل الجماعي في غزة

2

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
31 يوليو 2025مـ – 6 صفر 1447هـ

أكد المحلل السياسي والأكاديمي الدكتور عماد أبو الحسن، أن ما يشهده قطاع غزة من استهداف مباشر للمدنيين في مراكز توزيع المساعدات يكشف بشكل صارخ زيف ادعاءات “الهدنة الإنسانية” التي يروج لها كيان العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن هذه المراكز تحولت إلى مصائد موت لا تقل خطرًا عن ساحات المعارك المفتوحة.

وفي حديثه لقناة “المسيرة” صباح الخميس، قال أبو الحسن إن الوضع الإنساني في غزة يتدهور يومًا بعد يوم، حيث يعيش القطاع كارثة مكتملة الأركان تنذر بسقوط المزيد من الضحايا، لا سيما من الأطفال والنساء الحوامل، في ظل نقص الغذاء والدواء، وانعدام مقومات الحياة.

وأشار إلى أن كيان العدو الصهيوني وواشنطن يتعمدان تضليل الرأي العام العالمي من خلال ادعاءات توزيع المساعدات وفتح ممرات آمنة، بينما الحقيقة على الأرض تؤكد أن هذه المراكز، التي تم تحديد أربع منها، تتعرض للاستهداف بشكل مباشر، وقد راح ضحيتها حتى الآن ما يقارب 1500 شهيد وأكثر من 6000 جريح من المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات.

وأوضح أن الاحتلال أعلن تصنيف مناطق معينة كمناطق “بيضاء”، إلا أن هذه المناطق – ومنها ما يقع في مدينة غزة والمنطقة الوسطى وخان يونس – تعرضت للقصف المتكرر، ما يؤكد أن الهدنة مجرد غطاء لارتكاب المجازر بحق الأبرياء.

وأضاف: “هذه ليست أخطاء عسكرية أو استهدافات عرضية، بل عمليات قتل ممنهجة ومباشرة تستهدف المدنيين العزّل. الاحتلال يطلق النار على رؤوس وأجساد الجوعى ممن يتحركون نحو المساعدات، دون تمييز بين طفل أو امرأة أو مسن، وهو يدرك تمامًا أنهم لا يشكلون أي خطر عليه”.

وأشار أبو الحسن إلى شهادة أحد الجنود الأمريكيين المنسحبين من ما يُسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، الذي اعترف صراحة بأن مراكز توزيع المساعدات صُممت من البداية كمناطق قتل جماعي، وكان يتم توزيع الأسلحة وتعليمات القتل للعاملين فيها، بإشراف مباشر من ضباط أمريكيين وصهاينة.

واعتبر أن هذا الاعتراف يحمّل الولايات المتحدة مسؤولية قانونية وجنائية مباشرة عن هذه الجرائم، مؤكدًا أن أمريكا، حكومة وجيشًا، تشارك كيان العدو الصهيوني في الجريمة، وتُوظف قوتها العسكرية والاقتصادية لتكريس الاحتلال وإبادة الفلسطينيين.

وتابع: “نحن أمام نظام عالمي منافق، لا يتحرك لوقف المجازر، ولا يجرؤ على محاسبة القتلة. لو كان ما يحدث للفلسطينيين قد وقع ضد مستوطنين صهاينة، لقامت الدنيا ولم تقعد. لكننا نرى المؤسسات الدولية تنحاز بوضوح للجلاد، وتساوي بين الضحية والمحتل، حتى في قرارات المحكمة الجنائية الدولية”.

وأكد أبو الحسن أن المقاومة الفلسطينية وشعب غزة أثبتا صمودًا أسطوريًا في وجه محاولات الإبادة والتجويع، مشيرًا إلى أن آلاف الفلسطينيين يغامرون يوميًا بحياتهم للوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، رغم علمهم المسبق بخطر الموت، في مشهد إنساني مفجع يكشف الوجه الحقيقي للعدوان الأمريكي-الصهيوني على القطاع.

وأردف “العدو الصهيوني لا يريد الفلسطيني أن يبقى في أرضه، لا يريده مقاومًا ولا حتى مستسلمًا، بل يسعى لإزالته من الجغرافيا والتاريخ، لكن صمود غزة، رغم كل ما تتعرض له من حصار وقتل وتجويع، يثبت أن هذا الشعب لن يُكسر، ولن يسقط أمام مشروع الإبادة”.