كاتب لبناني للمسيرة: المشكلة ليست في السلاح بل في خضوع البعض للإملاءات الأجنبية
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
31 يوليو 2025مـ 6 صفر 1447هـ
قال الكاتب والإعلامي الأستاذ خليل نصر الله إن تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون الأخيرة، والتي دعا فيها إلى انسحاب كيان العدو الصهيوني من المناطق المحتلة، تحمل مؤشرات على حجم الضغوط الخارجية، لا سيما الأميركية، التي يتعرض لها لبنان، محذرًا من أن تلك الضغوط قد تجرّ البلاد إلى أزمة داخلية خطيرة.
وفي حديث لقناة المسيرة، اليوم الخميس، أوضح نصر الله أن الرئيس عون حاول، من خلال تصريحاته، تصوير المشهد بشكل يوازن بين المطالب الوطنية والمواقف الدولية، مشيرًا إلى أن إدراج بند “سلاح المقاومة” في نقاشات مجلس الوزراء يأتي نتيجة لتلك الضغوط الأميركية، وليس تعبيرًا عن إرادة وطنية مستقلة.
وَاعتَبَرَ نصر الله أن المشكلة الأساس ليست في سلاح المقاومة، بل في العدوان المستمر من قِبَل كيان العدو الصهيوني، الذي لا يتوقف عن استباحة السيادة اللبنانية، وسط صمت وتواطؤ دولي.
وأضاف: “المطلوب هو الوقوف في وجه الأميركيين، لا تقديم التنازلات”، مشددًا على أن تقديم أي تنازل في هذه المرحلة لن يؤدي إلى الاستقرار، بل إلى المزيد من التصعيد.
وحول خطاب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أكد نصر الله أن ما ورد فيه يعكس جوهر موقف المقاومة، التي لا ترى في لبنان تابعًا لكيان العدو الصهيوني، بل بلدًا حرًا يرفض الخضوع لأي إملاءات خارجية.
وأردف قائلاً: “هذا ليس خطاب حزب الله فقط، بل هو موقف كل من يؤمن بخيار المقاومة، من حركة أمل إلى سائر القوى الوطنية”.
وأشار إلى أن النقاش بين رئاسة الجمهورية وحزب الله لا يعني وجود قطيعة أو تناقض جذري، بل هناك تواصل قائم رغم الاختلاف في الأولويات.
وأكّد أن حزب الله، كجزء من الحكومة اللبنانية، ليس في وادٍ، بينما الآخرون في وادٍ آخر، بل هو جزء من المعادلة الوطنية.
وتابع: “عندما يقول الرئيس عون إننا أمام خيارين: الانهيار أو الاستقرار، فإن ما يُفهم من ذلك هو محاولة لفرض تنازل ما من قبل حزب الله في ملف السلاح، بذريعة الضغوط الاقتصادية والعقوبات”، مشدداً على أن هذه الطروحات تتجاهل حقيقة أن كيان العدو الصهيوني هو من يهدد استقرار لبنان، لا المقاومة.
وحول المقارنة مع ما حدث في سوريا واليمن، حذّر نصر الله من مغبة تكرار السيناريوهات ذاتها، مشيرًا إلى أن من وصفهم بـ”المرتزقة” في اليمن، الذين يقيمون في الرياض ويتبعون للسفارتين الأميركية والسعودية، فضلوا مصالح الخارج على مصلحة وطنهم.
وأضاف: “هؤلاء لا يتعلمون الدروس، وهم يراهنون على مشاريع سياسية ساقطة منذ أول أيام الحرب”.
وحذّر نصر الله من أن المرحلة المقبلة ستشهد ضغطًا اقتصاديًا ومحاولات لإثارة الفتنة الداخلية، عبر افتعال أزمة حول سلاح المقاومة، قائلاً: “المشكلة ليست في السلاح، بل في خضوع البعض للإملاءات الأجنبية”.