إتلاف أطنان من المساعدات بغزة.. إمعان صهيوني في جريمة الإبادة
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
26 يوليو 2025مـ – 1 صفر 1447هـ
تقريــر || إبراهيم الديلمي
بلغت المعاناة في قطاع غزة مستوياتٍ يصعبُ وصفها؛ فالكثير من سكان القطاع ينامون على بطون فارغة، ويحلمون في الحصول على رغيف خبز.
الجوع ليس عاديًا، بل هو نتيجة حصار قاسٍ فرضه عدو مجرم، حوَّل غزة إلى كومة من الخراب، فالجوع في غزة يترك آثارًا عميقة على الوجوه، ويؤثر على الأطفال والنساء والشيوخ، محولًا إياهم إلى أجساد ضامرة، مما يعكس مأساة إنسانية حقيقية.
وأمام واقع كهذا، فإن ما يسمى بالمساعدات الأمريكية الصهيونية، قد تحولت إلى (مصائد موت)، وتُظهِرُ التعمُّدَ الواضحَ لقتل المزيد من الفلسطينيين المجوَّعين.
وتروي ملاك شيخ العيد، وهي فتاة من غزة، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة والدتها، ماريا، مؤكّـدةً أنها استشهدت، بينما كانت تحاول الحصول على مساعدة غذائية من مركز التوزيع الأمريكي غربي رفح.
من جانبها، تكشف الطبيبة الأمريكية [اليداليس بورغوس] من داخل مجمع ناصر الطبي، حجم الكارثة التي يعيشها الطاقم الطبي، قائلة: “أطباء وممرضون يواصلون عملهم بأجساد منهكة وبطون خاوية، في ظل انعدام المعدات وانهيار المنظومة الصحية.. لم يخلعوا معاطفَهم البيضاء، ويصرّون على البقاء في الخط الأول رغم حرب الإبادة والتجويع والحصار”.
لم يكتفِ العدوّ الإسرائيلي المجرم بكل جرائمه الفظيعة التي ارتكبها هناك بغية إبادة سكان مدن بأكملها، بل إنه اليوم ونتيجة للصمود الأُسطوري لسكان غزة، اعترف بإتلاف عشرات آلاف الأطنان من المساعدات الخَاصَّة لغزة، بحسب ما أوردته هيئة البث “الإسرائيلية” التي أفادت بأن جيش العدوّ أقدم على إتلاف عشرات الآلاف من مواد الإغاثة تشمل كميات كبيرة من الغذاء كانت مخصصة لسكان غزة، وسط حالة غير مسبوقة من المجاعة في القطاع المحاصَر.
ونقلت الهيئة عن مصادرَ عسكرية أن المساعداتِ المتلفةَ تشملُ حمولةَ ألف شاحنة من المواد الغذائية والطبية، مشيرة إلى أن “هناك آلافَ الطرود تحت الشمس، وَإذَا لم تنقل إلى غزة فستضطر إلى إتلافها”.
واعتبرت أن إتلاف المواد الإنسانية سببُه خللٌ في آلية توزيع المساعدات في غزة بحسب زعمها.
ويأتي إتلاف جيش العدوّ الإسرائيلي آلافَ الأطنان من المساعدات المخصَّصة لغزة، في الوقت الذي يتضوَّرُ القطاع جوعًا، وتفتكُ المجاعة بسكانه البالغ عددهم 2،3 مليون نسمة.
كما يأتي وسط مظاهرات عالمية ونداءات من قادة سياسيين ومنظمات دولية بالضغط على كيان العدوّ الإسرائيلي للسماح بدخول المساعدات للقطاع، ووقف عدوانه المتواصل على غزة منذ نحو عامين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.
وعلى صعيد متصل، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بأنه “بينما يعاني قطاع غزة من الجوع، يرى اليمين المتطرف في “إسرائيل” أن الحلم أصبح حقيقة”.
أما بيتر بومونت الكاتب في صحيفة “الغارديان” البريطانية، فيقول في تحليل بعنوان: “إسرائيل تحاول صرفَ اللوم عن نفسها بشأن المجاعة المنتشرة في غزة” نشرته الصحيفة: “تنفي “إسرائيل” مسؤوليتَها عن المجاعة المتفاقمة في غزة رغم الأدلة التي تؤكّـد دورَها، وتحاول إلقاءَ اللوم على حماس أَو الأمم المتحدة.
ويضيف قائلًا: “وفيما تتحدث منظمات إنسانية عن مجاعة جماعية من صنع الإنسان تروج “إسرائيل” لرواية تنفي وجودَ مجاعة أَو تحميلها المسؤولية للآخرين، رغم تصريحات وزرائها الداعمة لسياسات التجويع والإبادة.
ومن ناحية أُخرى يفضحُ تقريرٌ حكومي أمريكي روايةَ العدو الإسرائيلي قائلًا: إنه “لا يوجدُ أي دليل على سرقة حماس للمساعدات التي تدخل القطاع”.